السعودية وروسيا تفكران في زيادة إنتاج النفط الخام خلال الربع الثالث
السعودية وروسيا تناقشان زيادة إنتاج النفط من داخل منظمة "أوبك" وخارجها بنحو مليون برميل يوميا.
قال وزيرا النفط السعودي والروسي، اليوم الجمعة، إنه من الممكن زيادة الإنتاج تدريجياً اعتباراً من الربع الثالث من السنة مع ارتفاع الأسعار إلى أعلى مستوى منذ 2014، علماً أن الدولتين تنسقان منذ 2017 مع منتجين آخرين من أجل الحد من العرض.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح قوله إن الدول المنتجة ستكون "لديها قريباً القدرة على تحرير العرض"، مضيفاً أن هذا يمكن أن يحدث خلال "الفصل الثاني من هذه السنة على الأرجح". وقال نظيره الروسي ألكسندر نوفاك إنه في حال تقررت زيادة الإنتاج "فسيجري ذلك اعتباراً من الربع الثالث"، وذلك خلال مؤتمر اقتصادي في روسيا.
وتقف الدولتان خلف اتفاق بين دول (أوبك) ومنتجين آخرين لخفض الإنتاج منذ 2017 لكن الخبراء يخشون أن يؤدي ذلك قريباً إلى ارتفاع كبير في الأسعار.
وقال نوفاك إن وزراء من أوبك وأعضاء آخرين في "الحلف النفطي" سيناقشون الشهر المقبل حجم الزيادة.
وأضاف "من السابق جداً لأوانه مناقشة رقم محدد في الوقت الحالي".
في أعقاب تصريحات الوزيرين تراجعت أسعار النفط الخام بنسبة 2% في الأسواق العالمية.
واتفقت منظمة أوبك و10 دول منتجة أخرى في نهاية 2016 على خفض الإنتاج بمقدار 1,8 مليون برميل يومياً للحد من التخمة الكبيرة في السوق، والتي أدت إلى انهيار الأسعار في 2014.
والاتفاق الذي تم تمديد العمل به حتى نهاية 2018، تمكن من وضع حد للتخمة وارتفاع الأسعار من 30 دولاراً للبرميل إلى حوالي 80 دولاراً.
وتسبب القلق حول الإنتاج الإيراني والفنزويلي إلى ارتفاع الأسعار في الأسابيع القليلة الماضية، وحذر خبراء القطاع من أنها يمكن أن تصل إلى 100 دولار للبرميل.
وقالت مصادر مطلعة إن الزيادة بنحو مليون برميل يومياً ستكون من شأنها الوصول بمستوى الامتثال لقيود الإمدادات العالمية إلى 100%، انخفاضاً من المستوى المسجل في أبريل/نيسان الماضي البالغ نحو 152%.
وأشارت المصادر إلى أن المباحثات الأولية يقودها وزيرا طاقة السعودية وروسيا في سان بطرسبرج هذا الأسبوع، إلى جانب نظيرهما الإماراتي الذي تتولى بلاده رئاسة "أوبك" هذا العام.
ويجتمع وزراء "أوبك" والمنتجون المستقلون في فيينا يومي 22 و23 يونيو/حزيران، ومن المنتظر اتخاذ القرار النهائي حينئذ.
واتفقت "أوبك" ومنتجون من خارجها بقيادة روسيا على خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يومياً لتقليص المخزونات العالمية، لكن فائض المخزونات في الوقت الحالي قرب المستوى المستهدف لأوبك.
وقالت المصادر إن المناقشات الحالية تهدف إلى تخفيف مستوى الامتثال القياسي المرتفع بتخفيضات الإنتاج، في مسعى لتهدئة السوق، بعد أن بلغ سعر النفط 80 دولاراً للبرميل بفعل المخاوف بشأن نقص المعروض.
وفي الوقت الذي تستفيد فيه روسيا و"أوبك" من ارتفاع أسعار النفط، بنحو 20% منذ نهاية العام الماضي، فإن تخفيضاتهما الطوعية للإنتاج فتحت المجال أمام منتجين آخرين، مثل قطاع النفط الصخري الأمريكي الذي يعزز الإنتاج ويكسب حصة سوقية.
وقالت المصادر إن الرقم النهائي للإنتاج لم يُحدد بعد، لأن تقسيم كميات النفط الزائدة بين المشاركين في الاتفاق قد يكون أمراً صعباً.
وقال مصدر "المحادثات الآن حول خفض مستوى الامتثال إلى 100%، والأمر مرتبط بـ(أوبك) أكثر من كونه يتعلق بالمنتجين من خارجها".
* مخاوف الصعود
كانت مصادر في "أوبك" وفي قطاع النفط أبلغت رويترز، الثلاثاء، أن المنظمة قد تقرر زيادة إنتاج النفط في يونيو/حزيران المقبل بسبب القلق بشأن الإمدادات من إيران وفنزويلا، وبعدما أثارت واشنطن مخاوف من أن صعود أسعار الخام ذهب إلى مدى بعيد.
لكن المصادر تقول إنه لم يتضح ما إذا كانت الدول لديها القدرة على زيادة الإنتاج وسد أي فجوة في الإمدادات بخلاف منتجي النفط من دول الخليج بقيادة السعودية وروسيا.
وقال مصدر في "أوبك": "عدد قليل فحسب من الأعضاء لديه القدرة على زيادة الإنتاج، لذا التنفيذ سيكون معقداً".
وبلغ معدل التزام "أوبك" باتفاق الإنتاج مستويات غير مسبوقة في الأشهر الأخيرة، مما يعني أنها خفضت الإنتاج على نحو يفوق المستهدف. وساعد انخفاض إنتاج فنزويلا بسبب أزمة اقتصادية "أوبك" على تقليص الإنتاج لمستوى أكبر مما كانت تستهدفه.
وحتى الآن تقول "أوبك" إنها لا ترى حاجة لتخفيف قيود الإنتاج على الرغم من المخاوف بين الدول المستهلكة من أن ارتفاع السعر قد يقوض الطلب.
وتكمن سرعة الانخفاض في المخزونات العالمية، والقلق بشأن إمدادات النفط بعد قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي الدولي مع إيران، إضافة إلى انهيار إنتاج فنزويلا من الخام، وراء التغيير في تفكير "أوبك".
وقالت مصادر مطلعة لدى "أوبك" إن المخاوف التي أثارتها الولايات المتحدة من أن أسعار النفط أصبحت مرتفعة جداً، دفعت "أوبك" أيضاً إلى البدء في مناقشات داخلية.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تعد بلاده أحد أكبر منتجي النفط، لكنها لا تشارك في اتفاق خفض الإمدادات، إن "أوبك" ترفع أسعار النفط "على نحو مصطنع".
aXA6IDMuMTUuMjE0LjE4NSA=
جزيرة ام اند امز