المسرح العماني.. تطور دائم ومواهب لا تنضب
تراجع دور المسرح في عدد كبير من الدول، لا سيما بعد التطور الهائل الذي طال صناعة السينما وانتعاش الدراما التلفزيونية.
لكن المتأمل للحركة المسرحية في سلطنة عمان يكتشف أنها في حالة تطور دائم، ويوما بعد الآخر تساهم في الكشف عن مواهب فنية جديدة ومناقشة قضايا اجتماعية مهمة.
وفي مناسبة الاحتفال باليوم العماني، التي توافق 18 نوفمبر/تشرين الثاني، نستعرض تاريخ المسرح العماني من أين بدأ وإلى أي طريق انتهى؟
البداية
ظهرت التجارب المسرحية الأولى في مدرسة السعيدية بالعاصمة مسقط، إذ كانت هذه المدرسة العريقة تقيم حفلاً في نهاية كل عام ومن خلاله تقدم الأغاني الوطنية والمسرحيات القصيرة والاسكتشات.
كانت أغلب هذه المسرحيات من المنهج المدرسي وتعتمد على الارتجال والعفوية، وتهدف إلى رسم الابتسامة على وجوه الحضور فقط.
في مرحلة السبعينيات، انتقل المسرح من أسوار المدرسة إلى الأندية، وتحمس الشباب الذين درسوا المسرح في مصر وبيروت لتقديم عروض مقتبسة وأفكار جريئة.
ومن أهم الأندية التي احتفت بالمسرح في هذه الفترة: نادي الأهلي ونادي عمان ونادي النهضة.
تكوين الفرق
وإيماناً بدور الفن، اهتمت سلطنة عمان بالمسرح، وفي عام 1990 افتتح قسم الفنون المسرحية بجامعة السلطان قابوس، الأمر الذي فتح شهية الطالب العماني لدراسة وتعلم أصول التمثيل، وبمرور الأيام تشكلت فرق مهمة وراحت تقدم عروضاً مبهرة.
ومن أبرز الفرق التي ظهرت وأثرت في الحركة الفنية في سلطنة عمان فرق مسرح الشباب والفرق الأهلية وفرق المسرح الجامعي.
أفضل العروض المسرحية
قدَّمت فرق مسرح الشباب عروضاً مهمة منها مسرحية "الوطن" تأليف المصري منصور مكاوي، ومن إخراج مصطفى حشيش، وأشرف على تنفيذها محمد بن سعيد الشنفري.
ومن العروض التي حققت نجاحاً كبيراً أيضاً "مخبز الأمانة"، تأليف وإخراج عبدالكريم جواد ، و"الطير المهاجر" للمبدع محمد بن سعيد الشنفري، و"خيوط العنكبوت"، التي ألفها صلاح راتب وأخرجها العماني عبدالغفور بن أحمد.
وسمح اهتمام السلطنة بالمسرح بظهور العديد من الفرق الأهلية مثل "الصحوة، الرستاق، فكر وفن، مزون المسرحية، ظفار".
ولا شك أن تعدد الفرق وتنوع اهتماماتها خلق منافسة قوية، ومن هنا تأصلت ملامح المسرح في عمان، التي ساهم فيها عدد من الرواد الأوائل مثل محمد بن إلياس فقير ورضا عبداللطيف.
واعتمدت الفرق الأهلية على تقديم عروض لكتاب كبار من العالم العربي مثل توفيق الحكيم وسعد الدين وهبة.
ولم تتوقف سلطنة عمان عن دعم الحركة المسرحية، وفي عصر النهضة انتعش المسرح وظهر جيل جديد من الممثلين والمخرجين ومهندسي الديكور، والاهتمام بمسرح الطفل.
aXA6IDMuMTUuMjE0LjE4NSA= جزيرة ام اند امز