أنس جابر.. قصة بطلة عالمية ولدت من رحم المعاناة
التقرير التالي يستعرض قصة نجاح لاعبة التنس التونسية أُنس جابر التي ترشحت لربع نهائي أستراليا المفتوحة للمرة الأولى في تاريخ العرب.
صنعت لاعبة التنس التونسية، أُنس جابر الحدث من جديد في بطولة أستراليا المفتوحة، وذلك عندما تغلبت صباح الأحد على الصينية وانج جيانج بنتيجة 6-1 و6-2 و6-3 لتحجز مقعدا في الدور ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخ اللاعبات العرب.
وستواجه جابر في ربع النهائي الأمريكية صوفيا كينين التي تغلبت مواطنتها الشابة كوكو جوف (15 سنة) بنتيجة 6-7 و6-3 و6-0.
ولم يكن من السهل على جابر النجاح في المستوى العالي في ظل جملة من والمصاعب التي عاشتها طوال مسيرتها التي بدأتها في عمر السنوات الـ3.
جابر، المولودة في مدينة قصر هلال بجهة الساحل التونسي عام 1994، اضطرت للابتعاد عن عائلتها في سن الـ13 عاما من أجل الانتقال للعاصمة التونسية، حيث زاولت دراستها في المعهد الرياضي المتخصص في تكوين الأبطال بمختلف الرياضات.
وأمام نبوغها الكبير، قام الاتحاد التونسي للتنس بتوفير جملة من الملاعب، فضلا عن قاعة تقوية عضلات من أجل التدرب فيها على فترتين في اليوم الواحد، غير أن ضعف الإمكانات والحالة السيئة التي كانت عليها البنية التحتية منعها من تطوير إمكاناتها.
وتبعا لذلك، اضطرت جابر للهجرة لفرنسا حيث خضعت لبرنامج خصوصي تحت إشراف مدربي عالميين، وذلك من أجل ثقل موهبتها.
ولقيت جابر سندا كبيرا من عائلتها التي وفرت لها الإمكانات المادية اللازمة من أجل السفر والمشاركة في البطولات.
ولا تخجل جابر من الحديث عن المصاعب المادية الكبيرة التي عاشتها في بداية مسيرتها، وقالت في هذا الصدد في تصريح لصحيفة ليكيب الفرنسية: "لم يكن لدي أموال للسفر والتعاقد مع مدربين أكفاء، لولا عائلتي لم يكن بإمكاني اللعب في المستوى العالي، إخوتي كانوا يقومون بتحويل الأموال إلي بصفة دائمة من أجل المشاركة في البطولات".
جابر أيضا لم تتحرج أيضا من الحديث عن السخرية التي لاقتها بسبب طبيعة وزنها، والتي لا تتماشى مع السائد في عالم التنس النسائي الذي تعود على لاعبات رشيقات مثل الروسية ماريا شارابوفا، حيث قالت في هذا السياق: "أنا سعيدة بتركيبتي البدنية، أعلم أنني لست اللاعبة الأكثر رشاقة في ملاعب التنس، غير أن العديد من اللاعبات لا يملكن لمستي للكرة".
لاعبة التنس التونسية أبدت فخرها الكبير بمسيرتها الحافلة بالإنجاز، حيث قالت في هذا الصدد: "ألعب التنس منذ كنت صغيرة لهدف واحد وهو تأكيد أن المرأة العربية قادرة على فعل المستحيل، أعتبر نفسي سفيرة لبلدي وللمرأة العربية، أشعر بفخر كبير عندما ألاحظ أن عدد اللاعبين في رياضة التنس ارتفع بـ10 أضعاف ما كان عليه بعد فوزي بدورة رولاند جاروس للشابات في سنة 2011".
تونس التي شهدت، مساء السبت، مباراة كلاسيكو نارية بين الترجي التونسي والرجاء المغربي في دوري أبطال أفريقيا والتي تستعد اليوم الأحد لاحتضان نهائي أمم أفريقيا لكرة اليد بين تونس ومصر، لا تتحدث حاليا إلا بلغة أنس جابر، تلك الشابة التي قهرت ضعف الإمكانات، لتصنع تاريخيا مشرفا.