أُنس جابر عاشقة الفراولة.. حلم عربي يتحول لحقيقة في أستراليا المفتوحة
التونسية أُنس جابر تكتب تاريخا جديدا للعرب في عالم التنس من بوابة بطولة أستراليا المفتوحة وتواصل سعيها نحو تحقيق الحلم.
واصلت التونسية أُنس جابر مغامراتها الناجحة في عالم التنس، وكتبت إنجازا جديدا بشق طريقها إلى ربع نهائي بطولة أستراليا المفتوحة، أولى البطولات الأربع الكبرى في موسم اللعبة، ماضية نحو تحقيق حلمها بثبات.
جابر التي اختيرت أفضل رياضية عربية في 2019، في كثير من الاستفتاءات، أعربت نهاية العام الماضي عن حلمها بأن تصبح ضمن أفضل 20 لاعبة تنس على مستوى العالم، وها هي تسير نحو تحقيق ذلك الحلم العربي مع بداية العام الجديد.
ورغم الصعوبات التي واجهتها "عاشقة الفراولة" في بداياتها في تونس، في ظل عدم وجود ملاعب عشبية للتنس في بلادها، فإن إصرارها على تحقيق الحلم وكتابة التاريخ دفعها لقهر كل تلك الظروف، وكتابة التاريخ منذ الصغر، لتحفر لنفسها مكانا بين كبيرات عالم اللعبة البيضاء.
بداية نارية.. وتتويج أول
لفتت أنس، صاحبة الـ25 عاما حاليا، الأنظار إليها منذ مرحلة الناشئات، عندما كانت تتحسس خطاها في عالم البطولات الكبرى لتلك المرحلة، وكان ظهورها الأول في ويمبلدون للناشئات عام 2010، حيث وصلت إلى الدور نصف نهائي.
وبعدها بقليل كان الظهور الكبير الثاني في بطولة فرنسا المفتوحة للناشئات، حيث شقت طريقها بنجاح للمباراة النهائية، قبل أن تخسر أمام الأوكرانية إيلينا سيفتولينا المصنفة الخامسة بين لاعبات التنس المحترفات حاليا.
ولأنها أصرت على كتابة التاريخ منذ البداية، فقد عادت أنس جابر في العام التالي لتحقق ما لم تنجح في تحقيقه في العام السابق؛ حيث بلغت نهائي فرنسا المفتوحة من جديد، وتمكنت من التتويج باللقب هذه المرة على حساب البوتوريكية مونيكا بويج، لتصبح أول لاعبة عربية تحقق هذا الإنجاز.
إصرار الأبطال يقهر الصعوبات
في 2012 بدأت جابر مشوارها في عالم الكبيرات؛ حيث بدأت في خوض البطولات التي ينظمها الاتحاد العالمي للاعبات المحترفات، ووجدت صعوبات كبيرة في البداية، لعدم توافر ملاعب عشبية في تونس؛ ما كان يدفعها إلى اللجوء لملاعب الكرة للتدرب عليها حسبما صرحت من قبل.
لكن إصرار الأبطال الذي كان صديقا لـ"عاشقة الفراولة"، وهو العشق الذي أكدته من قبل، دفعها للتغلب على كل تلك الصعوبات، حيث أكدت أن ملاعب الكرة هي التي لعبت دورا كبيرا في تطورها كلاعبة تنس، لتدخل في 2014 ضمن تصنيف أفضل 200 لاعبة على مستوى العالم.
وفي 2014 كان الظهور الأول لأُنس جابر في القرعة الرئيسية لإحدى بطولات الجراند سلام، وذلك في فرنسا المفتوحة، لكنها خرجت مبكرا وكذلك فعلت في العام التالي في أستراليا، لتتراجع في التصنيف العالمي لكن ذلك لم يثنها عن تحقيق حلمها، لتمثل تونس بعدها في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، وتنهي العام في المركز الـ193 عالميا.
وكان العامان التاليان للبطلة التونسية بمثابة عامي الحصاد الأول لإصرارها، حيث بدأت تلفت الأنظار بقوة بمهاراتها وقدراتها، بعدما بدأت تشارك بفاعلية في بطولات الاتحاد العالمي، وتترك بصمات في بطولات الجراند سلام.
وبدأت مسيرة الإنجازات في 2018، عندما بلغت نهائي بطولة الكرملين، لتصبح أول عربية تبلغ نهائي إحدى بطولات الاتحاد العالمي للعبة، مطيحة بالعديد من المصنفات المتقدمات وقتها أبرزهن الامريكية سلون ستيفنز المصنفة الثامنة وقتها.
وأسهمت تلك الإنجازات في وصول تصنيف أنس جابر مع بداية عام 2019 إلى المركز الـ56 عالميا، وهو ما لم تحققه أي لاعبة عربية في تاريخ اللعبة البيضاء.
الحلم يبدأ في التحقق
أحلام أُنس جابر مع التنس كبيرة، وإصرارها على تحقيق تلك الأحلام ليس له حدود، وهو ما يقودها رويدا رويدا لحصد ثمار ذلك الإصرار، بعدما أدركت أنها باتت مثالا يحتذى به للفتيات العربيات والأفريقيات.
وكانت جابر قد قالت العام الماضي قبل مشاركتها في بطولة ويمبلدون: "من الصعب للعربيات والأفريقيات التفوق في عالم التنس، لأننا لا نملك خبرات كبيرة في اللعبة، والمستوى الاحترافي يتسم بالصعوبة علينا، لكنني أحاول التوضيح أن بإمكانهن فعل ذلك طالما امتلكن العزيمة والإصرار".
وجاء اختيارها في نهاية 2019 كأفضل رياضية عربية في الكثير من الاستفتاءات ليتوج ذلك الفكر الذي تبنته البطلة التونسية، ويمثل دافعا لها في مواصلة مشوارها بقوة وصنع إنجازات جديدة، ليصل تصنيفها إلى المركز الـ51 عالميا، وهو ما لم يرضِ طموح عاشقة الفراولة، التي أكدت أن حلمها هو دخول دائرة أفضل 20 لاعبة في التصنيف العالمي.
ومع بداية العام الجديد بدأت أُنس جابر تجني ثمارا جديدة لإصرارها، وتحقق أحلاما جديدة، وتكتب تاريخا جديدا للعرب في عالم التنس، بعدما دشّنت مشاركة تاريخية في بطولة أستراليا المفتوحة كبداية مذهلة لعامها الجديد، ووصلت إلى الدور ربع النهائي.
وأطاحت جابر في طريقها لهذا الدور بجوانا كونتا أفضل لاعبة بريطانية والمصنفة الـ12 في البطولة من الدور الأول، وتبعتها بالفرنسية كارولين جارسيا، ثم الدنماركية كارولين فوزنياكي المصنفة الأولى على العالم سابقا، قبل أن تنهي مغامرة الصينية الواعدة كيانج وانج المصنفة الـ27 عالميا، والتي أطاحت بالأمريكية سيرينا ويليامز من الدور الثالث.
وها هي البطلة العربية تمضي بثبات في أولى البطولات الكبرى للموسم، حيث ضربت موعدا جديدا في ربع النهائي مع الأمريكية صوفيا كينين، فهل تواصل أنس جابر مغامرتها وتحصد أول لقب كبير في تاريخ التنس العربي؟