يوم تنصيب بايدن.. مخاوف من هجمات لـ"احتلال" واشنطن
في الأسابيع والأيام والساعات التي سبقت حصار مبنى الكابيتول الأمريكي من قبل مؤيدي دونالد ترامب، كانت المؤشرات التحذيرية واضحة.
وبحسب شبكة (سي إن إن) الأمريكية فإنه كانت هناك منشورات عبر الإنترنت من جماعات الكراهية، ومحرضين يمينيين يدعون لحرب أهلية، وقتل المشرعين والهجوم على المدعين.
والآن، وبعد هدوء الوضع وصراع البلاد لاستيعاب أن العنف خلف 5 قتلى -بينهم ضابط من شرطة الكابيتول- حذر الخبراء من تصاعد نداءات العنف قبل يوم التنصيب، الذي يؤدي فيه الرئيس المنتخب جو بايدن القسم قائدا عاما.
وقال جوناثان جرينبلات، الرئيس التنفيذي لرابطة مكافحة التشهير المناهضة للكراهية: "نشهد.. ثرثرة من هؤلاء المتعصبين البيض من أولئك المتطرفين اليمينيين، إنهم يشعرون بالجرأة في هذه اللحظة.. نتوقع ازدياد الأوضاع سوءا".
وأظهرت فوضى الأربعاء، التي اندلعت خلال مظاهرة احتجاجية أثناء تصديق الكونجرس على نتائج فوز بايدن، فقدانا للسيطرة وانهيارا مفاجئا للرابط الذي جمع ترامب ومؤيديه والقادة الجمهوريين على مدار 4 أعوام.
وبعدما احتجز مثيرو الشغب الحواجز وتعدوا على ضباط الشرطة وحطموا النوافذ واقتحموا المبنى، وجّه ترامب نداء فاترا لهم للعودة إلى المنازل، رغم أنه كرر أكاذيب سرقة الانتخابات.
وأدان القادة الجمهوريون تلك الليلة مثيري الشغب بأشد الإدانات، لكن يبدو أن ذلك لم يكن له تأثير يذكر على اليمين المتطرف.
وكان على رأس الجمهوريين الذين أدانوا اقتحام الكونجرس نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس وزعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل.
ومن بين تعليقات مؤيدي ترامب التي رصدت، قال أحدهم إن الرئيس المنتهية ولايته سيؤدي اليمين لفترة رئاسية ثانية يوم 20 يناير/كانون الثاني الجاري.
وتابع: "لا يجب أن ندع الشيوعيين يفوزون. حتى ولو أحرقنا العاصمة عن بكرة أبيها. غدًا سنستعيد السيطرة على العاصمة، وسنسترد بلادنا".
من جانبها، ذكرت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية أن أنصار ترامب بعد أحداث شغب الكابيتول شعروا بالجرأة وتعهدوا بالعودة إلى واشنطن من أجل يوم تنصيب جو بايدن باستخدام المنصات الإلكترونية لحشد بعضهم.
وكتب أحد الأشخاص عبر منصة "بارلير" والمعروف بمنشوراته عن حركة "كيو أنون" وتتبعه رابطة مكافحة التشهير: "سيعود كثيرون منا يوم 19 يناير/كانون الثاني عام 2021، مدججون بالسلاح، دعمًا لعزيمة بلادنا. سنأتي بأعداد لن يضاهيها جيش أو شرطة".
وطبقا لـ"إن بي سي نيوز"، جرى استخدام كل من منصات: بارلير، وتليجرام، و"ذا دونالد دوت وين"، من أجل التخطي وتنسيق مظاهرة السادس من يناير/كانون الثاني التي تحولت إلى شغب.
وعبر ناشروا الكتابات صراحة عن نيتهم لـ"احتلال" الكابيتول.
وقال جون سكوت-رايلتون، وهو باحث كبير في "سيتزن لاب"، وهي مجموعة بجامعة تورنتو تتبع الأمن السيبراني، إنه "قلق جدًا" بشأن يوم التنصيب.
وأضاف لشبكة "سي إن إن" أنه "بينما كان عموم الجمهور مذعورين بشأن ما حدث (الأربعاء) في الكابيتول، ينظر إلى ما حدث في زوايا معينة من نوع محادثات الجناح اليميني على أنه نجاح".
بدورها ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن جهازي حاسوب تمت سرقتهما من الكابيتول أثناء أحداث الكونجرس، الأربعاء، أحدهما واحد من مكتب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، الأمر الذي يثير مخاوف تتعلق بأمن المعلومات.
وأكد أحد مساعدي بيلوسي، الجمعة، أن جهاز الحاسوب المحمول سرق من مكتبها، قائلًا إنه يخص غرفة الاجتماعات وكان يستخدم في العروض التقديمية، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل بشأن المعلومات التي قد يحويها.
أما جهاز الحاسوب الآخر الذي تمت سرقته، فهو حاسوب محمول يخص مكتب النائب الديمقراطي جيف ميركلي من ولاية أوريجون.
وطبقًا للصحيفة، كانت سرقة الأجهزة الإلكترونية من المكاتب البرلمانية مصدر قلق مستمر في أعقاب غزو أنصار ترامب.