صائدو الفرص يدفعون النفط لمكاسب أسبوعية قياسية.. هل تستمر؟
حققت أسعار النفط أعلى صعود أسبوعي لها في نحو عامين، مدفوعة بشكل رئيسي بتوترات الشرق الأوسط، ومتجاهلة مخاوف الركود في الصين.
وتجاوزت مكاسب خام برنت الـ9% ليصل إلى 78.14 دولار للبرميل في نهاية تعاملات الأسبوع، مدفوعة بالتوترات الناتجة عن الهجوم الإيراني على إسرائيل.
أسعار النفط التي ارتفعت في المتوسط بأكثر من 6 دولارات للبرميل الأسبوع الماضي، جذبت المستثمرين الأفراد لدخول السوق وشراء المنتجات المرتبطة بالنفط، خاصة في ظل تصاعد المخاوف من الرد الإسرائيلي المحتمل على إيران، الذي قد يطول المنشآت النفطية الإيرانية.
- نفط ليبيا يتدفق بعد نهاية أزمة المصرف المركزي
- النفط يقفز مجددا مع توقعات باتساع نطاق الحرب في الشرق الأوسط
أحجام تداول قياسية
ارتفعت أحجام التداول في صندوق النفط الأمريكي "United States Oil Fund" -الذي يعد أكبر وعاء متداول في البورصة يتتبع أسعار النفط- هذا الأسبوع إلى أعلى مستوياتها منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في 2022، بحسب وكالة أنباء بلومبرغ.
سجلت أيضا عقود خام غرب تكساس الوسيط أكبر حجم تداول يومي منذ يناير/كانون الثاني هذا الأسبوع. وارتفعت أعداد عقود الخيارات الأسبوعية، التي يستخدمها المتداولون للتحوط من المخاطر قصيرة المدى في الأسعار، إلى مستوى قياسي بلغ نحو 80,000 عقد هذا الأسبوع.
اصطياد الفرص
الأموال التي تم ضخها في السوق على الرغم من أنها تجلب السيولة تشتد الحاجة إليها في سوق العقود الآجلة، فإنها تهدد أيضا بتغذية المزيد من التقلبات في الأسعار.
تسبب المتداولون -الذين يدخلون ويخرجون بسرعة من السوق خلال الأحداث العالمية الكبرى بهدف اصطياد الفرص- في التأثير بشكل ملحوظ على أسعار النفط في السنوات الأخيرة.
ففي عام 2020 عندما هبطت الأسعار بسبب المخاوف بشأن الطلب، أسهم الدخل الكبير للمستثمرين الأفراد في السوق في انهيار سعر النفط الأمريكي إلى ما دون الصفر.
جون لوف، الرئيس التنفيذي لشركة "يو إس سي إف انفستمنتس USCF Investments"، التي تدير صندوق النفط الأمريكي "USO"، قال إن القفزة في أحجام التداول هذا الأسبوع "تزامنت مع تقلبات أعلى من المعتاد في أسعار النفط".
تخلق تقلبات السوق مخاطر بالنسبة للمتداولين التقليديين، إذ يتسبب إقبال المستثمرين الأفراد على السوق بسبب التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في الأسعار بأكثر مما تبرره تحليلات السوق.
التوقعات تشير إلى أن النفط قد لا يستمر في تحقيق المكاسب، إذا لم يؤثر الصراع في الشرق الأوسط فعلياً على الإمدادات.
aXA6IDE4LjIyNS4yNTUuMTk2IA== جزيرة ام اند امز