عمر خيرت.. عنوان الموسيقى المصرية «المتمرد» (بروفايل)
يعد الموسيقار وعازف البيانو عمر خيرت العنوان الأول للموسيقى المصرية المعاصرة، برؤى خاصة تتسم بالثراء والعمق والتمرد.
ومن بين كل الصفات التي قد تتداخل في تكوين الموسيقار، يميل عمر خيرت إلى وصف نفسه بـ"المتمرد"، ليس على القوالب والجمل الموسيقية السائدة فحسب، بل على كل شيء!
ولد عمر خيرت لعائلة فنية بامتياز، فجده الكبير الخطاط عبيد الله، الذي طلب منه الخديو سعيد كتابة اسمه على أزرار ضباط التشريفة، فأبدع في ذلك، وكافأه حاكم مصر بقطعة أرض كبيرة في منطقة السيدة زينب.
أما جده فهو المحامي محمود خيرت، المعروف بولعه الشديد بالفنون، وعمه الموسيقار أبو بكر خيرت، مؤسس "الكونسرفتوار" المصري، ويقول عن عائلته: "لعبت دورا كبيرا في النواحي العلمية والثقافية في مصر".
في كتابه "المتمرد.. سيرة حياة"، اختار عمر خيرت كلمة "المتمرد" عنوانا لكتابه، باعتبارها "الأكثر دقة في وصف شخصيته"، ولأن حياته هي سلسلة من التمردات على النمطية والتقيد، سعيًا للحرية وكل ما هو جديد.
عمر خيرت.. المتمرد
يصف الموسيقار المصري، المولود في القاهرة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1948، أكثر حالات التمرد تأثيرًا في حياته، وهي اختياره مهنة الموسيقى، عكس السائد في عائلته، التي كان يجمع أبناؤها وظائف عدة.
ويقول: "جدي محمود خيرت كان محاميا وروائيا ورساما وموسيقيا، وعمي أبو بكر خيرت معماري شهير، وعمي عمر اكتشف الكثير من الجراثيم وطرق علاجها، وأبي كان عازف بيانو فريدًا ومهندسًا بالأوقاف".
أما تمرده الثاني فكان على "سطوة الأغنية في الفن"، إضافة إلى تمرده على الكلاسيكيات، إذ انضم إلى فريق "Les Petits Chats" كعازف درامز في سن الـ17، وانبهر بكم الحرية والشباب بعيدًا عن تقاليد الأوبرا.
ويقول مؤلف الموسيقى التصويرية لفيلم "ليلة القبض على فاطمة": "نقلت آلة الدرامز إلى مناطق موسيقية ثرية، مثل الجاز والبوب، بجانب الموسيقى الشرقية والكلاسيكية، ما أسهم في تكوين المؤلف الموسيقي داخلي".
ويعتبر "خيرت" نجاحه الأكبر هو اجتذاب الجمهور إلى الموسيقى الخالصة من دون كلمات، ويقول: "أن أجعل جمهورا في مجتمع لا يعترف إلا بالطرب يحرص على حضور حفلات لهذه الموسيقى، هذا إنجازي الأكبر".