صفقة ديزني المليارية تنعش «سورا».. هل تنقذها من فتور المستخدمين؟
سعت شركة «أوبن إيه آي» إلى إنعاش منصتها للفيديوهات المولَّدة بالذكاء الاصطناعي «سورا».
وأعلن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي للشركة، عن إبرام صفقة محتوى واستثمار بقيمة مليار دولار مع شركة «والت ديزني»، تتيح إدماج شخصيات أيقونية مثل ميكي ماوس ولوك سكاي ووكر في المنصة. لكن هذه الخطوة، رغم ما تحمله من بريق تجاري وثقافي، تأتي في وقت تواجه فيه "سورا" تحديات حقيقية تتعلق بجذب المستخدمين وبناء قاعدة جماهيرية نشطة.
والصفقة، التي كُشف عنها الخميس، تضع حدًا لاحتمال مواجهة قانونية مكلفة بشأن حقوق الملكية الفكرية، لكنها في الوقت ذاته لا تضمن بالضرورة معالجة المشكلات البنيوية التي تعاني منها المنصة. ونقل تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" عن مصادر مطلعة، أن "سورا" لم تنجح حتى الآن في تحويل الاهتمام الأولي الكبير الذي رافق إطلاق تطبيقها المستقل في سبتمبر/أيلول الماضي إلى استخدام يومي منتظم، على غرار ما تحققه منصات راسخة مثل "تيك توك" و"يوتيوب".
إقبال مرتفع على شخصيات ديزني
وفي تصريحات لشبكة "CNBC"، أقر ألتمان بأن الطلب على شخصيات ديزني مرتفع للغاية بين مستخدمي "سورا"، معتبرًا أن الاتفاق يشكل "بداية رائعة" لما يرغب العملاء في إنجازه، سواء بإدخال أنفسهم في مشاهد خيالية من عالم "حرب النجوم" أو تصميم مقاطع مخصصة لأطفالهم بشخصيات مثل "باز لايتير". إلا أن هذا التصور الطموح يصطدم بواقع أن المستخدمين، قبل الصفقة، كانوا بالفعل ينتجون محتوى غير رسمي يستلهم أسلوب ديزني وبيكسار، من خلال مقاطع تشبه الإعلانات الدعائية أو الأفلام المتخيلة، وإن كان صداها محدودًا.
وتُظهر البيانات أن الحسابات التي استخدمت شعارات ديزني أو قدّمت شخصيات قريبة من أعمالها الشهيرة لم تحصد سوى مئات المتابعين، في حين لم تتجاوز الحسابات الأكثر شعبية حاجز الألف إعجاب. ويعكس ذلك، بحسب مراقبين، الفتور العام الذي يواجه محتوى "سورا" في ظل صعوبة تحفيز المستخدمين على الاستهلاك المكثف لهذا النوع من الفيديوهات.
تراجع في الاستخدام
وتشير تقديرات شركة "سينسر تاور" إلى أن نحو 25% فقط من مستخدمي "سورا" البالغ عددهم سبعة ملايين شهريًا يفتحون التطبيق يوميًا، مع متوسط استخدام لا يتجاوز 13 دقيقة. وبالمقارنة، يقضي مستخدمو "تيك توك" ما يصل إلى 90 دقيقة يوميًا، ما يسلط الضوء على الفجوة الكبيرة في مستويات التفاعل.
ويرى مطلعون أن أحد أسباب هذا التراجع يعود إلى نفور الجمهور مما يُعرف في صناعة الذكاء الاصطناعي بـ"المحتوى الرديء" أو "slop"، أي المواد منخفضة القيمة التي تنتج بكميات كبيرة. فالمستخدمون، بحسب وصف أحد المصادر، "يدخلون ويخرجون بسرعة لأن هناك حدًا لما يمكن تحمله من هذا النوع من المحتوى".
في المقابل، تؤكد "أوبن إيه آي" أن فلسفة "سورا" التحريرية تقوم على تعزيز الإبداع والمشاركة النشطة، لا على التصفح السلبي. وتقول الشركة إنها تصمم خوارزميات الترتيب لتفضيل المحتوى المبتكر، معتبرة أن هذا النهج هو ما يمنح المنصة طابعها المبهج. ومع ذلك، يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت شخصيات ديزني قادرة فعلًا على تحويل هذا الطموح إلى نجاح جماهيري مستدام.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز