مصر.. تفاؤل المستثمرين بعودة السياح الروس وبدء رحلة العائلة المقدسة
مستثمرون وخبراء في السياحة المصرية قالو إن الإعلان عن أول أفواج الحجاج إلى رحلة العائلة المقدسة بداية لاستعادة التوهج السياحي.
أبدى خبراء ومستثمرون سياحيون تفاؤلهم باستعادة المقصد السياحي المصري لمكانته بعد نجاح الحكومة المصرية في الترويج لمزارات رحلة العائلة المقدسة أوروبيا، وانتظام حركة الطيران المنتظم بين القاهرة وموسكو.
وأعلن السفير هشام بدر سفير مصر بروما أن يوم 17 يونيو المقبل سيسجل انطلاق أول رحلة حجاج إيطاليين إلى مصر بمسار العائلة المقدسة.
ونقل بيان أصدرته وزارة الخارجية –السبت- عن السفير هشام بدر قوله -خلال حفل الاستقبال الذى أقامه لتسليم الفائزين من وكالات السياحة الإيطالية بمسابقة ترويج السياحة في مصر- إن العلاقات الثنائية المصرية الإيطالية تمتد لأكثر من ألفى عام، حيث سلط الضوء على ما تشهده العلاقات الثنائية من انطلاقة جديدة في كافة المجالات ولا سيما بقطاع السياحة الذى يشهد تناميا ملحوظا.
ودخل السوق الإيطالي ضمن أكبر 5 أسواق سياحية فى مصر عام توهج السياحة المصرية 2010 بجانب السوق الروسي والفرنسي والإنجليزي والألماني.
ويأتي ذلك عقب أسبوع واحد فقط من استقبال مطار القاهرة لأول رحلة طيران منتظم قادمة من موسكو بعد حادث سقوط طائرة روسية في شرم الشيخ في 31 أكتوبر 2015.
الدكتور عاطف عبداللطيف رئيس جمعية مسافرون للسياحة والسفر، أشاد – في تصريحات لـ"العين الإخبارية" بخطط وزارة السياحة المصرية خلال الفترة الماضية، و نشاط وزيرة السياحة المصرية رانيا المشاط، الذي ساهم في تحسن ملحوظ في وضع السياحة مقارنة بفترات ماضية.
وقال إن التواجد المصري في بورصة برلين السياحية التي أقيمت في مارس الماضي، كان له أثرا فاعلا في زيادة الحركة الوافدة إلى مصر، حيث أن الوفد المصري نجح في التسويق للمقصد بشكل مكثف بالتزامن مع المفاوضات مع روسيا وتجهيز مزارات العائلة المقدسة.
وتعد بورصة السياحة الدولية ببرلين من أكبر تجمعات العاملين والمستثمرين السياحين في العالم، حيث شارك بها 184 دولة، فى دورتها الـ52 خلال الفترة من 7 إلى 11 مارس الماضي.
وشارك في البورصة من مصر، 100 من شركات السياحة والفنادق والاتحاد المصري للغرف السياحية، وغرفة شركات السياحة، وغرفة الفنادق، ومصر للطيران.
وساهمت المشاركة المصرية في بورصة برلين – وفقا لـ عبد اللطيف – في زيادة أعداد السياحة الوافدة من ألمانيا إلى مصر.
وعن انتظام حركة الطيران بين مصر وروسيا قال الخبير السياحي، إنها رسالة للعالم بانالمطارات المصرية آمنة تماما، وقال إن السياح الروس يستخدمون الطيران الداخلي أو الأوتوبيسات للتنقل من القاهرة إلى منتجعات شرم الشيخ والغردقة بكل سلاسة ويسر، لحين عودة الطيران الشارتر.
وقال إن الهيمنة التركية على شركات السياحة في روسيا قد تعيق عودة الطيران الشارتر إلى مصر قبل أكتوبر القادم.
وأشار عبد اللطيف، إلى أن الاهتمام بببرنامج العائلة المقدسة سيكون له عائد كبير على السياحة والاقتصاد المصري، لما سيوفره من دخول إضافية للقطاع السياحي، من خلال 18 موقعا تمثل أهم نقاط الرحلة في مصر.
وقال إن الحكومة أخطأت في الإعلان مبكرا قبل تجهيز أكبر عدد من النقاط بخدمات فندقية وطرق ومطارات مجهزة وأماكن إقامة ووحدات علاجية مخصصة للحجاج والزائرين، لكن تجهيز 6 نقاط لاستقبال أول فوج سياحي أمر مقبول، مع ضرورة العمل على تفعيل البرنامج كاملا في المستقبل لما له من عائد كبير على السياحة في مصر.
وجاءت العائلة المقدسة من فلسطين إلى مصر عبر طريق العريش ووصلوا إلى بابليون أو ما يعرف اليوم بمصر القديمة ثم تحركوا نحو الصعيد واختبأوا هناك فترة ثم عادوا للشمال مرورا بوادي النطرون واجتازوا الدلتا مرورا ب سخا ثم واصلوا طريق العودة عبر سيناء إلى فلسطين من حيث أتوا، ويعرف خط سير هذه الرحلة برحلة العائلة المقدسة.
من جانبه عزا، عماري عبد العظيم، رئيس شعبة السياحة والطيران بالغرفة التجارية، نجاح مصر في استعادة الحركة السياحية جزئيا إلى مجهودات الحكومة خلال الفترة الماضية في مفاوضاتها مع الجانب الروسي، بالإضافة إلى تهيئة مزارات رحلة العائلة المقدسة في مصر.
وقال في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن تأمين المطارات المصرية بأحدث التقنيات العالمية منح الثقة للسياح الروس للعودة إلى مصر بشكل جزئي من خلال الطيران المنتظم، لكن يتبقى على الحكومة المصرية أن تسعى لجذب السياح من خلال الطيران الشارتر إلى المنتجعات في شرم الشيخ والغردقة.
وطالب عماري، شركة مصر للطيران بتقديم عروض وتخفيضات للطيران الشارتر من روسيا إلى أماكن الجذب السياحي بجنوب سيناء والبحر الأحمر.
ووفقا للخبير السياحي، يمثل السوق الروسي 30 % من حجم السياحة الوافدة إلى مصر سنويا.
وقال إن منظومة رحلة العائلة المقدسة اكتملت بتهيئة وتجهيز المزارات الدينية التي سيقصدها الحجاج المسيحيون، وهي بداية لفتح باب جديد للسياحة القبطية في مصر، والأهم من ذلك العناية بالجانب التسويقي للرحلة التي تتناثر مزاراتها في جميع أنحاء مصر، ما يعني تنمية السياحة في مختلف المدن.
وعن توقعاته، للموسم السياحي، قال إننا نمضي بخطى ثابتة نحو استعادة الحركة كاملة، ويمكن أن يتحقق ذلك عقب مسابقة كأس العالم لكرة القدم في روسيا، مؤكدا أن السرعة مطلوبة في عملية التنشيط السياحي والتسويق للمقصد المصري خارجيا.