وسط مخاوف أسواق النفط.. دول "أوبك+" تجتمع في السعودية
ينعقد الاجتماع بعدما دخلت العقوبات الأمريكية المشدّدة على إيران وقطاع النفط فيها حيز التنفيذ هذا الشهر.
تعقد الدول المصدّرة للنفط في منظمة أوبك وخارجها في جدة، الأحد، اجتماعا مهمّا بهدف وضع الأسعار في سوق الخام الهش على طريق الاستقرار، في خضم توترات في الخليج قد تشكّل في حال تصاعدها تهدّيدا للإمدادات.
وستبحث الدول المصدّرة للنفط وضع السوق ومدى التزام الدول باتفاق الحد من الإنتاج الذي تم التوصل إليه العام الماضي، إلا أن إيران، الغائبة عن اللقاء، ستكون على رأس جدول الأعمال في الاجتماع الذي يستمر ليوم واحد.
ووفقا لوكالة الأنباء السعودية، يبحث الاجتماع الرابع عشر للجنة الوزارية المشتركة لمراقبة اتفاق خفض الإنتاج، بين منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، والدول من خارجها (أوبك+)، أوضاع أسواق النفط العالمية، ومتابعة عمل اللجنة ونتائج قراراتها في الاجتماعات السابقة، ومعرفة مدى التزام دول أوبك وشركائها بقرار خفض الإنتاج، والخروج بتوصيات قبل اجتماع (أوبك+) في يونيو/حزيران المقبل.
- الإمارات والسعودية والنرويج تبلغ مجلس الأمن بتخريب السفن
- خبراء بحريون: حركة النقل التجاري في بحر عمان لن تتأثر بحادث السفن
وكانت 4 سفن، بينها 3 ناقلات نفط ترفع اثنتان منها علم السعودية، تعرضت لأعمال "تخريبية" قرب المياه الإقليمية للإمارات قبل أسبوع، قبل أن يشنّ الانقلابيون الحوثيون المقرّبون من إيران هجوماً ضدّ محطّتَي ضخّ لخط أنابيب نفط رئيسي في السعودية بطائرات من دون طيّار.
وحذّرت الرياض، أكبر مصدّر للنفط في العالم، من أن هذه الهجمات "تستهدف أمان إمدادات الطاقة للعالم، والاقتصاد العالمي"، لكنها أكّدت أمس السبت أنها لا تريد حربا في المنطقة.
كما ينعقد الاجتماع بعدما دخلت العقوبات الأمريكية المشدّدة على إيران وقطاع النفط فيها حيز التنفيذ هذا الشهر.
ومن غير المتوقع أن تصدر عن الاجتماع أي قرارات، إلا أنه قد يخرج بتوصيات قبل اجتماع لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في يونيو/حزيران المقبل، ستشارك فيه إيران.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن، الشهر الماضي، أن السعودية ودولا أخرى في أوبك وافقت على طلبه زيادة إنتاج النفط من أجل خفض الأسعار من جديد.
ورغم تراجع الصادرات النفطية في إيران وفنزويلا، واتفاق خفض الإنتاج بـ1,2 مليون برميل في اليوم منذ يناير/كانون الثاني الماضي، قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، لدى وصوله إلى جدة عشية الاجتماع، إن المخزون العالمي لا يزال يرتفع.
وشدّد على أن سعي الدول المنتجة لتحقيق توازن في السوق لم يصل إلى نتيجته بعد.
صادرات إيران تعاني
وكانت منظمة الدول المصدّرة والوكالة الدولية للطاقة أعلنتا هذا الشهر أن إمدادات النفط تراجعت في أبريل/نيسان الماضي مع بدء تطبيق العقوبات الأمريكية المشدّدة على إيران والتزام الدول النفطية خفض الإنتاج.
وذكرت وكالة الطاقة أن الانتاج الإيراني تراجع في أبريل/نيسان الماضي إلى 2,6 مليون برميل، وهو أدنى مستوى منذ نحو 5 سنوات، بعدما كان عند عتبة 3,9 مليون برميل، قبل أن تعلن واشنطن انسحابها من الاتفاق النووي قبل نحو عام.
وقد ينخفض مستوى الإنتاج بشكل أكبر في مايو/أيار الجاري ليصل إلى مستويات غير مسبوقة منذ الحرب مع العراق بين عامي 1980 و1988.
وذكرت مؤسسة "كبلر" الاستشارية في مجال الطاقة أن الصادرات الإيرانية تراجعت من 1,4 مليون برميل في أبريل/نيسان الماضي إلى نحو نصف مليون برميل في مايو/أيار الجاري، مقارنة بـ2,5 مليون برميل في فترة ما قبل الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي.
كما أن الإنتاج الفنزويلي يعاني بدوره على وقع الاضطرابات في هذا البلد، وقد تراجع إلى أكثر من النصف منذ الربع الثالث من العام الماضي.
وتظهر إحصائيات "كبلر" أن الدول الموقعة على اتفاق خفض الإنتاج التزمت بحصصها، إلا أن الدول المصدّرة تخشى أن تؤدي أي زيادة في الإنتاج لتعويض النقص الناجم عن غياب الخام الإيراني إلى ردة فعل عكسية تدفع الأسعار نزولا.
توترات في الخليج
وتجتمع الدول النفطية في جدة في وقت تدور حرب نفسية بين الولايات المتحدة وإيران، بينما يخشى مراقبون من أن تؤدي أي حوادث في الخليج إلى تداعيات أكبر على المنطقة وإمدادات النفط.
وهدّدت إيران مرارا بإغلاق مضيق هرمز الذي تمر عبره نحو 35% من إمدادات النفط العالمية، في حال وقعت حرب مع الولايات المتحدة أو حدثت تطورات في الخليج على نحو خطير.
واتّهمت السعودية الخميس إيران بإعطاء الأوامر للانقلابيين الحوثيين بتنفيذ عمليات إرهابية بهدف التأثير على إمدادات النفط من المنطقة.
ودعت الرياض ليل السبت إلى عقد قمّتَين "طارئتين"، خليجيّة وعربيّة، في مكّة، للبحث في الاعتداءات، قبل يوم من قمة إسلامية تستضيفها المدينة السعودية أيضا.
وقبل ساعات من اجتماع جدة، قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، في مؤتمر صحفي في الرياض، إنّ بلاده "لا تريد حرباً ولا تسعى لذلك وستفعل ما بوسعها لمنع قيام هذه الحرب، وفي الوقت ذاته تؤكّد أنّه في حال اختيار الطرف الآخر الحرب، فإنّ المملكة ستردّ على ذلك بكلّ قوّة وحزم وستدافع عن نفسها ومصالحها".
aXA6IDE4LjExOS4xMTMuNzkg جزيرة ام اند امز