قصة نجاح "جيت لي" الملهمة.. من توصيل الطرود لنادي الأثرياء
دخل رجل الأعمال الصيني جيت لي نادي الأثرياء عبر شركة لتوصيل الطرود في إندونيسيا أطلق عليها Express J&T.
تزامن ذلك في الوقت الذي تستعد فيه الشركة للاكتتاب العام الأولي في هونغ كونغ، في ظل توسعها بشكل متزايد في الصين.
وقبل أيام قدمت شركة لي، طلبا للاكتتاب العام الأولي الذي كشف عن ملكيته لنسبة 11.5%، استنادا إلى حصته في الشركة وعائدات بيع الأسهم السابقة، يُقدر صافي ثروته بمبلغ 1.3 مليار دولار وفقا لفوربس.
ولم توضح J&T المبلغ الذي تريد جمعه، لكن تقرير لبلومبرغ ذكر أن الشركة تخطط لجمع ما يصل إلى مليار دولار من مبيعات الأسهم، وأنه من الممكن أن يتم الإدراج في وقت قريب من هذا العام.
تأسست J&T في عام 2015، وخاضت نحو 10 جولات تمويلية حتى الآن.
رحلة جيت لي من أوبو إلى Express
ابتكر لي، 48 عاما، نموذجا تجاريا فريدا يتضمن الشركات الإقليمية، بعد أن عمل لما يزيد على 15 عاما في شركة OPPO الصينية لصناعة الهواتف الذكية. ذكرت الشركة، أن لي كان مسؤولا في فترة سابقة عن توسع OPPO العالمي في الأسواق، بما في ذلك إندونيسيا وماليزيا واليابان وسنغافورة.
وخلال تلك السنوات، لاحظ لي توفر الفرصة في مجال اللوجستيات، وكان غير راض عن بطء سرعة شركات التوصيل في إندونيسيا وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الصينية.
وبمساعدة الرئيس التنفيذي لشركة OPPO توني تشن "الذي تمتلك زوجته ليانغ شياوجينغ حصة مساهمة مباشرة في الشركة تصل قيمتها إلى نحو 500 مليون دولار"، توجه لي إلى تنفيذ مشروعه.
ولا يشغل تشن أو ليانغ مقعدا حاليا في مجلس إدارة J&T.
تعهد الشركة بجزء من عملياتها لأكثر من 100 شريك إقليمي، لإنجاز قائمة طويلة من المهام بما في ذلك التسليمات وخدمة العملاء واستلام الطرود، بالإضافة إلى العمل مع شبكات البريد المحلية. تسمح الشركة لمكاتبها الرئيسية المحلية بتشكيل استراتيجية توسع محلية وغالبًا ما تعرض حصصًا في رأس المال لتحفيز الشركاء الإقليميين.
ويتيح هذا النموذج لشركة J&T Express تقليل الإنفاق الرأسمالي وتعزيز حصتها السوقية بسرعة، بحسب النشرة التمهيدية للاكتتاب العام الأولي للشركة.
الآن، تعد J&T Express أكبر شركة تسليم سريع في جنوب شرق آسيا، حيث تمتلك حصة سوقية قدرها 22.5% من حجم الطرود وفقًا لبيانات Frost & Sullivan، كما ورد في نشرة الاكتتاب.
ومن عملاء الشركة، منصات التجارة الإلكترونية مثل Lazada وTokopedia وShopee.
شرق آسيا ليس المصدر الرئيسي للإيرادات
ولكن جنوب شرق آسيا ليس المصدر الرئيسي للإيرادات لدى J&T Express. فقد بلغت حصة المنطقة 32.8% من مبيعات الشركة التي بلغت 7.3 مليار دولار العام الماضي، في حين أسهمت الصين بمبلغ 4.1 مليار دولار، ما يمثل نسبة 56.4%.
وبذلك تمتلك الأسواق الحديثة مثل أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط النسبة المتبقية 10.8%.
يقول كيني إنغ، خبير استراتيجيات الأوراق المالية لدى شركة Everbright Securities International، والمقيم في هونغ كونغ، إن المستثمرين على الأرجح سيتابعون بحماس مستقبل الشركة في هونغ كونغ، لأن نمو المنطقة الجنوب الشرقية قد أصبح محدودًا. وقد بدأت J&T Express في التوسع في وطن لي في عام 2020.
استحوذت الشركة على Best Express China مقابل 1.1 مليار دولار في عام 2021، واشترت Fengwang Information من عملاق التوصيل S.F. Holding التابعة للملياردير وانج وي، بمبلغ نحو 170 مليون دولار في مايو/ أيار الماضي.
مكنتها هذه الاستحواذات بجانب استراتيجية التكاليف المنخفضة، التي تشمل غالبًا خفض أسعار التوصيل، من زيادة حصتها السوقية إلى 10.9%، في الصين في عام 2022، من حيث حجم الطرود وفقًا لبيانات Frost & Sullivan. ومن عملائها شركات التجارة الإلكترونية الصينية مثل: Alibaba وPinduoduo.
ورغم ربحية عملياتها في منطقة جنوب شرق آسيا، إلا أن أعمال الشركة في الصين لا تزال تتكبد الخسائر.
لكن بفضل التغييرات في القيمة العادلة للأصول المالية، تمكنت الشركة من تحقيق صافي ربح بقيمة 1.6 مليار دولار العام الماضي. باستثناء ذلك، بلغت الخسائر التشغيلية 1.4 مليار دولار.
يقول إنغ: "ما زالت الشركة تنمو بسرعة مقارنةً بشركات التسليم الأخرى، وهذا ما يميزها. ولكن في الصين، تضحي بالأرباح مقابل توسيع حصتها السوقية. وسيعتمد نجاح الشركة مستقبلًا في قدرتها على رفع الأسعار وإدارة عملياتها بشكل أكثر كفاءة لتحقيق الأرباح".