عمران خان ليس الأول.. سجل أسود من اغتيالات الزعماء في باكستان
يكتسي العمل السياسي في باكستان ثوبا بالغ الخطورة، فيظل الزعيم يترصده الموت من كل مكان، في حالات التألق، وحتى مع أفول نجمه.
وتعيد حادثة محاولة اغتيال رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، أمس الخميس، إلى الأذهان سجلا أسود من اغتيالات ومحاولات القضاء على سياسيين بارزين في هذا البلد.
وعلى الرغم من أن عمران خان نجا من محاولة الاغتيال وحالته مستقرة، إلا أن الحادث يعدّ مفصليا في الحالة السياسية التي تمرّ بها باكستان، منذ أطيح بزعيم حركة "إنصاف" من منصبه خلال تصويت برلماني، نجح خصومه في حجب الثقة عن حكومته في أبريل/نيسان الماضي.
سجل أسود للجريمة السياسية
ومنذ ذلك الوقت لم يهدأ السياسي الباكستاني، ولاعب الكريكت الشهير، وكان آخر نشاطاته المعارضة مسيرة احتجاجية اتجهت نحو العاصمة إسلام أباد، حيث تفاجأ بإطلاق نار وهو بين الآلاف من أنصاره يلوح من على متن شاحنة حاويات، وأصيب إصابة غير قاتلة في ساقه.
تعدّ باكستان من بين أكثر الدول سجلا في الجريمة السياسية، حيث تبدو لائحة الاغتيالات الأكبر مقارنة بأي دولة أخرى في العالم، وكان لرؤساء الوزراء النصيب الأكبر من إنهاء الحياة.
لعنة رئاسة الوزراء
كان منصب رئيس وزراء على موعد مع الاغتيال مبكرا، فقد طالت يد الغدر لياقت علي خان، أول رئيس وزراء لباكستان في تاريخها، وذلك عام 1951.
لياقت علي خان اختير عام 1947 رئيسا للوزراء عقب فوز حزبه "الرابطة الإسلامية" في الانتخابات التشريعية، ورغم جهوده في بناء الدولة الفتية، المنفصلة لتوها عن الهند، إلا أن خصومه السياسيين كانوا له بالمرصاد.
منتصف أكتوبر/تشرين الأول عام 1951 كان لياقت علي خان في نشاط حكومي بمدينة روالبندي قرب العاصمة إسلام أباد، وتقدم إليه قاتل مأجور، وأرداه قتيلا، في حادثة هزت البلاد وقتها.
محاولة اغتيال فاشلة
من أشهر محاولات الاغتيال في العقود الأخيرة، الحادث الذي تعرض له رئيس الوزراء الباكستاني الأسبق يوسف رضا جيلاني عام 2008، حيث نجا من الموت إثر تعرض سيارته لإطلاق نار بينما كانت سيارته تسير باتجاه العاصمة إسلام أباد، ورغم تضارب الأنباء حول وجوده بالموكب وقتها، إلا أنه كان المستهدف الأول.
اغتيالات في عائلة بوتو
كان لعائلة بوتو النصيب الأكبر من العنف السياسي في باكستان، بدءا بإعدام رئيس الوزراء الأسبق ذو الفقار علي بوتو شنقا عام 1979، واغتيال نجله مرتضى بوتو عام 1996، ثم ابنته رئيسة الوزراء بنظير بوتو عام 2007 في هجوم بالقنابل والأسلحة في تجمع انتخابي بمدينة روالبندي القريبة من إسلام أباد.