خبراء: فشل أوبك سيكبل سعر برميل النفط عند 45 دولارا في 2017
تتوجه الأنظار صوب العاصمة النمساوية فيينا ترقبًا لما سيسفر عنه اجتماع الأوبك وسط نظرات متشائمة بشأن فرص التوصل إلى اتفاق.
قال محللون لأسواق الطاقة إن اجتماع أوبك، الأربعاء، في فيينا على مستوى الوزراء يحظى بفرص محدودة للتوصل إلى اتفاق نهائي يقضي بخفض الإنتاج بواقع مليون برميل يوميًا.
وأكدوا أنه في حالة نجاح الاجتماع في صياغة اتفاق سيؤدي ذلك إلى ارتفاع سعر البرميل لأكثر من 50 دولارا، ولكن في حالة الفشل سيشهد سوق النفط زيادة المخزون خلال النصف الأول من 2017 ومن ثم استقرار الأسعار بالقرب من 45 دولارا للبرميل في صيف العام المقبل.
قفزت أسعار النفط أكثر من 5% اليوم، بعدما قال وزير الطاقة السعودي إن أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) يقتربون من التوصل لاتفاق على خفض الإنتاج بما يضع الأسعار على طريق تحقيق أكبر مكاسبها اليومية منذ إبريل/ نيسان.
وصعد خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 2.72 دولار إلى 49.10 دولار للبرميل بحلول الساعة 0935 بتوقيت جرينتش بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.43 دولار في العقود الآجلة ليصل إلى 47.66 دولار للبرميل.
من جانبه، أكد بيجارن سكيلدروب، رئيس قطاع تحليل المشتقات ببنك Nordic bank SEB أن فرص توصل أوبك لقرار يقضي بخفض الإنتاج منخفضة للغاية نظرًا للخلافات حول حصة الدول الأعضاء.
وأضاف إنه على الرغم من التوصل لاتفاق مبدئي قبل شهرين في الجزائر يقضي بخفض الإنتاج بقرابة مليون برميل يوميًا إلا أن تفاصيل وآليات تنفيذ الاتفاقية باتت محل خلاف، وهو ما يعطي انطباعاً بأن اجتماع اليوم، في فيينا لن يصل إلى اتفاق ملموس أو صياغة اتفاق غير قابل للتنفيذ على أرض الواقع.
وفي هذه الأجواء، أعلنت روسيا أمس الثلاثاء عن عدم نيتها المشاركة في الاجتماع، ولكنها ألمحت إلى احتمالية المشاركة في اجتماعات مقبلة بين الدول الأعضاء بأوبك والدول المنتجة للنفط غير الأعضاء.
ونقلت قناة CNBC عن ميسون ماهيش، محلل مالي ببنك بركليز أن الخلاف الإيراني السعودي حول مطلب إيران برفع إنتاجها من النفط يعرقل التوصل لاتفاق، بل إنه سيؤدي إلى زيادة الإنتاج ومن ثم ارتفاع الكمية المطروحة في الأسواق.
وأكد ماهيش أن الموقف سيتغير تمامًا في حالة توصل اجتماع أوبك إلى اتفاق بخفض الإنتاج إلى مستوى 32.5 مليون برميل يوميًا، فحينها من المتوقع أن يتجاوز سعر البرميل حاجز 50 دولارا.
فيما أكد بنك الاستثمار جولدمان ساكس أن الوضع الراهن لسوق النفط يفرض على الدول المنتجة ضرورة تدعيم التوصل إلى اتفاق يعزز من قدرة أسعار النفط على الصعود باعتباره مصدر دخل رئيسيا لأغلب الدول الأعضاء بمنظمة اوبك.
وذكرت جولدمان ساكس أنه في الوقت الذي تم التوصل فيه لاتفاق على أساس منطقي في الجزائر، أدت الاعتبارات السياسية وخلاف حول حصة كل دولة من الإنتاج إلى عدم التوصل إلى قرار نهائي.
ولفتت إلى أنه في حالة التوصل إلى اتفاق فمن المحتمل أن يرتفع سعر البرميل إلى أكثر من 50 دولارا، ولكن عدم إبرام اتفاق يقضي بخفض الإنتاج فهذا سيؤدي إلى ارتفاع المخزون خلال النصف الأول من 2017 ما يبرر تحرك السعر حول 45 دولارا للبرميل في الصيف المقبل.