انتخابات باكستان.. اقتراع على وقع «استقطاب وأزمات وهجمات»
انطلقت، صباح الخميس، انتخابات عامة في باكستان وسط بيئة سياسية شديدة الاستقطاب وهجمات مسلحة وأزمة اقتصادية.
ومن المتوقع أن تتركز المنافسات الرئيسية بين المرشحين المدعومين من رئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان، الذي فاز حزبه حركة الإنصاف بالانتخابات الوطنية الأخيرة، وبين حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية جناح نواز شريف، الذي تولى رئاسة الوزراء 3 مرات ويعتبر المرشح الأوفر حظا.
كما خاض بيلاوال بوتو زرداري نجل رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو البالغ من العمر 35 عاما حملة شرسة في محاولة للوصول إلى المنصب الأعلى.
ومن المقرر أن تبدأ عملية التصويت غدا في تمام الساعة 8:00 صباحا بالتوقيت المحلي (03,00 ت غ)، وتنتهي الساعة 5:00 مساء.
ويبلغ عدد سكان باكستان 240 مليون نسمة، وهي خامس أكبر الدول في العالم من حيث عدد السكان، ويحق لقرابة 128 مليونا منهم التصويت.
ويتنافس نحو 18 ألف مرشح على مقاعد البرلمان الوطني وأربعة برلمانات محلية، مع تنافس مباشر على 266 مقعدا في المجلس الأول - و70 مقعدا إضافيا مخصصا للنساء والأقليات - و749 مقعدا في البرلمانات الإقليمية.
ويمكن للأحزاب السياسية الأصغر أن تلعب دورا حاسما في تشكيل الحكومة التي ستحتاج إلى 169 مقعدا في الجمعية الوطنية المكونة من 336 عضوا.
أبرز التحديات
وإذا لم تسفر الانتخابات عن أغلبية واضحة، وهو ما يتوقعه المحللون، فإن التعامل مع التحديات سيكون صعبا.
ومن بين أبرز التحديات السعي للحصول على برنامج إنقاذ جديد من صندوق النقد الدولي بعد انتهاء البرنامج الحالي في مارس/آذار.
ومن المتوقع ظهور النتائج الأولية غير الرسمية بعد ساعات قليلة من إغلاق التصويت عند الساعة الخامسة مساء (1200 بتوقيت غرينتش) ومن المرجح أن تتضح الصورة في وقت مبكر من يوم الجمعة.
تصاعد الهجمات
وتجرى الانتخابات في ظل شبح تصاعد الهجمات المسلحة، وعشية الانتخابات أسفر انفجاران في مكتبين انتخابيين عن مقتل 26 شخصا في إقليم بلوشستان الجنوبي الغربي.
وتشهد البلاد حالة تأهب قصوى وسط انتشار للجيش في مراكز الاقتراع، كما جرى نشر عشرات الآلاف من القوات والأفراد شبه العسكريين في أنحاء البلاد، فيما أعلنت باكستان أنها ستغلق حدودها مع إيران وأفغانستان اليوم لأسباب أمنية.
وكان تنظيم داعش الإرهابي أعلن مسؤوليته عن تفجيرين منفصلين وقعا أمام مكتبي مرشحين للانتخابات في جنوب غرب باكستان، وأسفرا عن سقوط 28 قتيلا.
تعطيل خدمات الهاتف
وأعلنت وزارة الداخلية الباكستانية تعليق خدمات الهواتف المحمولة بشكل مؤقت في إجراء يهدف لتعزيز الأمن مع انطلاق عملية التصويت في الانتخابات العامة.
ويأتي القرار الحكومي وسط تصاعد الهجمات المسلحة في الفترة التي سبقت الانتخابات وبعد يوم من حث رئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان أنصاره على البقاء حول مراكز الاقتراع بعد التصويت وحتى إعلان النتائج.
وكتبت الداخلية على منصة إكس: "نتيجة لحوادث الإرهاب الأخيرة في البلاد، فُقدت أرواح غالية، والإجراءات الأمنية ضرورية لحفظ القانون والنظام والتعامل مع التهديدات المحتملة، ومن ثم جرى تعليق خدمات الهواتف المحمولة في جميع أنحاء البلاد بشكل مؤقت".