سفير فلسطين لدى مصر يكشف لـ"العين الإخبارية" كواليس اجتماعات الفصائل بالعلمين
كشف السفير الفلسطيني في القاهرة دياب اللوح عن كواليس اجتماع الفصائل الفلسطينية الذي استضافته مصر مؤخرا.
وقال دياب اللوح في حوار مع "العين الإخبارية" إن "الاجتماع يؤسس بجدارة إلى مرحلة وطنية وسياسية محورية في مسيرة الشعب الفلسطيني، بعد أن وضع العربة الفلسطينية على الطريق الصحيح؛ من أجل الوصول بالقضية الفلسطينية إلى شاطئ الأمان".
وأضاف أن "الباب مفتوح أمام الفصائل التي لم تشارك في الاجتماع؛ لأن الجميع أمام مسؤولية وطنية عليا، تتطلب التكاتف من أجل تعزيز الشراكة الوطنية والسياسية بين الجميع".
كما تحدث السفير الفلسطيني، عن دور وآليات عمل اللجنة الجديدة التي انبثقت عن الاجتماع، وشكل الاتصالات الجارية بين الإدارة الأمريكية والقيادة الفلسطينية في ظل تصاعد عمليات الاستيطان والاجتياحات الإسرائيلية.
وإلى نص الحوار..
- يأمل الفلسطينيون أن يكون اجتماع مجلس الأمناء العامين للفصائل بمدينة العلمين الجديدة، بداية لمرحلة جديدة من أجل إنهاء الانقسام.. فماذا تحقق خلاله؟
اجتماع الأمناء العامين الأخير يؤسس بجدارة لمرحلة وطنية وسياسية محورية في مسيرة الشعب الفلسطيني، حيث تم تشكيل لجنة متابعة من الفضائل المشاركة في الاجتماع ستجتمع بشكل دوري وسيكون هناك تواصل للمشاورات بين الفصائل بشكل ثنائي، أو جماعي، وسيبقى إطار الأمناء العامين منعقدا، أو يعتبر نفسه في حالة انعقاد بدعوة من الرئيس محمود عباس وذلك وقت الحاجة .
- وما الذي تسعى اللجنة الجديدة لتحقيقه خلال الفترة المقبلة؟
تستهدف اللجنة الجديدة التي ستجمع في تشكيلها الفصائل المشاركة في اجتماع العلمين، العمل على إنهاء الانقسام، وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، ووضع استراتيجية وطنية شاملة تتضمن كافة المسارات ومجالات العمل ذات الصلة بالشأن الفلسطيني لمواجهة كافة التحديدات والأخطار التي تواجه الشعب الفلسطيني، وبحث التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني من استيطان وضم واجتياحات إسرائيلية.
- ومتى سيكون الاجتماع القادم للجنة الجديدة؟
هذا الأمر متروك للقوى السياسية، والرئيس عباس هو رئيس الاجتماع، وسيتم لاحقا تحديد جدول أعمال اجتماعات اللجنة القادمة، لكني أتوقع أن يكون هناك اجتماع مرتقب للجنة المتابعة في أقرب وقت.
وبشكل عام فإن اللجنة سوف تشكل تنفيذا لقرار اجتماع الأمناء العامين في القاهرة، من أجل وضع مخرجاتها موضع التنفيذ؛ بما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني، ويعزز وحدته، وتماسكه، وصموده على أرض في فلسطين وفي الشتات.
- وأين ستنعقد اجتماعات اللجنة؟
ستكون أي اجتماعات لاحقة للأمناء العامين، في القاهرة.. وهنا نوجه كل الشكر للأخوة في مصر الذين أشرفوا إشرافا كاملا، وشكلوا إسنادا قويا لإنجاح اجتماع العلمين، والذي لم يشاركوا فيه باعتباره اجتماعا فلسطينيا- فلسطينيا.
والرئيس عباس، تقدم شخصيا بالشكر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على استضافة الاجتماع وجهود القاهرة المستمرة؛ من أجل إنهاء الانقسام، وتعزيز الوحدة الفلسطينية، وما يتم تقديمه من دعم تاريخي ومستمر للشعب الفلسطيني، والقيادة في التحرك السياسي والدبلوماسي والقانوني.
ونستطيع القول أن هناك شراكة كاملة وتشاورا عميقا حول كافة القضايا الثنائية، وذات الصلة بالإقليم.
- هل تتوقع تشكيل حكومة وحدة وطنية قريبا؟
لا أستطيع إبداء الرأي في هذا الأمر، لأنه مرتبط بالجهات السيادية العليا والرئيس عباس.
