باكستان على أعتاب أزمة سياسية.. والجيش يحسم موقفه
فيما باتت باكستان قريبة من الدخول إلى نفق سياسي مظلم، نفى الجيش صلته بما يدور حاليا بين الحكومة والمعارضة.
وقال متحدث باسم الجيش الباكستاني إن "الجيش ليست له علاقة بالأحداث السياسية الراهنة" بعد ساعات محدودة من حل الحكومة والبرلمان.
وبحسب مراقبين للوضع الباكستاني، فقد نجح رئيس الوزراء عمران خان في الإفلات من سحب الثقة منه خلال جلسة اليوم الأحد بالبرلمان بعد قرار إلغائها.
لكن "خان" رد الصفعة للمعارضة وأعضاء حركة الإنصاف الذين تخلوا عنه؛ حيث طلب من الرئيس الباكستاني حل البرلمان بدعوى أن مطالب سحب الثقة من حكومته جاءت بوحي "قوى خارجية".
وبالفعل استجاب الرئيس الباكستاني عارف علوي لطلب رئيس الوزراء حل الجمعية الوطنية (البرلمان)؛ تمهيدا لانتخابا مبكرة سيتم الدعوة لها في مهلة 90 يوما.
وتعيش العاصمة الباكستانية إسلام آباد تحت إجراءات أمنية مشددة تحسبا لأي احتجاجات أو وقوع "حوادث سيئة في اليوم الحاسم” فيما يعرف بالمنطقة الحمراء.
وتضم المنطقة الحمراء "مباني حكومية وعسكرية ومقر إقامة رئيسي الدولة والوزراء"؛ حيث تم تسييجها بالأسلاك الشائكة.
وحظرت الإدارة المحلية جميع أنواع التجمعات في مناطق داخل وخارج “المنطقة الحمراء”، في دائرة نصف قطرها كيلومتر واحد.
غير أن المعارضة الباكستانية تعهدت بالوقوف في وجه تحركات قاسم سوري نائب رئيس البرلمان ونائب رئيس حزب خان السياسي.
تهديد المعارضة يعني لجوئها إلى المحكمة العليا في البلاد والتي طالما تتمتع بسلطة قوية فيما يتعلق بالانتخابات وتنظيمها.
ولاحقا تلقت المحكمة العليا الباكستانية إشعارًا بالتطورات السياسية التي حدثت يوم الأحد، فيما ينتظر إصدارها مزيدا من التفاصيل.
وبدأ النقاش حول حجب الثقة أمام البرلمان الذي يضم 342 عضوا صباح الأحد، فيما انشق أكثر من 12 نائبا من حركة إنصاف فيما قيادة الحزب تحاول منعهم من التصويت من خلال إجراءات قضائية.
ودعا خان أنصاره للنزول إلى الشارع الأحد والتظاهر سلميا احتجاجا على ما وصفه بأنه "مؤامرة" مدبرة في الخارج لطرده من السلطة.
وقال في تصريح لوسائل الاعلام الرسمية: "أريدكم أن تحتجوا جميعا من أجل باكستان حرة ومستقلة".
ووصف معارضيه بأنهم "لصوص" و"جبناء" وألمح إلى أنه لا يزال يملك ورقة في يده. ووعد السبت قائلا : "لدي خطة ليوم غد. لا تقلقوا. سأثبت لهم أنني سأهزمهم أمام البرلمان".
وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي اتهم الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الباكستانية. وذكرت وسائل إعلام محلية أن خان تلقى تقريرا من سفير باكستان في واشنطن سجل لقاء مع موظف أمريكي رفيع المستوى قال له إن علاقات البلدين ستكون أفضل في حال مغادرة رئيس الوزراء منصبه. ونفت واشنطن أن تكون قالت ذلك.
ويتهم خان (69 عاما) الولايات المتحدة بمحاولة الإطاحة به لأنه يرفض الاصطفاف مع مواقف واشنطن حيال روسيا والصين.
كانت الصين وروسيا حذرتا من انقلاب في باكستان مؤكدتين على أنهما ستدعمان الحكومة إذا كان هناك تدخل أمريكي.
aXA6IDE4LjExOS4xMzcuMTc1IA== جزيرة ام اند امز