كورونا والحياة الطبيعية.. إجراءات عززت خيار التعايش مع الفيروس
اعتمدت العديد من دول العالم خطوات ملموسة لتخفيف القيود المفروضة لمواجهة جائحة كورونا، وهو ما تعرض للاهتزاز قليلا مع ظهور أوميكرون.
وبعد مرور ما يقارب العامين في مواجهة الوباء، قطعت العديد من الدول خطوات ملموسة في تأمين سلامة سكانها فيما بدا وكأنه تحول حقيقي لتلك المعركة التي اتسمت بالكثير من المخاوف والشكوك طوال العامين السابقين.
واستندت تلك الدول إلى نتائج الإجراءات المتخذة منذ بدء الأزمة، وأهمها تطعيم أكبر قدر من السكان واعتماد بروتوكولات صحية تضمن عدم التفشي السريع للوباء إلى جانب تكثيف الفحوصات الدورية للسكان، واعتماد الأنظمة الرقمية والإلكترونية في متابعة التفشي، والتعامل مع كل مرحلة حسب معطياتها الصحية.
وشكل المتحور "أوميكرون" نقطة تحول في تعاطي العديد من الدول مع الجائحة، فعلى الرغم من الارتفاع الكبير في أعداد الإصابة إلا أن تراجع نسب الحالات الحرجة والوفيات مقارنة بالمتحورات السابقة ساهم في ترسيخ قناعات جديدة قد تغيّر قاعدة المواجهة مع الوباء، مع الإبقاء على الحرص من أي تطورات جديدة قد تستدعي اتخاذ إجراءات أكثر حزما.
وتراهن العديد من الدول على مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع ومدى التزامهم بقواعد وإجراءات الوقاية من الفيروس مثل المواظبة على ارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة، وتطبيق قواعد التباعد الجسدي، وتعقيم اليدين، فضلا عن البقاء في المنزل والامتناع عن مخالطة الآخرين في حال ظهور أعراض الإصابة عليهم.
وتضم قائمة الدول التي قررت تخفيف القيود على أنشطة الحياة اليومية خاصة الاقتصادية منها كلا من بريطانيا وإيرلندا وفرنسا وسويسرا وإسبانيا حيث تتشارك هذه الدول بميزة معدلات التطعيم العالية، والتي أكدت مختلف الدراسات الطبية أنها حائط الصد الأول في التخفيف من تداعيات الفيروس على الأشخاص المصابين.
في بريطانيا أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون عن رفع أغلب القيود الصحية المفروضة في بلاده لمواجهة تفشي فيروس كورونا، اعتبارا من 27 يناير/كانون الثاني الحالي، ومن بين الإجراءات المرتقبة لن يكون وضع الكمامة إلزاميا بموجب القانون كما أنه لن يوصى رسميا بالعمل عن بعد ولن يشترط تقديم شهادة صحية لدخول بعض التجمعات الكبرى.
بدورها تعتزم أيرلندا رفع أغلب قيود مكافحة جائحة "كورونا"، في الوقت الذي هدأت فيه المخاوف المتعلقة بـ"أوميكرون"، حيث اقترح مستشارو الصحة الحكوميون رفع أغلب القيود بما في ذلك مواعيد الإغلاق المبكر للمطاعم، والحاجة إلى جواز مرور يثبت تلقي التطعيم لدخول الكثير من المنشآت، مثل صالات اللياقة البدنية، فيما رجحت وسائل إعلام أيرلندية أن يستمر تطبيق ارتداء الكمامات وحيازة المسافرين الدوليين شهادات سفر صحية، والعزل الذاتي للأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض.
وفي فرنسا، قررت الحكومة تخفيف القيود المفروضة بسبب فيروس كورونا تدريجيا، اعتبارا من 2 فبراير/شباط المقبل، حيث سيتم إلغاء إلزامية ارتداء الكمامة في الهواء الطلق، فيما أشار جان كاستكس، رئيس الوزراء الفرنسي، إلى أن الوضع الوبائي بدأ في التحسن، وقد يتخذون قرارات جديدة لتخفيف قيود كورونا خلال الشهر المقبل.
وكانت كل من سويسرا وإسبانيا والأرجنتين والبرتغال قد قررت مطلع الشهر الحالي خفض عدد أيام الحجر الصحي من أجل تخفيف أثره على النشاط الاقتصادي.
وتلقى اتجاه التعايش مع فيروس كوفيد-19 خاصة في القارة الأوروبية دفعة معنوية عبر تصريح هانس كلوجه، مدير الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية، الذي أشار إلى أن المتحور "أوميكرون" قد يصيب 60% من الأوروبيين بحلول مارس/آذار المقبل ومن بعدها ستكون هناك مناعة جماعية على مدى أسابيع وأشهر بسبب الإصابة أو بفضل اللقاح.
بدوره قال أنتوني فاوتشي، كبير خبراء الأمراض المُعدية في الولايات المتحدة، إن المتحور أوميكرون قد يمثل نهاية لمرحلة وباء "كورونا"، ولكن هذا سيحدث فقط في حال عدم ظهور متحور آخر قادر على التهرب من الاستجابة المناعية التي كوّنها الجسم ضد المتحور السابق.
aXA6IDMuMTQ2LjE1Mi4xMTkg
جزيرة ام اند امز