تشغيل نورد ستريم 1.. تفاؤل ألماني وتشكيك روسي
في ظل تشكيك روسي وأمل ألماني، يترقب العالم عودة خط نورد ستريم 1 لضخ الغاز بكامل قدراته، بعد انتهاء أعمال الصيانة.
تحوّل الغاز الطبيعي إلى سلاح في الحرب بين روسيا والغرب منذ دخول موسكو أوكرانيا في 24 فبراير/شباط، حيث وارتفعت أسعار النفط والغاز نتيجة المخاوف من إمكانية تراجع الإمدادات.
القصة هذه المرة تتعلق بخط الغاز الروسي نورد ستريم 1، فما هي حكايته؟
في 11 يوليو/تموز، بدأت "جازبروم" عمليات صيانة دورية مدتها 10 أيام لخط أنابيب نورد ستريم 1، ما أدى إلى انخفاض في إمدادات الغاز إلى أوروبا.
خفضت شركة الطاقة الروسية العملاقة جازبروم كمية النفط التي ترسلها إلى ألمانيا عبر نورد ستريم 1 بنحو 60% في الأسابيع الأخيرة، وألقت في ذلك باللوم على عدم تسلمها توربين غاز شركة سيمنز الذي أرسل للصيانة إلى كندا.
تبلغ السعة التي كان يعمل بها أنبوب نورد ستريم 1 منذ 14 يونيو/ حزيران 40%، حيث عملت روسيا على خفض الإمدادات بشكل كبير، وعزت شركة الغاز الروسية العملاقة غازبروم التراجع بنسبة 60% إلى مشكلات في المعدات لا يمكن حلها بسبب العقوبات.
بعد ضغوط مكثفة من جانب ألمانيا، وافقت كندا يوم السبت على الاستثناء في عقوباتها ضد روسيا، للسماح بتصدير قطعة مهمة من المعدات التي من المتوقع أن تساعد في حل مشكلات المعدات على خط الأنابيب وإعادة مستويات الإمداد إلى وضعها الطبيعي.
إلا أن هذه الخطوة تعرضت لانتقادات من قِبل الحكومة الأوكرانية، التي قالت إنها ستشجع موسكو على استخدام الغاز الطبيعي للحصول على تنازلات من الغرب
تفاؤل ألماني
أبدت الشركة المشغلة لأكبر خزانات الغاز الطبيعي في منطقة ريدين شمال غربي ألمانيا تفاؤلها حيال استمرار الملء حتى الشتاء المقبل ،رغم حالة عدم اليقين التي تكتنف خط نورد ستريم1.
وقالت شركة استورا اليوم الأربعاء، إنها لم تلحظ حتى الآن "أي تأثيرات لتوقف خط نورد ستريم" وأضافت أنها "تفترض أن التخزين سيستمر".
وتابعت الشركة أن شراء الغاز الطبيعي وتجارته ليس جزءا من أعمالها، منوهة إلى أنها لا يمكنها أن تذكر تفاصيل تتعلق على سبيل المثال بالتجار أو مصدر كميات الغاز.
كانت البيانات الأولية من شركة جازكيد المشغلة لشبكة الغاز في ألمانيا أفادت بأن من المنتظر إعادة ضخ الغاز في خط نورد ستريم 1 الخميس بعد انتهاء أعمال الصيانة الدورية السنوية.
غير أنه لا يزال من غير المؤكد بعد ما إذا كان سيتم ضخ الغاز فعليا اعتبارا من الغد وبأي كمية إذ إن الإشعارات التي تلقتها الشركة اليوم يمكن أن تتغير حتى قبل وقت قصير من البدء في ضخ الغاز.
ويمكن أن يؤدي تقليص كميات الغاز إلى إبطاء ملء الخزانات.
كانت شركة جازبروم جيرمانيا التي كانت مملوكة لجازبروم الروسية وتخضع حاليا للوصاية من جانب الوكالة الاتحادية للشبكات في ألمانيا، هي التي تدير محطة الخزان في ريدين.
وتمتلك هذه المحطة في ريدين نحو 20% من إمكانيات تخزين الغاز المتوفرة في ألمانيا.
وأعلنت الوكالة الاتحادية للشبكات في ألمانيا أن كمية الغاز التي ستتدفق عبر خط نورد ستريم 1 القادم من روسيا اعتبارا من الخميس بعد انتهاء أعمال الصيانة ،ستزيد عن الكمية التي كانت تأتي قبل بدء أعمال الصيانة في الخط.
