الخيول الأصيلة في غزة تتحدى الحصار وتنتظر دعم الجهات الرسمية
ثمة عقبات أمام مربي الخيول الأصيلة أولها عدم اهتمام المؤسسات الرسمية بهذه الرياضة، لتبقى تربية الخيول اجتهادا شخصيا معاييره ذاتية.
التباهي بامتلاك الخيل الأصيل في قطاع غزة بات واحدا من الظواهر المنتشرة، رغم قسوة الأوضاع الاقتصادية، والحصار المفروض منذ 11 عاما، ولكن ثمة عقبات أمام مربي الخيول الأصيلة، لعل أولها عدم اهتمام المؤسسات الرسمية بهذا النوع من الرياضة، لتبقى تربية الخيول اجتهادا شخصيا، معاييره ذاتية وخاضعة لإمكانيات ومزاج مالكها.
هواية مكلفة
يقول الخيال حازم أبوزايدة، أحد أهم مربي الخيول العربية الأصيلة في قطاع غزة، في حديثه لـ"العين الإخبارية": "اهتمامي بالخيل بدأ منذ صغري، وأخذت هواية تربية الخيول عن والدي رحمه الله، الذي يعد أول من استورد الخيل العربي الأصيل إلى قطاع غزة".
ويضيف: "وجدت في تربيتها حباً كبيراً، ومنذ نعومة أظافري وأنا أهتم بها، اهتمام الأب بأولاده، ولأن أوضاع غزة معروفة للجميع من حيث الحصار والأوضاع المعيشية الصعبة إلا أنني لم أفكر مطلقا في التخلي عن هوايتي بتربية الخيل الأصيل".
ويتابع وهو يربت على ظهر حصانه بحنان: "تربية الخيول الأصيلة أصبحت جزءا أساسيا من حياتي، لا يمكنني أن أجد نفسي بعيداً عنها، ورغم أن تربيتها مكلفة من حيث الطعام والتنظيف والمبيت فقد وفرت لها كل هذا من حر مالي، وعقدت لها مواسم ومواعيد لإجراء سباق شبه رسمي نقوم به نحن مربو الخيول في القطاع، لإبراز هذه الرياضة الأصيلة والتي تنم عن امتدادنا العربي الأصيل".
ويضيف الشيخ حازم: "نحاول من خلال اقتناء الخيول الأصيلة أن نعيد للخيل مكانتها في فلسطين، ونستورد من بريطانيا أحيانا أنواعاً منها مثل (التوربيت) ونعتني بها بشكل خاص، ونحضر لها سباقاتها الخاصة في عموم قطاع غزة، وأحيانا نستورد خيول (نصف التوربيت) وهي ذات كفاءة أقل من سابقاتها، وتمتاز بالقوة والسرعة وطول النفس عن الخيول العربية الأصيلة المتوفرة في قطاع غزة، أما الخيل العربي يبقى أولوية بالنسبة لنا، وغالباً من يتم جلبها بشهادات تثبت سلالتها وأفضلها الخيول المصرية".
سباقات محلية
يقول الخيال محمد أبومزيد: "الخيل في قطاع غزة يعتمد على اجتهادات المربين، ولا يوجد عليه إشراف من قبل المؤسسات الرسمية، حتى الطبابة غير متخصصة، نعتمد على خبرة الأسبقين والعارفين بالخيل بحكم التجربة، وهذا يفقدنا معايير كثيرة في تربية الخيول وتأهيلها للسباقات الكبرى، ولكننا نجتهد قدر الاستطاعة أن نبقي السباقات جارية في قطاع غزة".
ويضيف: "طالبنا الجهات المعنية بتوفير أرض سبق، ومنحنا بشكل مؤقت أرض مطار غزة الدولي المدمر، في رفح جنوب قطاع غزة، ونعقد مسابقات للناشئين والفئة المتوسطة وكبار الخيالة، وهذا كله دون أي مردود مادي، إنما تتم بجهود المتبرعين من مربي الخيول ومحبيها، وقد خاطبنا الجهات الوطنية بضرورة تبني هذه الظاهرة، واعتماد رياضتها ضمن برنامج وزارة الشباب والرياضة، وتخصيص صندوق خاص لدعم تربيتها ورعاية السباقات المحلية، وفتح مجال للسباقات العربية والدولية".
الخيل تربية وأصالة
أما وليد أبوزايدة، الذي رشح لخوض سباق وطني في رام الله يقول: "تدربت على ركوب الخيل فترة طويلة، على يد خيالة مشهود لهم في قطاع غزة، وفزت بالعديد من السباقات المحلية، وأصبحت ملماً جيداً في طباع الخيل ومزاجها، ولتميزي بركوبها رشحت من قبل أكثر من جهة معنية لخوض سباق كبير على مستوى الوطن سيجري في مدينة رام الله، وأنتظر تصريح مروري من قبل الجانب الإسرائيلي، وهذا سيكون مفيداً جداً لتنشيط رياضة سباق الخيل، واحترام المهتمين بهذه الرياضة".
ويوضح أن ركوب الخيل فروسية وتهذيب وقوة، وتزرع في النفس خصالا عربية أصيلة كاد المرء أن ينساها في هذا الزمان، وطالب الجهات الرسمية بضرورة دعم تربية الخيول الأصيلة، وتنشيط السباقات الموسمية لها، وتجهيز ميدان خاص للسباق مجهز حسب المواصفات الدولية، وإدخال هذه الرياضة ضمن البرامج المدعومة والتي لها موازنات خاصة من الجهات الحكومية".
ظاهرة منتشرة
ويكشف الخيال محمد أبوزايدة عن أسعار الخيول المستوردة من بريطانيا ومصر فيقول: "أغلاها ثمناً خيول (التوربيت) وتصل إلى 15 ألف دولار، بينما (نصف التوربيت) أفضلها يصل إلى 7 آلاف دولار، والخيل العربي الأصيل الذي يأتي من مصر كلفته غاليا جداً، ولكن هناك من يرغب بها في غزة ويدفع من أجلها المال".
وأوضح أن المهتمين بتربية الخيول الأصيلة في تزايد وهناك تنافس كبير بينهم، وأصبحت ظاهرة منتشرة، ولا يوجد منطقة في قطاع غزة تهتم بالخيل أكثر من الثانية، ولكن هناك 3 نوادي خيل على مستوى القطاع، وهي نادي الفروسية ونادي الجواد ونادي الفارس، وكلها تهتم بسباقات الحواجز، ولهذا النوع من السباقات خيول ذات مواصفة خاصة، أثمانها باهظة، ولها مهتمون بها، ولكنها سباقات ممتعة، ولها رواج وجمهور.
وشجع أبوزايدة الناس في غزة على دعم تربية الخيول الأصيلة وحضور سباقاتها، وتشجيع الشباب والأولاد على ركوبها والاهتمام بها، لأنها تغرس في النفوس خصالا أصيلة وتعيد للروح نشاطها وحيويتها.
aXA6IDE4LjIxOS4xOC4yMzgg جزيرة ام اند امز