الناشط الفلسطيني نزار بنات.. "وفاة" تفجر الغضب ضد السلطة
فجرت وفاة الناشط السياسي الفلسطيني نزار بنات بعد وقت قصير من اعتقاله من قبل أمن السلطة ردود فعل محلية ودولية غاضبة.
وأعلنت السلطة الفلسطينية وفاة بنات بعد أقل من ساعتين على اعتقاله من طرف الأجهزة الأمنية من منزل تواجد فيه بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية فجر أمس الخميس.
وقالت الهيئة المستقلة ومؤسسة الحق لحقوق الإنسان، في بيان: إن تشريح جثمان بنات أظهر وجود إصابات تتمثل في كدمات بمناطق عديدة من جسده، معتبرة أن سبب وفاته "غير طبيعي".
من جانبها، أعلنت عائلته أنه ستتم مواراة جثمانه الثرى بعد صلاة الجمعة في الخليل.
وفجر نبأ وفاة بنات، المعروف بانتقاداته لأداء السلطة الفلسطينية، مسيرات احتجاجية في عدد من المدن الفلسطينية بينها الخليل ورام الله.
واستخدمت أجهزة الأمن الفلسطينية، الخميس، الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الغاضبين.
وفيما لم يصدر أي تعليق من حركة "فتح" حول ما جرى، أجمعت الفصائل الفلسطينية على وجوب محاسبة المسؤولين عن "قتل" بنات.
وقال أفراد من عائلة بنات إنه تعرض للضرب المبرح فور اعتقاله.
وعلاوة على الغضب المحلي، أثارت وفاة بنات أيضا ردود فعل دولية مماثلة، حيث قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس: "نشعر بقلق عميق لوفاة الناشط الفلسطيني نزار بنات والمعلومات الواردة حول ملابسات وفاته".
وأضاف، في بيان تلقته "العين الإخبارية": "بينما نتقدّم بأحرّ التعازي لأسرته ومجتمعه، فإننا نحثّ السلطة الفلسطينية على إجراء تحقيق شامل وشفاف وضمان المساءلة الكاملة في هذه القضية".
وتابع برايس: "لدينا مخاوف جدية بشأن القيود التي تفرضها السلطة الفلسطينية على ممارسة الفلسطينيين لحرية التعبير ومضايقة نشطاء ومنظمات المجتمع المدني".
من جهته، أصدر ممثل الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية ورؤساء بعثات دول الاتحاد الأوروبي في القدس ورام الله، إضافة إلى رؤساء بعثات كندا والنرويج وسويسرا بيانا مشتركا.
وجاء في البيان الذي تلقته "العين الإخبارية": "في 24 يونيو/حزيران، أُعلن عن وفاة الناشط والمرشح السابق للمجلس التشريعي الفلسطيني نزار بنات بعد فترة وجيزة من اعتقاله من قبل قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في الخليل".
وأضاف: "وبحسب شهود عيان مباشرين، دخلت مجموعة كبيرة من عناصر قوات الأمن الفلسطينية منزلا الليلة الماضية، وضربوا نزار بنات بالهراوات الفولاذية لعدة دقائق قبل اقتياده. بعد ساعتين من المداهمة، تم إبلاغ الأسرة من خلال بيان عام لمحافظ الخليل بأن نزار بنات قد توفي".
وأشار إلى أن "وفاة نزار بنات تأتي على خلفية ممارسات قوات الأمن الفلسطينية المستمرة وبشكل متزايد لاعتقال وسوء معاملة نشطاء حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين الذين يمارسون حقهم في حرية التعبير وتكوين الجمعيات. إن الاتحاد الأوروبي يشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن زيادة الاعتقالات التي تبدو ذات دوافع سياسية خلال الأشهر القليلة الماضية في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وشدد على أن "العنف ضد السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان أمر غير مقبول، والسلطة الفلسطينية تظل مسؤولة عن دعم حقوق الإنسان في المناطق التي تستطيع فيها ممارسة سيطرتها".
وتابع رؤساء بعثات الاتحاد الأوروبي: "يجب التحقيق في وفاة نزار بنات على الفور من خلال هيئة مستقلة وبطريقة شفافة بالكامل، ويجب محاسبة المسؤولين عن وفاته".
أما القنصل البريطاني العام في القدس فيليب هول، فقال في بيان، إن "وفاة الناشط والمدافع عن حقوق الإنسان نزار بنات أثناء وجوده في الحجز الفلسطيني مقلقة للغاية، هناك حاجة إلى تحقيق سريع وشفاف".
بدوره، قال مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام بالشرق الأوسط تور وينسلاند، في بيان: "(أنا) منزعج وحزين لوفاة الناشط والمرشح البرلماني السابق نزار بنات بعد اعتقاله من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية في الخليل. خالص التعازي لأسرته وأحبائه. أدعو إلى تحقيق سريع ومستقل وشفاف. يجب تقديم الجناة إلى العدالة".