إسلام أباد تستنفر ضد مقاتلي "طالبان باكستان".. وتطلب وساطة كابول
مع تصاعد أنشطة طالبان باكستان مؤخرا، أكد وزير الداخلية الباكستاني رانا ثناء الله أن الحكومة في إسلام أباد ستبدأ التحرك لطرد "الإرهابيين".
وقال ثناء الله في مقابلة مع قناة "18 نيوز" الباكستانية، أمس الخميس، إنه "من المنتظر الآن اتخاذ قرار بهذا الشأن في اجتماع لجنة الأمن القومي المقرر عقده الجمعة".
ولمح ثناء الله إلى أن مخبأ إرهابيا قد تم تتبعه إلى بانو على حدود أفغانستان، وأن رأس حربة الإرهابيين من المحتمل أن يكون موجودا هناك.
وخوفا من احتمال فرار الإرهابيين عبر الحدود، أعاد وزير الداخلية الباكستاني التأكيد على تعويله على القوات المسلحة لتطهير الأراضي الباكستانية بنجاح من الإرهابيين في غضون أيام أو أسابيع.
ودعا وزير الداخلية الباكستاني إلى مواجهة إرهاب "حركة طالبان باكستان" التي تنشط على الحدود مع أفغانستان، والتي كثفت هجماتها ضد الجيش الباكستاني في الفترة الأخيرة.
الآلاف على الحدود
وكشف ثناء الله عن وجود ما بين 7 إلى 10 آلاف مقاتل من حركة طالبان الباكستانية على الحدود مع أفغانستان، مشدداً على ضرورة إجراء حوارات ولقاءات بمشاركة كافة الأطراف الباكستانية، أو عقد اجتماع للأمن القومي حول التهديد الناشئ للإرهاب.
وبحسبه فإن هؤلاء المقاتلين برفقة 25 ألف فرد من عائلاتهم، مبيناً أنه "بسبب عجز الحكومة المحلية في خيبر بختونخوا (ولاية حدودية) وإدارة مكافحة الإرهاب، قامت حركة طالبان الباكستانية بهجمات في هذه الولاية".
وطلب وزير الداخلية الباكستاني من حكومة إقليم خيبر بختونخوا المحلية المساعدة من الحكومة الفيدرالية للتعامل مع التهديدات الحدودية مع أفغانستان.
وأردف قائلا: "باكستان لديها جيش لحماية الحدود، وإذا لم تستطع الحكومة المحلية التعامل مع هذه العناصر الإرهابية، فيمكنها طلب المساعدة من الحكومة الفيدرالية".
وأكد أن "إدارة مكافحة الإرهاب" في خطر مما أضعف الروح المعنوية للشرطة.
استهداف الأجانب
وفي موضوع آخر أعلنت حركة طالبان باكستان، في بيان، أنها تستهدف القوات الباكستانية فقط وأن الحكومة الباكستانية نشرت معلومات كاذبة حول تهديدات للأجانب وأنه لا ينبغي للدبلوماسيين والأجانب الانتباه للأخبار الكاذبة.
وفي يوم عيد الميلاد، أصدرت السفارة الأمريكية تحذيراً من احتمال وقوع هجمات إرهابية ضد مواطنين أمريكيين في فندق في إسلام أباد، عاصمة باكستان، مما منع المواطنين الأمريكيين من زيارة فندق ماريوت.
كما أصدرت سفارة المملكة العربية السعودية في إسلام أباد تحذيرا أمنيا بعد يوم، في 26 ديسمبر/كانون الأول، وأمرت مواطنيها في باكستان بالحد من سفرهم.
العودة للقتال
واستؤنفت أنشطة حركة طالبان باكستان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد وقف إطلاق نار استمر لأشهر، وطلبت الجماعة من قواتها شن هجمات على القوات الباكستانية.
ووقع أول تفجير انتحاري في إسلام أباد منذ 2014 يوم الجمعة 23 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وأعلنت وزارة الداخلية الباكستانية أن المهاجمين كانوا رجلاً وسيدة في سيارة، ولم يلتفتا لأمر الشرطة بالتوقف، وقتلا بعد أن فجرا السيارة التي كانت تحمل متفجرات.
وذكرت وسائل الإعلام الباكستانية أن ضابط شرطة قتل أيضا في هذا الانفجار.
وفي 27 ديسمبر/كانون الأول الجاري، هاجم عدد من أعضاء حركة طالبان باكستان حراس سجنهم في مركز لمكافحة الإرهاب في مدينة بانو في إقليم خيبر بختونخوا وأخذوهم كرهائن بأسلحة واستغرقت عملية احتجاز الرهائن 40 ساعة.
وقال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف، في مؤتمر صحفي، إن قوات خاصة من البلاد قتلوا وأصيب 15 آخرون خلال عملية للجيش الباكستاني، مشيراً إلى "قتل أيضا 33 من طالبان في هذا الصراع".
طلب وساطة طالبان
وتأسست حركة طالبان باكستان في عام 2007 وزعيمها الحالي هو نور والي محسود، وبعد الإطاحة بالحكومة الأفغانية في منتصف أغسطس/آب 2021 وإعادة حكم طالبان بعد عقدين من الحرب، زادت أنشطة طالبان الباكستانية.
ويقول مسؤولون باكستانيون إن حركة طالبان الباكستانية أصبحت أكثر جرأة مع انتصار طالبان في الحرب بأفغانستان.
وأعربت إسلام أباد عن أملها في أن تتوسط حكومة طالبان للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار مع طالبان الباكستانية.
لكن ثلاثة اجتماعات حتى الآن على الأقل بين المسؤولين الباكستانيين وطالبان عقدت في الأقاليم الشرقية، واستضافتها حكومة طالبان، لم تسفر سوى عن وقف هش لإطلاق النار.