لقاح أكسفورد.. "حصان طروادة" يهاجم كورونا
تعول السلطات البريطانية على لقاح ضد فيروس كورونا المستجد طورته شركة أسترازينيكا بالتعاون مع جامعة أكسفورد وحصل على ترخيص هيئة الأدوية.
يأتي ذلك لتسريع حملة التلقيح التي بدأت في مطلع الشهر الجاري، على أمل القضاء بأسرع ما يمكن على فورة إصابات نسبت إلى سلالة جديدة للفيروس.
ويعتمد لقاح أسترازينيكا/أكسفورد على نسخة موهنة من فيروس شائع لدى القرود تم تعديله جينيا.
ويعمل الفيروس بطريقة وصفت بـ"حصان طروادة"، فيمدّ الخلايا بمواد جينية تعطيها أمرا بمهاجمة فيروس كورونا المستجد.
ويؤمن لقاح أسترازينيكا "حماية بنسبة مئة بالمئة" ضد الأشكال الخطيرة من وباء (كوفيد-19).
وبريطانيا هي أول دولة ترخص لهذا اللقاح المنتظر بترقب شديد لأسباب عملية، إذ أنه أقل كلفة بكثير من لقاح فايزر/بيونتيك الذي بدأ توزيعه، ويمكن الحفاظ عليه في درجات حرارة تراوح بين درجتين وثماني درجات مئوية تؤمنها البرادات العادية، ما يسهل عملية التلقيح على نطاق واسع.
وتسجل بريطانيا التي تعتبر من أكثر الدول تأثرا جراء فيروس كورونا المستجد مع تخطي عدد الوفيات 71500، مستويات قياسية جديدة من الإصابات في وقت باتت مستشفياتها على شفير استنفاد طاقاتها وأعادت السلطات فرض الحجر المنزلي على قسم كبير من السكان.
وأعلنت وزارة الصحة البريطانية، في بيان، أن ترخيص وكالة تنظيم الأدوية والمنتجات الصحية "أعقب تجارب سريرية صارمة وتحليلا معمقا للبيانات من قبل خبراء الوكالة، أفضت إلى أن اللقاح يستوفي معاييرها الصارمة المتعلقة بالسلامة والجودة والفاعلية".
وسيبدأ استخدام اللقاح اعتبارا من 4 كانون الثاني/يناير 2021 في المملكة المتحدة التي أوصت على 100 مليون جرعة.
وأثنى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون على "انتصار للعلم البريطاني"، معلنا على تويتر "سنلقح الآن أكبر عدد ممكن من الناس بأسرع ما يمكن".
ولتحصين أكبر شريحة ممكنة من السكان، سيعتمد فارق زمني كبير بين الجرعتين الضروريتين من اللقاح، يصل إلى 12 أسبوعا.
وأوضح وزير الصحة البريطاني مات هانكوك عبر شبكة "سكاي نيوز" أن "العلماء ومسؤولي الهيئات الناظمة درسوا البيانات وخلصوا إلى أنه يتم الحصول على ما يعرف بـ(حماية عالية الفعالية) منذ الجرعة الأولى".
وتتركز حملة التلقيح البريطانية على تسع فئات تمثل 99% من الوفيات، تضم المقيمين في دور المسنين والعاملين الصحيين والبالغين أكثر من خمسين عاما والأشخاص المعرضين.
جرعتان كاملتان
وهذا ثاني لقاح يحصل على الضوء الأخضر من وكالة تنظيم الأدوية والمنتجات الصحية بعد لقاح فايزر/بيونتيك.
وتم حتى الآن تلقيح أكثر من 600 ألف شخص منذ أول لقاح حقنت به مارغريت كينان البالغة 91 عاما فجر 8 كانون الأول/ديسمبر الجاري في كوفنتري.
ويشكل التلقيح رهانا كبيرا لحكومة بوريس جونسون التي تواجه انتقادات شديدة لإخفاقاتها في التعاطي مع الجائحة.
وإزاء سرعة انتشار العدوى بالسلالة الجديدة من الفيروس التي زادت بما يصل إلى 74% بحسب دراسة بريطانية، لم يخف جونسون أن التلقيح يشكل الأمل الرئيسي للخروج من تدابير العزل المحلية التي تنهك السكان وتقوض الاقتصاد.
وكان المختبر البريطاني أعلن في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي لدى كشف النتائج المرحلية للتجارب السريرية للقاح أسترازينيكا/أكسفورد، أن لقاحه فعال بنسبة متوسطة قدرها 70%، في مقابل أكثر من 90% للقاحي فايزر/بيونتيك وموديرنا.
لكن هذا المتوسط كان ينطوي على تباين كبير بين طريقتين متّبعتين، إذ ترتفع نسبة الفاعلية إلى 90% لدى المتطوعين الذين تلقوا في المرة الأولى نصف جرعة وبعد شهر جرعة كاملة، وينخفض إلى 62% لدى مجموعة ثانية تم تلقيحها بجرعتين كاملتين.
وأثارت هذه النتائج انتقادات لأن التلقيح بنصف جرعة تم بالخطأ، في حين أن الطريقة الثانية لم تطبق سوى على مجموعة محدودة، ما دفع المختبرات إلى القيام بأبحاث إضافية.
والتلقيح الذي حصل على الضوء الأخضر سيتم بواسطة جرعتين كاملتين، وأكد المسؤول عن المشروع البروفيسور أندرو بولارد لشبكة "بي بي سي" البريطانية أن هناك "بيانات متينة جدا" تدعم هذه الطريقة في التلقيح، مضيفا "لكن في نهاية المطاف، سيأتي اللقاح بمفعوله عند حقنه في أذرع الناس".
وأكد أنه ليس ثمة "دليل" يفيد بأن اللقاح غير فعال على السلالة الجديدة من الفيروس.
aXA6IDMuMTQ1LjcuMjUzIA==
جزيرة ام اند امز