على درب ترامب.. ترقبوا المواجهة بين أوبك+ وبايدن
مع تجاهل أوبك+ لدعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن بزيادة إنتاج النفط، فإن السوق بات يترقب مواجهة بين تحالف المنتجين وأكبر مستهلك للخام.
اتفقت أوبك وحلفاؤها في اجتماع اليوم الخميس على التمسك بخطط زيادة إنتاج النفط بواقع 400 ألف برميل يوميا من ديسمبر/كانون الأول. وجاء قرار مجموعة أوبك+ وحلفائها رغم دعوات من الولايات المتحدة لمزيد من الإمدادات لكبح ارتفاع الأسعار.
بحسب بلومبرج، فإن قرار أوبك+ يزيد من مخاوف البيت الأبيض الذي يخشى أن يؤدي "التضخم الناجم عن ارتفاع أسعار الطاقة" إلى إرباك أجندة بايدن الاقتصادية.
وتطالب إدارة بايدن الدول المنتجة للنفط بزيادة المعروض الشهري بنحو 600-800 ألف برميل في اليوم، أو الالتزام بالمعدل الزيادة الحالي البالغ 400 ألف برميل يوميا مع السماح للأعضاء الآخرين بضخ المزيد للتعويض، حسبما نقلت الوكالة عن مصادر.
ويرى البيت الأبيض أن أوبك عليها زيادة الإنتاج لضبط الأسعار ومساعدة الاقتصاد العالمي على التعافي، فيما ترى الرياض (عاصمة السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط) وحلفائها في مجموعة أوبك+ أن زيادة الإنتاج قد تعرض منتجي النفط إلى انتكاسات جديدة في المعركة الدائرة ضد الجائحة ووتيرة التعافي الاقتصادي.
هذا الخلاف ليس جديدا، فقد مارس الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب ضغوطا مماثلة على منظمة أوبك لدفعها إلى زيادة إنتاجها على نحو يفوق قدرة تحمل الأسواق، وهو ما كانت ترفضه المنظمة للحفاظ على توازن مصالح المنتجين والمستهلكين في سوق النفط.
وفي أحدث حلقة للمواجهة، وبينما يسعى البيت الأبيض لإلقاء الكرة في ملعب منظمة أوبك، تقول مصادر لدى أوبك+ إن الولايات المتحدة لديها قدرة كبيرة على زيادة الإنتاج بنفسها إذا كانت ترى أن الاقتصاد العالمي يحتاج مزيدا من الطاقة.
وقالت مصادر إن السعودية وروسيا أصبحتا أكثر إيمانا بأن زيادة الأسعار لن تؤدي إلى زيادة سريعة في إنتاج القطاع الصخري في الولايات المتحدة.
وانخفض دخل جميع منتجي النفط مع بدء جائحة كوفيد-19، ومع تعافي الطلب في الاقتصاد العالمي، فقد تسنت لهم إعادة بناء ميزانياتهم العمومية.
وعزز كبح أوبك+ للإمدادات موجة صعود دفعت خام القياس العالمي برنت إلى أعلى مستوى في ثلاث سنوات عند 86.70 دولار.
خطوات سعودية
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان اليوم إن المنتجين قلقون من التحرك بسرعة كبيرة خوفا من حدوث انتكاسات جديدة في المعركة الدائرة ضد الجائحة ووتيرة التعافي الاقتصادي.
وقال إن مخزونات النفط ستشهد ارتفاعا "هائلا" في نهاية 2021 وأوائل 2022 بسبب تباطؤ الاستهلاك.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إنه منذ أغسطس/آب، أضافت أوبك بالفعل مليوني برميل يوميا للإمدادات العالمية، وستواصل خطتها لإضافة 400 ألف برميل أخرى كل شهر في أواخر 2021 والأشهر الأولى من 2022.
وفي توضيحه لسبب اختيار أوبك+ عدم إضافة المزيد من الإنتاج، قال نوفاك "هناك بعض المؤشرات على انخفاض الطلب على النفط في الاتحاد الأوروبي في أكتوبر/تشرين الأول. لا يزال الطلب العالمي على النفط يتعرض لضغوط من السلالة دلتا المتحورة من كوفيد".
وحث الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم السبت الدول الرئيسية المنتجة للطاقة في مجموعة العشرين التي لديها طاقة فائضة على زيادة الإنتاج لضمان انتعاش اقتصادي عالمي أقوى.
وجاء تصريحه في إطار جهد واسع من البيت الأبيض للضغط على أوبك وحلفائها لزيادة الإمدادات.
شهدت الولايات المتحدة، أكبر منتج للنفط في العالم وليست من أعضاء أوبك+، انخفاضا حادا في الإنتاج في 2020 عندما انخفضت أسعار النفط بفعل جائحة فيروس كورونا. وقد تعافى الإنتاج منذ ذلك الحين لكن بوتيرة أبطأ بكثير مما كان متوقعا.
ومن المقرر أن تجتمع أوبك+ مجددا في الثاني من ديسمبر/كانون الأول.
البيت الأبيض يُعلق
وفي أول رد فعل من جانب الولايات المتحدة، انتقد البيت الأبيض اليوم الخميس قرار كبار منتجي النفط الإبقاء على سياسة إنتاج النفط دون تغيير، قائلا إن أوبك وحلفاءها "غير راغبين" على ما يبدو في استخدام نفوذهم للمساعدة في تعافي الاقتصاد العالمي.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض "وجهة نظرنا هي أن الانتعاش العالمي ينبغي ألا يتعرض للخطر بسبب عدم التوافق بين العرض والطلب".
وأضاف "أوبك+ غير راغبة على ما يبدو في استخدام القدرة والنفوذ اللذين تملكهما الآن في هذه اللحظة الحرجة من التعافي العالمي للبلدان في جميع أنحاء العالم".
وقال المتحدث إن إدارة الرئيس جو بايدن ستدرس استخدام كل ما لديها من أدوات لزيادة متانة سوق الطاقة.
ما معنى كل هذا؟ انتظروا فترة من التقلبات في أسواق النفط على مدى الأسابيع القليلة المقبلة، مع "اندلاع الخلاف بين أكبر المنتجين والمستهلكين في العالم"، كما تقول بلومبرج.