أيقونات مسيرة العودة.. استمرارية تهزم تكالب الآلام وقمع الاحتلال
لا تزال الفلسطينية مريم أبوموسى تصر على المشاركة في مسيرة العودة رغم 5 إصابات مباشرة تعرضت لها خلال عام من انطلاق المسيرة
بذات الهمة التي بدأت بها لا تزال الفلسطينية مريم أبوموسى تصر على المشاركة في مسيرة العودة وكسر الحصار رغم 5 إصابات مباشرة تعرضت لها خلال عام من انطلاق المسيرة.
- فلسطين في أسبوع.. مسيرات العودة تتصدر وسط تراجع مؤشرات الحرب بغزة
- "مسيرات العودة" بغزة تدعو للإضراب وتؤكد سلمية "مليونية" السبت
أبوموسى (57 عاما) وهي معلمة وشاعرة تحوّلت إلى إحدى أيقونات مسيرة العودة بمشاركتها اللافتة، حيث اعتادت تقدم المتظاهرين بلباسها الفلسطيني التراثي والصرة التي تحملها على رأسها، وهتافاتها الثائرة.
تقول "أبوموسى" لـ"العين الإخبارية": "أصبت أكثر من مرة بالرصاص المتفجر في صدري وقنبلة غاز في يدي وكذلك قنبلة مطاط وأخرى في قدمي ولا تزال الشظايا في صدري، ومع ذلك مستمرة في المشاركة".
ومنذ نهاية مارس/آذار 2018، يشارك فلسطينيون، مساء كل جمعة، في المسيرات السلمية التي تُنظم قرب السياج الفاصل بين شرقي غزة وإسرائيل.
ويطالب المشاركون في المسيرة الأسبوعية بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم، ورفع الحصار عن القطاع.
شعر العودة
وتشدو أبوموسى شعرا لتؤكد استمرارها في المشاركة "مستمرة حتى النهاية سأجعل من عظامي للعودة جسرا سأغزل من لحمي وطنا وأنسج من عزائمي للكرامة بيتا سأذرف دمعي على شهدائي نهرا سأرسم لفلسطين من أحلامي أفقا، سأروي بدمي ثرى وطني لينبت قمحا، إني أعشق حريتي شمسا، إني أعشق حريتي ظهرا".
وأضافت: "لا بد أن يرحل الاحتلال ونرجع لقرانا وأرضنا".
وتروي "أبوموسى"، التي تعود جذورها إلى مدينة بئر السبع المحتلة، حكاية ثوبها المطرز، والصرة على رأسها، مشيرة إلى أن والدتها طرزت ثوبها في البلاد، أما الصرة فتحمل فيها كفنها وزاد الطريق حال أتيحت لها العودة عبر السياج الفاصل، وهي رسالة رمزية بإصرارها على التمسك بحق العودة.
وتنطلق المظاهرات كل جمعة قرب 5 مخيمات حددتها الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة في "شرق مدينة غزة، وشرق بلدة جباليا (شمال)، وشرق مخيم البريج (وسط)، وشرق مدينة خان يونس (جنوب)، وشرق مدينة رفح (جنوب)".
لوحة الحرية
الشاب الفلسطيني عايد أبوعمرو تحوّل إلى إحدى أيقونات المسيرة الشعبية بعدما قنصه الاحتلال إثر انتشار صورة له على نطاق واسع ظهر فيها عاري الصدر يحمل بيده اليمنى علم فلسطين وباليد اليسرى يضرب الحجارة تجاه الاحتلال ومن خلفه دخان الإطارات المشتعل، في تجسيد للوحة "الحرية تقود الشعوب" للفنان الفرنسي فرديناند فيكتور أوجين ديلاكروا، والتي تؤرخ للثورة الفرنسية.
يقول أبوعمرو لـ"العين الإخبارية": "كنت من أوائل المشاركين في مسيرات العودة وأصبت مرتين برصاص الاحتلال وكل ذلك يهون في سبيل فلسطين وحرية شعبنا".
ولا يخفي أبوعمرو غضبه في العام الأول للمسيرة لانتشار صورته على مستوى دولي دون أن يجد أدنى اهتمام محلي أو خارجي حتى لو كان توفير ثمن العلاج من الإصابة الأخيرة له التي أرقدته طريح الفراش عدة أشهر، مضيفا: "اللامبالاة التي يأسف لها عايد لا تحد من همته الوطنية العالية لمشاركة شعبه نضاله المستمر".
ومنذ انطلاق المسيرات، استُشهد 274 فلسطينيا في قطاع غزة منهم 197 استشهدوا في قمع الاحتلال الإسرائيلي للمشاركين في تلك المظاهرات التي تنادي بحق العودة وكسر حصار غزة، فضلا عن إصابة 30 ألفا آخرين بجروح.
الملاك الأبيض
ورغم الألم الكبير الذي تركه استشهاد الملاك الأبيض روزان النجار، فإن والدتها تعمل –بإصرار- مكانها في إنقاذ وإسعاف المصابين.
وتقول النجار لـ"العين الإخبارية": "غياب روزان عن عالمي ترك آثاره الكبيرة علينا كعائلة وكأم وفي المقابل أعطاني دفعة قوية للأمام لنواصل مشوار المسيرة ولا نستسلم لوحشية الاحتلال الذي قتل فتاة بثوبها الملائكي بسادية ووحشية".
واستشهدت روزان (21 عاما) وهي مسعفة متطوعة في 1 يونيو/حزيران الماضي بعد إصابتها بعيار ناري في صدرها وهي ترتدي المعطف الطبي الأبيض أطلقه قناصة الاحتلال باتجاهها بعد قليل من إنقاذها أحد الجرحى خلال مظاهرات العودة في خزاعة شرق خان يونس.
وتضيف النجار: "المحتل أراد من قتل روزان أن يقتل روح الشجاعة والجرأة في الشباب والفتيات فإذا بها تتحول لرمز عالمي في لحظة وهو ما جعلني أفتخر بابنتي وعملها الإنساني المشرف".
وتابعت: "لقد لقنت روزان بشجاعتها الاحتلال درسا في العزة والكرامة الوطنية ولا يزال يتجرع خسائره جراء قتله العمد لروزان".
لقد شكّل استشهادها تحوّلا مهما في القضية الفلسطينية على المستوى العالمي، وبيّن للعالم تضحيات المرأة الفلسطينية من أجل حرية شعبها ونهضته وسلامته.
وختمت بقولها: "أنا أشارك منذ استشهاد روزان وأقدم الإسعافات للمصابين في المسيرة لإكمال مشوار روزان المستمر دون توقف".
aXA6IDMuMTM3LjE2Mi4yMSA= جزيرة ام اند امز