- ماذا عن فرصة التوصل لمصالحة وطنية بعد اجتماع العلمين؟
نحن ندرك أنه لن ننهي كافة المسائل المعلقة في اجتماع واحد، لكنه كان اجتماعا ناجحا.
ونستطيع القول إن الاجتماع قد وضع العربة الفلسطينية على الطريق الصحيح؛ من أجل الوصول بالقضية الفلسطينية وبالشعب الفلسطيني إلى شاطئ الأمان، والذي يعني أنه شعب واحد موحد تحت قيادة واحدة وسلطة واحدة وقانون واحد وسلاح واحد، من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، بكامل خطوط عام 1967.
- ماذا عن الموقف الأمريكي وتأثيره على مسار التوصل للوحدة المطلوبة.. وماذا عن تواصله مع القيادة الفلسطينية؟
هناك حوار وتواصل فلسطيني أمريكي على عدة مستويات، ولم يتم الإعلان عن مخرجات هذه الاتصالات أو هذه الحوارات المستمرة مع أمريكا.
لكن ندرك أن واشنطن تتحمل مسؤولية أساسية وكبيرة في إنهاء هذا الصراع، ووضع حد للاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين، وهي الطرف الدولي القادر على وضع حد لنكبة الشعب الفلسطيني، وأيضا تمكينه من إقامة دولته المستقلة ذات السيادة الكاملة، فمفتاح الحل بيدها، لكننا لا نعول عليها، بل نعتمد على شعبنا والاستمرار في كفاحنا، وتحركنا السياسي والقانوني، والتمسك بالمقاومة الشعبية السلمية لمواجهة هذا التغول الإسرائيلي غير المسبوق ضد الشعب الفلسطيني.
- إلى أي مدى تأثر اجتماع العلمين بغياب 3 فصائل فلسطينية من بينها حركة الجهاد الإسلامي؟
نؤكد أن باب اجتماع الأمناء العامين مفتوح أمام جميع الفصائل الفلسطينية سواء التي حضرت، أو التي لم تحضر، جميعها تتحمل المسؤولية وفي خندق واحد، وجميعها أمام مسؤولية وطنية عليا، لذلك مطلوب من الجميع التعاضد والتكاتف، كما قال الرئيس عباس إن: الكل جاء وتحدث بصراحة واستمعنا له أيضا بكل احترام.
الباب مفتوح لمن لم يحضر كي يحضر، ويقول رأيه وهذا الاجتماع يعتبر أعلى هيئة للأمناء العامين في الفصائل الفلسطينية، ومعه اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
والأمناء العامون حينما يحضرون ويتحدثون بصراحة وتبادل الرأي ويتشاورون، فهذا مدخل إيجابي ويعطي أبعادا إيجابية من أجل وضع استراتيجية وطنية، وتعزيز الشراكة الوطنية والسياسية بين الجميع.
وقد شارك في الاجتماع ممثلون عن نحو 14 فصيلاً في مقدمتهم حركتا فتح وحماس والجبهتين الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب وبقية الفصائل المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية، فيما غابت 3 فصائل هي حركة "الجهاد الإسلامي" وطلائع حرب التحرير الشعبية "الصاعقة" و"الجبهة الشعبية - القيادة العامة".
- ما هي أبرز النقاط العالقة أو الخلافية والتي تحول دون سرعة التوصل للتوافق المطلوب لإنهاء الانقسام الحالي؟
نحن تحدثنا في الجوامع المشتركة، لجنة المتابعة هي التي تجتمع وتستمع إلى كل فصيل إذا كان هناك أمور عالقة، وإذا كان هناك خلافات عالقة فهذا أمر طبيعي أيضا، فنحن نتحدث عن 13 فصيلا فلسطينيا، إضافة للمبادرة الوطنية الفلسطينية، ومجلس وطني فلسطيني وقيادة وطنية فلسطينية موسعة تجتمع بين فترة وأخرى، وهناك وجهات نظر لكن حينما نتحاور يكون الحوار بشكل ديمقراطي، وهناك أغلبية ورأيها هو الذي يسري، والكل يلتزم برأي الأغلبية.
جميع القوى السياسة لها برنامجها ووجهة نظرها، لكن هناك قواسم وطنية كثيرة مشتركة كالقضية الفلسطينية وتحرير القدس، والمقدسات، والأسرى، والوحدة الوطنية الفلسطينية، والبرنامج السياسي الحد الأدنى، والدولة الفلسطينية على خطوط عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، كل هذه قواسم مشتركة مجتمعة تطفو وتطغى على كل ما يمكن أن يكون هناك من خلافات.
aXA6IDE4LjIyNi4yNDguODgg جزيرة ام اند امز