بالاو.. أرخبيل التنوع الحيوي المستدام والإمكانات الاقتصادية الفريدة
جزيرة بالاو، والتي تُعرف رسميًا باسم جمهورية بالاو، يمكن وصفها بـ"روائع تزهو في مياه المحيط الهادئ".
في منظر أشبه بأساطير الخيال، تطل بالاو من وسط المحيط الهادئ متميزة بجُزرها البركانية والمرجانية الخلابة، والتي تتمتع ببيئة بحرية غير اعتيادية، بالإضافة إلى غابات كثيفة، وشواطئ رملية بيضاء، وبحيرات صافية، كما أنها تملك أيضا تاريخا حافلا بدءا من جهودها في سبيل نيل الاستقلال وصولا إلى حاضرها المزدهر ومستقبلها المشرق بإمكانات اقتصادية متنوعة، أبرزها السياحة المستدامة.
تتمتع بالاو أيضا بالمعرفة التي يمكن أن تتشاركها مع العالم فيما يتعلق بقيود التنقل، مستعينة في ذلك بجناحها، فضلا عن تواصلها مع الدول المشاركة والأطراف المعنية الأخرى التي تعمل على الابتكار في قطاع النقل والخدمات اللوجستية.
يتمتع أرخبيل بالاو بواحد من أعلى مستويات المعيشة في المحيط الهادئ. ويتمتع السكان بدخل للفرد يبلغ ضعف نصيب الفرد في الفلبين وأعلى بكثير من دخل الفرد في ميكرونيزيا (13785 دولارًا أمريكيًا في عام 2022). ويقيم حوالي 70% من سكان بالاو في كورور، مركز صناعة السياحة. كما أن معدل البطالة منخفض جدا (1.7% حسب الإحصاءات الحكومية)، بينما تتمثل التحديات الرئيسية التي تواجه البلاد في تعزيز قدرتها على الصمود وضمان نموها على المدى المتوسط؛ حيث ارتفعت نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في بالاو إلى أكثر من 90% من الناتج المحلي الإجمالي، بحسب تقديرات البنك الدولي.
بالاو، هي دولة تتألف من 340 جزيرة من الجزر المرجانية والبركانية المذهلة، تقع في المحيط الهادئ على بعد 800 كيلومتر من الساحل الشرقي لدولة الفلبين.
وتقع جمهورية بالاو في أقصى غرب جزر كارولين في ميكرونيزيا، وهي تبعد 500 ميل من كل من الفلبين غربًا وبابوا غينيا الجديدة جنوبًا.
تبلغ مساحتها الإجمالية 466 كيلومترا مربعا (180 ميلا مربعا)، بإجمالي تعداد سكاني 18024 نسمة (إحصاء عام 2021).
وتعتبر جزيرة بابلداوب، أكبر جزر بالاو، حيث تبلغ مساحتها 129 ميلاً مربعاً. وتقع إلى شمال بابلداوب جزيرتا انغاروانغل وكايانغل المرجانيتان.
وجزيرة كورور هي المدخل لنحو 300 من الجزر المكونة من الحجر الكلسي إلى الجنوب، والمعروفة ب"جزر الصخر" ذات الشهرة العالمية بما تتصف به من جمال وطابع فريد، وإلى الجنوب من هذه الجزر، ولكن على بعد ساعة واحدة، سفراً بواسطة الزورق السريع، تقع جزيرتا بيليليو وآنغور، وعلى بعد 200 إلى 300 ميل إلى أقصى الجنوب، سفراً بالسفن فقط، تقع الجزر الجنوبية الغربية، وقوامها سونسورول وهاتوهوبي وبولو آنا وميرير وهلنز ريف، وهي جزر قليلة السكان ومتميزة عرقياً.
ويحيط بجزر كورور وبابلداوب وبيليليو حاجزاً مرجانياً يبلغ طوله 70 ميلاً ويصل عرضه إلى 20 ميلاً، ويشكل بحيرة ساحلية مساحتها 560 ميلاً مربعاً، أما المنطقة الاقتصادية الخالصة البحرية الأكبر فتبلغ مساحتها 237830 ميلاً مربعاً وتحوي موارد بحرية وافرة.
نموذج يحتذى لمعالجة التحديات المناخية
ويعتبر مناخ بالاو مداريًا بحريًا، حيث يبلغ متوسط درجات الحرارة 82 درجة فهرنهايت ويبلغ متوسط الرطوبة 82%؛ ولا توجد تقريباً اختلافات فصلية.
ويبلغ متوسط معدل هطول الأمطار 150 بوصة في السنة، ولا توجد مواسم محددة تماماً لهطول الأمطار. وعلى الرغم من وقوع بالاو جنوب حزام الأعاصير المدارية، تهب فيها أحياناً أعاصير تلحق أضراراً بالنباتات والممتلكات.
تُدرك بالاو، وتعي جيداً، مدى أهمية تواصلها مع العالم، ولا سيما بالنسبة للدول الجُزرية التي تواجه تحديات مختلفة في الوقت الحالي، فهي أصبحت نموذجا يُحتذى لمعالجة هذه التحديات والتغلب عليها.
