جاسوس بمنزل وزير دفاع إسرائيل.. القصة الكاملة
أثار اعتقال عامل في منزل وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس تساؤلات عن ماضيه، وأسباب منحه تصريحا أمنيا بالعمل.
العامل، وفقا للتحقيقات الأولية، بادر من نفسه للاتصال بعميل له علاقة بإيران، وعرض عليه مساعدته بطرق مختلفة، بحسب جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك".
وقال "الشاباك" في المعلومات التي سمح بنشرها وتلقتها "العين الإخبارية": "في إطار العمليات الجارية هذا الشهر، اعتقل جهاز الأمن العام والشرطة الإسرائيلية، عومري جورين، الذي كان يعمل عامل تنظيف في منزل وزير الدفاع بيني جانتس".
وأضاف: "خلال التحقيق، علم أن جورين استخدم قبل أيام من اعتقاله، بمبادرة منه، شبكة اجتماعية للاتصال بعميل له علاقة بإيران وعرض عليه مساعدته بطرق مختلفة، بالنظر إلى وصوله إلى منزل الوزير".
وتابع "الشاباك": "علم أنه قد أثيرت احتمالية أن هذا العميل نفسه قد يكون قد مرر برنامجا ضارا من شأنه أن يتيح الوصول إلى الكمبيوتر الذي يستخدمه الوزير".
وأشار إلى أنه تم إحباط هذا الاحتمال بسبب القبض السريع على جورين.
واستنادا إلى "الشاباك" فإنه "خلال التحقيق اتضح أيضًا أنه من أجل إثبات قدرته وجديته، قام جورين بتصوير العديد من الأمور في أماكن مختلفة حول منزل الوزير ثم أرسل الصور، بما في ذلك أحد أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالوزير، إلى الجاسوس المذكور".
وذكر جهاز الأمن العام الإسرائيلي: "تجدر الإشارة إلى أنه نظرًا للإجراءات المتبعة لتأمين المعلومات في منزل الوزير، لم يحصل جورين أبدًا على مواد سرية ولم يتم نقل مثل هذه المواد إلى العملاء الذين كان على اتصال بهم".
وأضاف: "تم إجراء التحقيق بمعرفة وزير الدفاع جانتس".
وأشار "الشاباك" إلى أنه "بعد انتهاء التحقيق، وجه المدعي العام لائحة اتهام إلى المشتبه به بتهمة التجسس في محكمة اللد المركزية".
وقال: "أحبطت العملية المضادة السريعة من قبل جهاز الأمن العام نية المتهمين، الأمر الذي كان من الممكن أن يضر بأمن الدولة".
وأضاف: "قرر جهاز الأمن العام إجراء تحقيق بشأن التحقق من الخلفية من أجل منع احتمال تكرار مثل هذه الحوادث".
وكان إخفاق جهاز الأمن العام الإسرائيلي في التحقق من خلفية هذا العامل أثار انتقادات واسعة
الارتباط مع (بلاك شادو)
وفي تحقيقات الشاباك الأولية اتضح أن العامل يبلغ 37 عاما.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إنه عرض على مجموعة المخترقين المرتبطة بإيران "بلاك شادو" زراعة برنامج تجسس في الحاسوب الشخصي لوزير الدفاع الإسرائيلي بمقابل الحصول على أموال.
وكانت المجموعة ذاتها نشرت في الأسابيع الأخيرة صورا شخصية لوزير الدفاع الإسرائيلي ما أثار علامات استفهام عن مصدرها.
وقالت الصحيفة: "اتصل جورين بالمجموعة بعد أن كشفت تقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية الشهر الماضي عن محاولات (بلاك شادو) للقرصنة على الحكومة الإسرائيلية وأهداف خاصة".
وأضافت: "بعد إجراء اتصال مع أحد أعضاء (بلاك شادو) عبر (تليجرام) بهوية مزيفة، التقط جورين صوراً داخل منزل جانتس.
