من هو صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
لُقب الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان بـ"حافظ سر الرسول" محمد صلى الله عليه وسلم، فما سبب ذلك؟
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب حذيفة ويعرف طاقاته وقدراته، ويقدر فيه ذكاءه وكتمانه السر، فجعله صاحب سرّه، وأفضى إليه بأسماء المنافقين، وعَهِدَ إليه رَصْد تحركاتهم، ودَرْءَ أخطارهم.
كان حذيفة مثالاً للجندي الحاذق الملتزم الذكي المبادر كاتم السر، الذي يُؤثِر رضا الله ورسوله على كل شيء، وينفّذ الأوامر الصادرة إليه بدقة وذكاء.
وعهد إليه الرسول بدور مهم في غزوة الخندق، يتحدث هو عنه قائلا: صلى بنا الرسول ثم التفت إلينا فقال: "هل من رجل يقوم فينظر ما فعل القوم؟، ثم يرجع، أسأل الله أن يكون رفيقي في الجنة " فما قام رجل من شدة الخوف وشدة الجوع وشدة البرد، فلما لم يقم أحد، دعاني، فلم يكن لي بد من القيام، فقال: "يا حذيفة! اذهب فادخل في القوم فانظر ماذا يفعلون، ولا تحدثن شيئا حتى تأتينا".
ويضيف حذيفة: فذهبت فدخلت فيهم، والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل، لا تقر لهم قدرا ولا نارا ولا بناء.
فقال أبو سفيان: «لينظر امرؤ من جليسه»، فأخذت بيد الرجل الذي كان جنبي، فقلت: من أنت؟ فقال: فلان بن فلان. ثم قال أبو سفيان: يا معشر قريش! إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام لقد هلك الكراع والخف وأخلفتنا بنو قريظة وبلغنا عنهم الذي نكره ولقينا من شدة الريح ما ترون ما تطمئن لنا قدر ولا تقوم لنا نار ولا يستمسك لنا بناء فارتحلوا فإني مرتحل! ثم قام إلى جمله وهو معقول فجلس عليه ثم ضربه فوثب به على ثلاث فما أطلق عقاله إلا وهو قائم. ولولا عهد رسول الله إلي "أن لا تحدث شيئا حتى تأتيني" لقتلته بسهم.
ثم عاد حذيفة إلى الرسول وروى له ما كان وما فعل.