حماية المحيطات.. هدف مشترك مع دولة الإمارات
تشترك بالاو ودولة الإمارات في إرث طويل، يشمل صنوفا من التراث البحري القوي الذي يعود لقرون خلت، إن تاريخ كل من الدولتين يظهر أن بوسعهما تحقيق الازدهار من خلال التواصل ومشاركة الموارد.
ويعتمد كل من دولة الإمارات وجمهورية بالاو بشدة على البحر في كثير من صنوف الحياة، كمورد للرزق وللتنقل وللسياحة ولأوجه التنمية الاقتصادية الأخرى، لهذا السبب تؤمنان بحماية المحيطات حول العالم وبإدارة حسنة للموارد المتوفرة بها.
وكان سورانجيل ويبس رئيس جمهورية بالاو قد أشاد بجهود دولة الإمارات لتعزيز الاستدامة وتنويع مصادر الطاقة، واهتمامها بمشاريع الطاقة المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية داخل الإمارات وخارجها.
وأكد مشاركة بلاده في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ (COP28) التي تستضيفها دولة الإمارات في مدينة إكسبو دبي نوفمبر/تشرين الثاني القادم.
وقال رئيس جمهورية بالاو في تصريح لوكالة أنباء الإمارات "وام" إن دولة الإمارات دولة رائدة في مجال تعزيز الاستدامة وتنويع مصادر الطاقة، على الرغم من أنها من أكبر منتجي الطاقة في العالم، وتتصرف بمسؤولية حيال قضايا المناخ والبيئة.
وأضاف: "لدولة الإمارات العربية المتحدة دور رائد في العمل المناخي بصفتها شريكاً مسؤولاً وموثوقاً للمجتمع الدولي في دعم جهود التحول إلى الطاقة النظيفة، حيث تحتضن أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم، كما استثمرت بسخاء في مشاريع الطاقة الشمسية في العديد من دول العالم، إضافة إلى استثماراتها الكبيرة في مشاريع الطاقة النووية السلمية في أبوظبي".
وذكر "تؤيد بلادي تعيين الدكتور سلطان بن أحمد الجابر المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، رئيساً للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28".
واختتم رئيس جمهورية بالاو تصريحه بالقول: "نعتقد أن قضايا الطاقة والمناخ مرتبطة ببعضها، وهذا يستوجب أقصى درجات التعاون البناء بين منتجي النفط والمستهلكين، لمواجهة تحديات المناخ، والاحتباس الحراري، ودعم جهود الحفاظ على البيئة على مستوى العالم".
سياحة مستدامة
ومنذ عام 2017 كان يوقع زوار جزيرة "بالاو" تعهد "Palau Pledge"، يقضي بتعهدهم للسكان الأصليين بالحفاظ على طبيعة الجزيرة واحترام ثقافتها.
ووفق موقع "تايم أوت" دشنت حكومة الجزيرة التراثية سياسة جديدة باسم Ol’au Palau، من خلالها تصبح أول مزار سياحي يكافئ زواره على أدب الزيارة، واحترام الطبيعة والتراث في الجزيرة العريقة، للحفاظ عليها للأجيال القادمة.
وتضم جزيرة بالاو العديد من الوجهات السياحية المتميزة بها، تشمل منطقة جزيرة Koror، وأيضا منطقة Airai التي تتبع جزيرة Babeldaob، ومنطقة Melekeok التي تتبع أيضا جزيرة Babeldaob في بالاو.
من الوجهات البارزة أيضا التي يقصدها زوار الجزيرة، بحيرة "جيلي فيش"، وطريق milky way، وجزر Rock Islands.
تعافي اقتصادي متصاعد
بالاو هي من بين البلدان الجزرية الصغيرة الأكثر أداءً في المحيط الهادئ، لكنها لا تزال عرضة للصدمات الاقتصادية الخارجية، وتأثير تغير المناخ، والمخاطر البيئية والمخاطر الأخرى المتعلقة بالطقس. بعد أن أصبح إيجابيًا مرة أخرى، تباطأ النمو الاقتصادي إلى -0.7% في عام 2019، بسبب الركود في السياحة ثم إلى -13.4% في عام 2021 بسبب تفشي جائحة "كوفيد-19".
وفقًا لآخر توقعات صندوق النقد الدولي المحدثة، انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنحو -2.8٪ في عام 2022 ومن المفترض أن يعود بقوة في عام 2023 عند 12.3% قبل أن يقف عند مستوى متوقع 9.1% في عام 2024، من خلال دفعة متوقعة من الانتعاش في السياحة وزيادة النفقات الرأسمالية.
فيما ذكر البنك الدولي أن بالاو ستشهد نمواً بنسبة 18% في عام 2023 بسبب انتعاش السياحة، ونمواً أسرع بكثير مقارنة بدول جزر المحيط الهادئ الأخرى.
aXA6IDE4LjE5MS4xOTUuMTA1IA==
جزيرة ام اند امز