فريق علماء يُطوِّر جهازاً لتنظيم نبض القلب دون بطاريات
طوّرت مجموعة من العلماء الصينيين، بالتعاون مع نظرائهم الأمريكيين، نوعاً جديداً من أجهزة تنظيم ضربات القلب التي تعمل بشكل ذاتي.
طوّرت مجموعة من العلماء الصينيين، بالتعاون مع نظرائهم الأمريكيين، نوعاً جديداً من أجهزة تنظيم ضربات القلب التي تعمل بشكل ذاتي، مدعومة بالطاقة الحركية الصادرة عن نبضات القلب الحقيقية.
ولا تحتاج هذه الأجهزة إلى استخدام بطاريات تنظيم القلب التقليدية، التي تكلّف المريض عملية معقدة بغية تغييرها كل 5 سنوات.
وذكرت شبكة أخبار "شين لانج" الصينية أن العلماء كشفوا عن منظّم ضربات القلب الخالي من البطاريات، الذي يُولّد طاقته من نبضات القلب الحقيقية، ما يمهّد الطريق لـ"زرع مدى الحياة" في البشر الذين يعانون من عيوب قلبية.
يعتمد ملايين المرضى على أجهزة تنظيم ضربات القلب، وهي زراعة كهربائية صغيرة في جدار الصدر، للمساعدة في تنظيم النبض بعد مرض مزمن أو حاد.
لكن حتى مع التقدم التكنولوجي الحديث، يمكن أن تكون بطاريات جهاز تنظيم ضربات القلب صلبة أو ضخمة، وقد تحتاج إلى استبدال مرات عدة، ما يتطلب عملية جراحية مُكلّفة، وتكون أحياناً محفوفة بالمخاطر.
ويعتقد الباحثون في الصين والولايات المتحدة أنهم نجحوا في اختبار جهاز تنظيم ضربات القلب جديد على الخنازير البالغة، لأن قلوبهم كانت بحجم قلوب البشر، إذ يعتمد الجهاز الجديد على شحن نفسه بنفسه، من خلال تحويل الطاقة الحركية للقلب إلى إشارات كهربائية، وبدورها تقلّص ألياف عضلة القلب، وهكذا يؤدي وظيفته الحيوية وهي ضخ الدم في الجسم، دون الحاجة إلى استخدام البطاريات الخارجية.
وقال تشو لي، باحث رئيسي في الدراسة: "زرعنا جهاز تنظيم ضربات القلب بالكامل في الخنازير البالغة، إذ يجري استرداد كل الطاقة اللازمة لتخطيط القلب من طاقة النبض للحيوان".
وأشارت الدراسة التي نُشِرت في مجلة "Nature Communications" العلمية، إلى أن الاختبار وقع على عدد من الخنازير تعاني من عدم انتظام ضربات القلب، على غرار مرضى اضطراب ضربات القلب البشري، وعندما شغلوا الأجهزة وجدوا أن النبضات غير المنتظمة جرى تصحيحها.
وعلاوة على ذلك، تبين أن الطاقة التي يتم الاحتفاظ بها من كل نبضة قلب أعلى من متطلبات الطاقة لدى معظم أجهزة ضبط نبضات القلب الحالية، التي تطبق على البشر.
مع ذلك، أكد الفريق أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل، لتحديد سلامة ومتانة الأجهزة على المدى الطويل، قبل تطوير الإصدارات البشرية.
وذكر تشو أن تقنية التشغيل الذاتي يمكن أن تحتوي أيضاً على مجموعة من التطبيقات في مجالات مثل أجهزة الشحن الذاتي والملابس "الذكية".
ووصف تيم تشيكو، أستاذ طب القلب والأوعية الدموية واستشاري القلب الفخري في جامعة شيفيلد، الذي لم يشارك في البحث، هذه التجربة بـ"المشجعة للغاية".
وقال: "أُجرِيت الدراسة على الخنازير التي تكون قلوبها بحجم البشر، وكثيراً ما تُستخدم لاختبار الأجهزة أو العلاجات قبل اعتمادها للإنسان".