هجوم الشانزليزيه.. 4 دلالات لمكان وتوقيت ومنفذ الاعتداء
حول مكان وتوقيت وزمان وقوع الهجوم الإرهابي الأخير بباريس، استطلعت "العين" رأي خبراء لتحليل الرسائل والدلالات وراء الهجوم.
في أشهر شوارع العاصمة الفرنسية شارع الشانزليزيه، الخميس الماضي، قُتل ضابط فرنسي وجرح شرطيين آخرين في هجوم إرهابي استهدف قوات الشرطة المسؤولة عن تأمين محطة مترو بباريس، الخميس الماضي، ما يثير علامات استفهام حول الرسائل التي تسعى هذه العناصر الإرهابية إرسالها لفرنسا تحديداً ولأوروبا والعالم بشكل عام.
ولم يكن اختيار مكان وتوقيت الهجوم الذي نفذ 20 إبريل/نيسان الجاري، وتبناه تنظيم "داعش" الإرهابي، عشوائيا، فهو يأتي قبل موعد الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة الفرنسية المقرر إجراؤها في يوم 23 إبريل/نيسان الجاري، كما وقع في هذا الشارع الذي يعرفه العالم أجمع تقريبا، وقرب أحد أكبر المعالم الفرنسية على الإطلاق "قوس النصر".
فرنسا في بؤرة الإرهاب
الهجوم الذي شهدته باريس، الخميس الماضي، هو الهجوم السابع الذي يستهدف الفرنسيين خلال عامين، ففي 7 يناير/كانون الأول 2015، هاجم مسلحان اثنان صحيفة شارل إبدو الفرنسية، ما أسفر عن مقتل 17 وإصابة 11 آخرين، كما تبعه حادث آخر خلال 48 ساعة حينما قام رجل وامرأة مسلحان بالهجوم على متجر يهودي ببنادق آلية، ما أدى لمقتل 4 أشخاص.
وجاءت بعد ذلك الهجمات المتزامنة والمنظمة على مسرح الباتاكلان واستاد فرنسا الدولي وعدة مطاعم وكافيهات أخرى، في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، وهو الهجوم الأعنف التي تشهده فرنسا، حيث قتل 130 شخصا وأصاب أكثر من 200 آخرين، في هجوم نفذه 7 إرهابين مسلحين ومفخخين.
وخلال احتفال الفرنسيين بالعيد الوطني بمدينة نيس في 14 يوليو/تموز 2016، اقتحمت شاحنة ثقيلة الاحتفالات لتقتل 80 شخصا وتصيب 100 آخرين، ولم تكن هذه العملية الأخيرة التي وقعت في 2016، حيث تعرضت كنيسة "سان أتيان دور روفريه" لهجوم واحتجاز رهائن، في هجوم قتل فيه كاهن الكنيسة ذبحًا على يد إرهابيين.
بينما شهدت بداية 2017، هجوم على متحف اللوفر بالسكين نتج عنه سقوط جريح، بالإضافة لهجوم الشانزليزيه الذي وقع بباريس قبل 3 أيام من إقامة انتخابات الرئاسة.
ورأى خبير العلاقات الدولية سعيد اللاوندي في حديثه لـ"العين"، أن هذا التسلسل للهجمات في فرنسا منذ 2015 دليل واضح ورسالة قوية من قبل العناصر الإرهابية أن فرنسا هدف رئيسي لهم من كافة أشكال الإرهاب والأسلحة المستخدمة، سواء بالسكين أو متفجرات أو شاحنات ضخمة، مرجعا ذلك لدور فرنسا الدولي في تحالفات كبرى للحرب على الإرهاب.
التوقيت والمكان؟
المنفذ.. حقيقة أم ادعاء
الإرهاب.. آفة دولية
وأكد موسى أن "الإرهاب ليس له وطن ولا زمان ولا مكان"، مشيرا إلى أن الأعمال الإرهابية من اغتيالات وتفجيرات تحدث بكل مكان بالعالم بداية من الدول العربية مروراً بالولايات المتحدة الأمريكية وصولًا إلى أوروبا، ما يحتم على العالم تغيير استراتيجية مواجهة الإرهاب، بتوحيد الرؤية لتجفيف منابعه والدول الداعمة له مادياً ومعنوياً.
واتفق اللاوندي مع موسي في وصفه للإرهاب بالآفة العالمية، وتأكيده على أن الإرهاب ظاهرة دولية، ليس حكراً على منطقة معينة، أو قارة محددة، مشيراً إلى أن المفهوم السائد بأن الشرق الأوسط هو مفرخة ومصدر الإرهاب ليس حقيقيا، حيث تمتد نيران الهجمات الإرهابية من الشرق الأوسط إلى أوروبا وأمريكا والعكس.
الرئيس المقبل.. تحديات كبرى
ومن ناحية أخرى، نوه اللاوندي بأن وقوع هجوم إرهابي قبل موعد الجولة الأولى من الانتخابات، قد يسفر عن ترجيح لكفة مرشحي اليمين المتطرف، خاصة مع دعواتهم بضرورة فرض رقابة على الحدود الفرنسية وإغلاقها بشكل جزئي، وتقنين أعداد المهاجرين واللاجئين، وإيقاف مجانبة التعليم التي تعود بالنفع على أبناء المهاجرين بشكل أكبر، فضلًا عن التفكير في إجراء استفتاء لمناقشة عضوية فرنسا بالاتحاد الأوروبي.
وأشار اللاوندي إلى أن ملف مكافحة الإرهاب الدولي واستعادة الأمن، تعد أهم الملفات الكبرى التي سيتابعها الرئيس المقبل، سواء كانت انتماءاته لليسار أو اليمين المتطرف أو يمين الوسط الفرنسي.
aXA6IDMuMTM1LjI0OS4xNTcg جزيرة ام اند امز