من بين المواد التي تم تصويرها مكتب عمل وزير الدفاع وأجهزة الكمبيوتر والهاتف والجهاز اللوحي الشخصي وصندوق مطبوع بأرقام متعلقة بالجيش الإسرائيلي، وجهاز توجيه وعنوان "IP" الخاص به، وإيصالات ضريبة الممتلكات الخاصة به".
وأشارت إلى أنه على إثر ذلك "تم إجراء التحقيق من قبل الشاباك ووحدة التحقيقات الخاصة التابعة للشرطة ومكتب المدعي العام بعلم جانتس".
وقالت: "أسفر البحث في هاتفه الخلوي عن نتائج تدعم اعترافه، مثل عمليات البحث التي أجراها على الإنترنت حول الوقت الذي اتصل فيه بـ(بلاك شادو)، والترجمة التي قام بها من العبرية إلى الإنجليزية باستخدام (جوجل ترانسليت) واستعادة الصور التي التقطها جانتس الصفحة الرئيسية".
سجل إجرامي
كشفت الصحيفة الإسرائيلية النقاب أنه لدى المتهم "سجل إجرامي ثري يتضمن خمس إدانات و14 تهمة بين عامي 2002 و2013، بما في ذلك عمليتا سطو على بنك وسطو وسرقة وغير ذلك. كما حُكم عليه بأربعة أحكام بالسجن، آخرها بتهمة السطو لمدة أربع سنوات".
ولكن محاميه جال وولف قال للهيئة العامة للبث الإسرائيلي إن" الرجل كان ينوي انتزاع الأموال دون أن يكون قادرا في الواقع على القيام بأي تجسس".
فشل ذريع
واعتبر الكاتب في موقع "واينت" يوسي يهوشع أن: حقيقة أن مجرما مدانا له سجل جنائي طويل يتضمن سرقة بنك، اجتاز فحص التصريح الأمني، وعمل لفترة طويلة في منزل وزير الدفاع حيث المواد السرية وحتى الهاتف الأحمر، هو "فشل ذريع لجهاز الأمن العام".
وأشار إلى أن عومري جورين غوروشوفسكي عمل في منزل وزير الدفاع الإسرائيلي لمدة عامين.
وقال: "لا ينبغي لهذا الشخص حتى أن يقترب من منطقة حساسة مثل المنزل الخاص لوزير الدفاع. ومن المفترض أن يخضع جميع العاملين في مثل هذا المنزل، الذي يحتوي على مواد سرية وهاتف أحمر وأسرار سياسية وأمنية مغلقة، لفحص أمني أولي، يليه فحص أمني آخر أكثر تعمقا، يتم فيه تحديد مستوى تصنيف المرشح قبل توليه منصبه".
وأضاف: "كان من المفترض أيضا أن يخضع جورين لتفتيش دوري من قبل جهاز الأمن الداخلي، ولم يتم ذلك، لقد تم اختراق شبكات الحماية".
وتابع يهوشع: "إلى جانب جهاز الأمن الداخلي، يتحمل وزير الدفاع أيضا مسؤولية شخصية في فحص الأشخاص الذين يتواجدون في منزله. يجوز، بل ربما يتوقع، طرح أسئلة عامة حتى لو لم يكن مسؤولا عن المسألة الأمنية".
واعتبر أنه "كان بإمكان غورين أن يلحق ضررا هائلا: تحقيق أقصى قدر ممكن من القرب، بأكبر قدر ممكن، بين ما يسمى بالمسؤول الإيراني ووزير الدفاع من خلال الاتصال بجهاز كمبيوتر شخصي وهاتف أحمر، وربما عن طريق تصوير الوثائق أو أخذه".
وقال: "حقيقة أن جورين اجتاز اختبار جهاز الأمن العام على الرغم من سجله الجنائي الكبير هو أمر أساسي، ويبدو أنه من السهل إلقاء اللوم في الأمر على شخصية كبيرة في الجهاز وقد تولى الجهاز المسؤولية الكاملة عن الحادث ويحقق فيه، ولكن هذا الإغفال سيتطلب أيضا استنتاجات شخصية".
aXA6IDE4LjIyNi44Mi45MCA= جزيرة ام اند امز