400 قتيل في فيضانات باكستان.. كارثة 2022 تعود للأذهان

ارتفعت حصيلة ضحايا الأمطار الموسمية في باكستان، مع تواصل جهود الإنقاذ رغم التحديات الميدانية والظروف الجوية الصعبة.
تواصلت تداعيات الأمطار الغزيرة التي تضرب مناطق واسعة في شمال باكستان منذ مساء الخميس الماضي، حيث أكدت "الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث" أن عدد الضحايا بلغ حتى الآن قرابة 400 شخص، في وقت تكثف فيه فرق الإنقاذ، بمشاركة السكان، عمليات البحث عن ناجين أو جثامين عالقة تحت الأنقاض، وسط تحديات كبيرة نتيجة تضرر البنى التحتية وتقطع الطرق.
وأوضحت الهيئة أن 356 قتيلاً سُجِّلوا في إقليم خيبر-باختونخوا المحاذي لأفغانستان، في حين لقي العشرات حتفهم في المناطق المحيطة، لترتفع بذلك حصيلة القتلى خلال الأيام الخمسة الأخيرة إلى ما يقارب 400 شخص.
حصيلة قتلى الأمطار الموسمية في باكستان
في قرية دالوري الواقعة في الإقليم ذاته، يواصل السكان إلى جانب فرق الإنقاذ إزالة الوحل والركام بحثًا عن ناجين أو مفقودين، بعد أن تسببت الفيضانات المفاجئة في جرف قرى بكاملها وحدوث انهيارات أرضية مدمرة.
وقال عمر إسلام (31 عامًا)، الذي فقد والده خلال الفيضانات يوم الإثنين: "مأساتنا تفوق الوصف. خسرنا كل شيء في دقائق". وأضاف وهو يحاول كبح دموعه: "انهارت حياتنا بالكامل".
من جهته، تحدث فضل أكبر (37 عامًا) عن اللحظات الأولى للكارثة قائلاً: "كل شيء حدث فجأة. في أقل من 20 دقيقة، تحولت قرانا إلى أنقاض".
الأمطار الغزيرة التي بدأت بالتساقط منذ الثلاثاء الماضي (13 أغسطس/ آب) لا تزال مستمرة، ومن المتوقع أن تتواصل حتى السبت (23 أغسطس/ آب)، وفق ما صرّح به اللفتنانت جنرال إينام حيدر مالك، رئيس "الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث"، مضيفًا أن "موجة جديدة من الأمطار قد تبدأ في أواخر الشهر الحالي".
خطر فيضانات جديدة يهدد كراتشي ومدن السند
بحسب الهيئة، فإن عدد الوفيات نتيجة الأمطار الموسمية منذ 26 يونيو/ حزيران تجاوز 700 شخص، بينما أُصيب نحو 1000 آخرين، مع توقعات باستمرار الموسم المطري حتى منتصف سبتمبر/ أيلول.
ولم تقتصر التداعيات على الأرواح، إذ جرفت الفيضانات الطرقات في عدد من المناطق، مما أعاق وصول فرق الإنقاذ. كذلك تضررت شبكات الاتصالات، الأمر الذي زاد من صعوبة التنسيق والاستجابة في المواقع المتضررة.
وفي إقليم السند، حذّرت السلطات من احتمال تعرض المدن الساحلية الكبرى، بما فيها كراتشي، لفيضانات جديدة نتيجة "البنى التحتية الضعيفة"، ما ينذر بموجات إضافية من الخسائر والأضرار.
أما في إقليم بلوشستان المجاور، فأفاد محمد يونس، مسؤول إدارة الكوارث في المنطقة، بأن الأمطار تتساقط على 15 منطقة، فيما تم إغلاق الطريق السريع الرئيسي الذي يربط الإقليم بالسند أمام حركة المركبات الثقيلة بسبب تضرر الطرق. وأشار إلى أن ما بين 40 و50 منزلاً تضررت في تلك المناطق.
فيضانات باكستان تعيد إلى الأذهان كارثة 2022
وتتكرر خلال موسم الأمطار في باكستان، الذي يبدأ عادة في يونيو/ حزيران، حوادث الانزلاقات الأرضية والفيضانات المفاجئة، خصوصًا في المناطق الجبلية والريفية. وتُعد البلاد من بين أكثر الدول تعرضًا لمخاطر التغير المناخي، حيث تشهد تصاعدًا في الظواهر الجوية المتطرفة.
وقد خلّفت الفيضانات خلال موسم الأمطار عام 2022 كارثة غير مسبوقة، غمرت فيها المياه ثلث الأراضي الباكستانية تقريبًا، وأسفرت عن مقتل 1700 شخص، ما شكّل تحذيرًا إضافيًا من تصاعد التهديدات المناخية في المنطقة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTQ5IA== جزيرة ام اند امز