"أوميجا 3" تحمل مفتاح الحاجز الدموي الدماغي
فتحت صور مذهلة لجزيء ينقل أحماض "أوميجا 3" الدهنية إلى الدماغ مدخلاً قد يساعد في توصيل العلاجات العصبية إلى الدماغ، وفق دراسة نشرتها، الأربعاء، دورية "نيتشر".
ونجح فريق بحثي أمريكي من جامعة كولومبيا في الحصول على هيكل ثلاثي الأبعاد للبروتين الناقل الذي يوفر بوابة لدخول "أوميجا 3" إلى الدماغ، وفي هذه البنية يمكننا أن نرى كيف ترتبط "أوميجا 3" بالناقل، وقد تسمح هذه المعلومات بتصميم العقاقير التي تحاكي "أوميجا 3" لاختطاف هذا النظام والدخول إلى الدماغ.
ويتمثل التحدي الرئيسي في علاج الأمراض العصبية في تجاوز الأدوية الحاجز الدموي الدماغي، وهي طبقة من الخلايا المكدسة بإحكام والتي تبطن الأوعية الدموية في الدماغ، وتمنع بحماس السموم ومسببات الأمراض وبعض العناصر الغذائية من دخول الدماغ.
ولسوء الحظ، تمنع الطبقة أيضاً العديد من الأدوية التي تعد مرشحة واعدة لعلاج الاضطرابات العصبية.
وتتطلب العناصر الغذائية الأساسية مثل "أوميجا 3" مساعدة من بروتينات ناقلة مخصصة تتعرف عليها على وجه التحديد وتنقلها عبر هذا الحاجز، فالناقلون مثل الحراس، لا يسمحون إلا للجزيئات التي تحمل دعوات بالمرور.
والناقل أو الحارس الذي يسمح بدخول "أوميجا 3" يسمى MFSD2A وهو محور أبحاث قائدة الفريق البحثي روزماري جي كاتر من مختبر "مانسيا" في كلية فاجيلوس للأطباء والجراحين بجامعة كولومبيا.
وقالت كاتر في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة "إن فهم شكل (MFSD2A) وكيف يسحب أوميجا 3 عبر الحاجز الدموي الدماغي قد يزودنا بالمعلومات التي نحتاجها لتصميم أدوية يمكنها خداع هذا الحارس والحصول على تصاريح دخول".
ولتصور شكل "MFSD2A"، استخدمت كاتر تقنية تسمى الفحص المجهري الإلكتروني لجسيم واحد، وساعدتهم هذه التقنية على رؤية شكل الناقل بتفاصيل تصل إلى جزء من المليار من المتر، هذه المعلومات مهمة لفهم كيفية عمل الناقل على المستوى الجزيئي.
وأضافت كاتر: "يوضح الهيكل ثلاثي الأبعاد الذي رسمناه أن الجزيء MFSD2A له شكل يشبه الوعاء، وأن أوميجا 3 ترتبط بجانب معين من هذا الوعاء، ويبحث الفريق الآن في كيفية تعرّف الناقل لأول مرة على أوميجا 3 من مجرى الدم".
وتابعت: "لكن دراستنا أعطتنا بالفعل نظرة ثاقبة هائلة حول كيفية قيام (MFSD2A) بإيصال أوميجا 3 إلى الدماغ، ونحن متحمسون حقاً لمعرفة إلى أين تؤدي نتائجنا".
aXA6IDE4LjIxNy4yMjQuMTY1IA== جزيرة ام اند امز