وكتب رئيس الوكالة كلاوس مولر على تويتر اليوم الأربعاء، أن الكمية التي أٌعْلِن عن قدومها غدا تبلغ 800 جيجاواط/ساعة.
وحسب الموقع الإلكتروني لخط نورد ستريم 1، فإن الكمية التي كان يتم ضخها في الأيام التي سبقت أعمال الصيانة كانت تقترب من 700 جيجاواط/ساعة.
وأضاف كلاوس أن الكمية الجديدة المتوقعة لا تزال تقل عن نصف الكمية القصوى التي يمكن ضخها عبر الخط.
في المقابل، توقعت شركة جازكيد المشغلة لنقطتي استقبال الغاز من خط نورد ستريم1 في مدينة لوبمين شمال شرق ألمانيا أن نقل الغاز غدا سيسير بنفس المستوى الذي كان عليه قبل البدء في أعمال الصيانة أي بنسبة 40% من طاقة النقل القصوى للخط.
رد جازبروم
بينماأعلنت شركة جازبروم الروسية للطاقة الأربعاء على قناة تليجرام أنها لم تتلق بعد المستندات الخاصة بتوربين خط نورد ستريم 1 الذي تمت صيانته في كندا، ومن ثم شككت في سلامة تشغيل الخط.
وقالت الشركة الحكومية:" لم تحصل جازبروم حتى اليوم من مجموعة سيمنس على أي مستندات رسمية تسمح بتركيب محرك توربينات الغاز في محطة ضاغط الغاز بورتوفايا في ظل شروط العقوبات التي فرضتها كندا والاتحاد الأوروبي".
وأوضحت جازبروم أن الإعادة المضمونة لتوربينات الغاز بعد صيانتها أمر ضروري للتشغيل الآمن لخط نورد ستريم 1 " وفي ظل هذه الظروف، ناشدت جازبروم سيمنس مجددا تقديم الوثائق".
يذكر أن مجموعة سيمنس لا علاقة لها بصيانة توربينات الغاز، وكانت الشركة نقلت أعمال الطاقة فيها إلى شركة سيمنس إنيرجي في 2020 وطرحت الشركة في البورصة ومنذ ذلك التاريخ أصبحت مجموعة سيمنس لا تملك سوى حصة أقلية في سيمنس إنيرجي.
ولم توضح البيانات الصحفية لجازبروم أي شركة توجه الروس بمناشدتهم إليها.
بوتين يتدخل
من جانبه، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن بلاده ستحتاج إلى تقييم حالة توربين نورد ستريم الواصل من كندا.
ولفت إلى أن اعتماد نورد ستريم على كندا لصيانة التوربينات قد يكون له عواقب سلبية.
ونقلت وكالة "بلومبرج" للأنباء عنه القول :"ربما في مرحلة ما سيقررون وقف كل شيء ومن ثم يتعطل نورد ستريم 1".
وشدد على أن روسيا بحاجة إلى معاهد هندسية خاصة بها، وتطوير خبرة في بناء المعدات الهندسية وصيانتها، لتجنب مثل هذه المواقف.
في غضون ذلك، أظهرت البيانات الأولية لشركة جازكيد المشغلة لشبكة الغاز في ألمانيا أنه من المنتظر معاودة ضخ الغاز عبر خط نورد ستريم 1 غدا الخميس، بعد انتهاء أعمال الصيانة الدورية.
وكانت شركة جازبروم الروسية للطاقة أعلنت اليوم أنها لم تتلق بعد المستندات الخاصة بتوربين خط نورد ستريم 1 الذي تمت صيانته في كندا، ومن ثم شككت في سلامة تشغيل الخط.
مأزق ألماني
تبلغ احتياطيات الغاز الألمانية حوالي 64% من السعة الكاملة، ويجب أن تصل بهذا الرقم بنسبة إلى 90% بحلول ديسمبر/ كانون الأول كجزء من خطتها للطوارئ.
وإذا فشلت في القيام بذلك وقطعت روسيا كل الإمدادات، فستضطر الحكومة الألمانية إلى بدء المرحلة الثالثة من خطتها الطارئة حيث ستتولى توزيع الغاز وتنفيذ عملية توزيع الحصص.