حل مصري لمنع تكرار انفجار بيروت.. وتأمين "قنابل الأسمدة"
بوليمر تغليف اليوريا المستخدم لإبطاء ذوبانها، يمكن استخدامه مع نترات الأمونيوم لتحقيق الوظيفة ذاتها، بالإضافة لتقليل قابليتها للاشتعال
قدم باحث مصري حلا يجنب العالم أخطار الأسمدة النيتروجينية، التي يمكن أن تتحول إلى قنابل متفجرة في حال إساءة تخزينها أو استخدامها.
والأسمدة النيتروجينية مثل نترات الأمونيوم، ليست قابله للاشتعال في حد ذاتها، لكنها تكثف الاحتراق وتسمح للمواد الأخرى بالاشتعال بسهولة أكبر، ويحدث ذلك إذا توفر مصدر حرارة، مثلما حدث في انفجار بيروت الهائل، الذي أسفر عن 137 قتيلا ونحو 5 آلاف مصاب.
ويقول الدكتور إبراهيم الشربيني، مدير مركز علوم المواد بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا في مصر، لـ"العين الإخبارية"، إن الفكرة التي قدمها في معرض القاهرة الدولي للابتكار في أكتوبر من العام الماضي، تقوم بتغليف سماد اليوريا ببوليمر "البكتين" الذي يمكن الحصول عليه من قشور الحمضيات، وتمثل حلا يمكن تطبيقه أيضا مع سماد نترات الأمونيوم، لتجنيبها خطر الاشتعال.
وفكرة التغليف بالبوليمر التي تقوم بها ماكينة أنتجها الشربيني وفريقه البحثي، كان الهدف منها في الأساس إبطاء عملية ذوبان اليوريا في الماء، بما يساعد في التغلب على مشكلة الهدر في هذا السماد، والتي تقدر خسائرها بمبلغ قد يصل إلى 5 مليارات جنيه مصري سنويًا، أي ما يعادل 312.5 مليون دولار أمريكي.
ويوضح الشربيني أن نفس المادة التي يتم تغليف اليوريا بها لإبطاء ذوبانها في الماء، يمكن استخدامها مع نترات الأمونيوم لتحقيق نفس الوظيفة، بالإضافة إلى وظيفة أخرى مستوحاة من انفجار بيروت، وهي تقليل قابليتها للاشتعال.
ويضيف: "التغليف بالبوليمر، يجعل فرصة اشتعال الحرائق صعبة، لأنه مادة غير قابلة للاشتعال، كما أنه سيكون فاصلا بين حبيبات نترات الأمونيوم، مما يقلل من فرص اشتعالها مع بعضها البعض، فلا تعطي قوة تفجير كبيرة، كما حدث في انفجار بيروت".
وانفجار بيروت ليس الأول الذي تتسبب فيه نترات الأمونيوم، فقد كانت هذه المادة عنوانا لأحداث إرهابية وأخرى تتعلق بالإهمال في التخزين في أكثر من حدث، ففي 19 أبريل 1995، فجر تيموثي ماكفي قنبلة مصنوعة من طنين من سماد نترات الأمونيوم أمام مبنى اتحادي في أوكلاهوما سيتي بأمريكا، مما أسفر عن مقتل 168 شخصًا.
كما انفجر مصنع الأسمدة الغربية في غرب تكساس عام 2013، وأدى ذلك إلى مقتل 15 شخصا، وقبل عشرين عامًا تقريبًا، في 21 سبتمبر 2001، انفجر حوالي 300 طن من نترات الأمونيوم بكميات كبيرة في مخرن يمصنع "إي.زد.إف" الكيميائي، في الضواحي الجنوبية لمدينة تولوز الفرنسية، وتسبب الحادث في مقتل 31 شخصا.