3 نساء في حياة عمر الشريف.. تمرد وحب وخوف
عمر الشريف يقول عن والدته إنها كانت صاحبة شخصية قوية وصانعة القرار في كل شيء، لا سيما أنَّ والده كان يعمل تاجر أخشاب وطيب إلى حد كبير.
بخطوات ثابتة وطموح يمتد لأطراف الدنيا الواسعة استطاع الفنان المصري عمر الشريف (1932 - 2015) الوصول إلى العالمية، ونجح في الوقوف أمام عمالقة السينما الأمريكية.
لم يكن الطريق سهلاً كما يتصور البعض، إذ تعرَّض الشريف، المولود في مثل هذا اليوم 10 أبريل/نيسان، للحرب في بداية طريقه وحاول عدد من المنتجين حبسه في دور الفتى العربي، لكنه تمرَّد على ذلك وقدَّم العديد من الشخصيات بذكاء يحسد عليه.
مَن يتأمل مسيرة ميشيل ديمتري شلهوب أو عمر الشريف، سوف يكتشف أنَّ هناك 3 نساء أثَّرن في حياته بشكل واضح وكان يتحدث عنهن كثيراً قبل أن يهاجمه مرض ألزهايمر ويجبره على نسيان أجمل ذكرياته وأسماء أقرب الناس إليه.
كلير سعادة
والدة عمر كانت سيدة مجتمع أرستقراطية من أصول لبنانية سورية، وبسبب انشغالها الدائم قررت إلحاق ابنها الصغير بمدرسة داخلي في محافظة الإسكندرية، وكانت تزوره بين حين وآخر.
يقول عمر الشريف عنها إنَّها كانت صاحبة شخصية قوية وصانعة القرار في كل شيء، لا سيما أنَّ والده كان يعمل تاجر أخشاب وطيّب إلى حد كبير ولم يكن يحب الدخول معها في صدام.
ويحكي عنها أنَّه تعلَّم منها "أمرا جيّدا وآخر بالغ السوء"، تعلَّم منها الاعتماد على نفسه وتحديد هدفه لذا ساعدته عندما فكر في التمثيل والتمرَّد على مهنة والده، أما الشيء السيئ الذي تعلَّمه منها فكان لعب القمار وإدمان الرهان على الورق.
فاتن حمامة
زوجته الوحيدة التي التقى بها أول مرة في فيلم "صراع في الوادي" للمخرج الراحل يوسف شاهين، وشاء القدر أن تنشأ بينهما قصة حب رائعة، وفي عام 1955 حدث الزواج وعندما أنجبا "طارق" زاد الحب بينهما وكان هذا الثنائي حديث الوسط الفني في هذه الفترة.
قدَّم عمر الشريف مع فاتن حمامة عدة أفلام ناجحة منها "لا أنام" 1957، "سيدة القصر" 1958 و"نهر الحب" 1961.
وفي الستينيات تغيرت حياة عمر الشريف بعدما اختاره المخرج العالمي ديفيد لين للمشاركة في بطولة فيلم "لورنس العرب"، إذ حقق الفيلم نجاحاً لافتاً ترشّح على إثره الشريف لجائزة الأوسكار.
لم تشعر فاتن حمامة بالغيرة ووقفت إلى جانبه وأقنعته بالسفر إلى هوليوود، وذهبت معه وضحت بشهرتها ومجدها في مصر، لكن أضواء الشهرة خطفت "لورنس العرب" وبسبب انشغاله الدائم عنها حدث الانفصال وعادت فاتن حمامة إلى القاهرة بعد 5 سنوات من الغربة معه.
لم يتزوج الشريف بعد انفصاله عن فاتن حمامة وعاش على ذكرياته الجميلة معها، وكثيراً ما كان يتحدث عن دورها في حياته ودعمها له.
صوفيا لورين
ممثلة إيطالية وقف أمامها عمر الشريف أثناء تصوير فيلم "سقوط الإمبراطورية الرومانية" وجسَّد دور زوجها الملك في أحداث الفيلم.
وعن دورها في حياته، قال الشريف إنه كان خائفاً من لقائها والتمثيل أمامها لأنها فنانة كبيرة لكنها تعاملت معه بلطف وشجعته كثيراً، وبمرو الوقت نشأت بينهما علاقة صداقة وكان يلعب معها الورق بشكل مستمر، ومن خلال نجوميتها فتحت له الطريق وقدمته للعديد من شركات الإنتاج العالمية.