فلسطين في أسبوع.. مسيرات العودة تتصدر وسط تراجع مؤشرات الحرب بغزة
المسيرات المرتقبة على حدود قطاع غزة، السبت، ألقت بظلالها على المشهد السياسي والميداني الفلسطيني، خلال الأسبوع الماضي
فرضت المسيرات المرتقبة على حدود غزة بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة، غداً السبت، نفسها بقوة على المشهد السياسي والميداني الفلسطيني، خلال الأسبوع، خصوصاً مع محاولات منع حرب إسرائيلية جديدة على القطاع.
وأثارت غارات إسرائيلية واحتشاد القوات العسكرية قرب حدود غزة، مخاوف فلسطينية ودولية من تنفيذ الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية ضد القطاع في ذروة تبادل الاتهامات بين القادة الإسرائيليين قرب الانتخابات العامة أبريل/نيسان المقبل.
- مسؤول فلسطيني: جهود مصرية حثيثة لتثبيت التهدئة في غزة
- مسيرة العودة بغزة.. حصاد عام من الإنجازات والإخفاقات
وتحرك مسؤولون أمنيون مصريون ما بين الفصائل الفلسطينية من ناحية والحكومة الإسرائيلية من ناحية أخرى، في محاولة جديدة لمنع اندلاع حرب إسرائيلية على قطاع غزة.
وجاء الهجوم الإسرائيلي عقب إصابة 7 إسرائيليين، الإثنين الماضي، بعد إطلاق صاروخ من قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس.
استبعاد حرب شاملة
محمد السيد، الخبير المختص بالشأن الإسرائيلي، أكد لـ"العين الإخبارية" أن هناك منافسة محتدمة بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمنافسين له في اليسار والوسط، وأيضا اليمين المتشدد الذين يقولون إنه لم يستطع كبح جماح حركة حماس، ويروجون للحاجة لتوجيه ضربة قوية جدا إلى قطاع غزة.
ورغم هذه الانتقادات إلا أن اليمين، الذي يتزعمه نتنياهو، لا يزال يتقدم استطلاعات الرأي العام في إسرائيل؛ لأنه ينظر إلى استطلاعات الرأي العام أكثر من التفاته إلى التصريحات الصادرة عن منافسيه ومعارضيه، بحسب ما أكده "السيد".
ويحاول نتنياهو كذلك الخروج قليلا عن الرد الإسرائيلي التقليدي على الصواريخ من خلال إدخال عناصر جديدة وأحدثها ضرب مكتب رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) إسماعيل هنية في غزة.
ومع ظهور تخوفات الأسبوع الماضي من إمكانية تدحرج الأمور نحو حرب إسرائيلية شاملة ضد قطاع غزة، لكن "السيد" استبعد نشوب حرب شاملة، قائلا: "ما لم تحدث تطورات غير متوقعة في الذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة فإنه لا توجد حرب شاملة في الأفق وإنما ضربات موجهة لعدد من الأهداف في قطاع غزة كما كان الحال خلال الأشهر الماضية".
الخبير المختص بالشأن الإسرائيلي أكد أنه على العكس فإن الاتجاهات في تل أبيب تشير إلى أن الأمور تسير نحو معادلة "الهدوء مقابل الهدوء"، خصوصاً أن هناك جهودا مصرية كبيرة تبذل الآن من أجل التوصل إلى اتفاق ما بين الفصائل الفلسطينية وحكومة الاحتلال".
وفيما يرتبط بتقديرات عن تأجيل الانتخابات العامة الإسرائيلية، المقررة في 9 أبريل/نيسان المقبل، حال وقوع حرب، رأى "السيد" أنه لا مؤشرات عملية حالياً تتحدث عن إمكانية تأجيل الانتخابات، قائلا: "باعتقادي لن تقع حرب جديدة ولا أرى أن نتنياهو يتجه إلى تأجيل الانتخابات وكل التقديرات تشير إلى أنها ستجرى في موعدها".
الفصائل تقبل بالتهدئة
عبدالمجيد سويلم، الخبير المختص في الشأن الفلسطيني، توقع نجاح الجهود المصرية في منع تدهور الأمور نحو عملية عسكرية إسرائيلية جديدة ضد قطاع غزة، لافتاً إلى إحياء الفلسطينيين ذكرى يوم الأرض والذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة دون احتكاكات كبيرة لتتجه بعدها إلى تثبيت التهدئة التي وافقت عليها الفصائل الفلسطينية، بحسب المؤشرات.
وأضاف سويلم: "بناء على ما سبق أعتقد أن أي محاولة للتصعيد ستقمع من قبل حركة حماس بمعنى أنها تريد من الفلسطينيين في غزة المشاركة في التجمعات والمسيرات لكن دون تصعيد أمني".
إسرائيلياً، يفضل بنيامين نتنياهو خيار التهدئة أيضاً؛ لأسباب عديدة بعضها له علاقة بالانتخابات والآخر لما بعد الاقتراع؛ لأن الدخول في الحرب سيخفض من منسوب دعم الإسرائيليين له خاصة.
أما حماس فتسير على النهج نفسه أيضاً؛ إذ تفضل التهدئة على الحرب، بحسب الخبير المختص بالشأن الفلسطيني، والذي أكد أن الحركة دفعت باتجاه توتر أمني محدود للفت الأنظار عن مسيرات "بدنا نعيش" التي نظمت في القطاع لتحسين الظروف المعيشية وقمعتها بقوة.
وانخفض الدعم الشعبي لحركة حماس بشكل كبير، خلال أيام قليلة مضت، بدءًا مع تحركات "بدنا نعيش"، ما دفعها إلى التصعيد العسكري "المحدود للغاية" ضد إسرائيل بما يعود بالنفع عليها؛ لكن دون انزلاق الأمور نحو حرب جديدة، وفقا لما ذكره "سويلم".
معضلة إسرائيل في غزة
في دراسة حديثة له بعنوان "معضلة إسرائيل في غزة"، تمسك مركز "بيغن سادات" للدراسات الاستراتيجية (غير حكومي) بأنه "من السابق لأوانه تقييم إمكانات اتخاذ المظاهرات الأخيرة في قطاع غزة منعطفا حادا".
وأضاف المركز في تقرير له: "من دون معرفة كيف يمكن أن تتطور الأمور، من الواضح أنه حتى الآن فإن مدى المظاهرات ورغبة المدنيين الجريئة في مواجهة حماس تشير إلى المحنة التراكمية لسكان غزة".
ومن هذا المنظور فإنه يمكن أن تلقي الأحداث الأخيرة الضوء على عدة اعتبارات مختلفة تؤثر على الردود العسكرية للحكومة الإسرائيلية على الاستفزازات الصادرة من غزة، بحسب تقرير المركز.
ويعني ما سبق، أنه عند اتخاذ إسرائيل قرارا بشأن السياسة والإجراءات المتعلقة بغزة، يتعين على قادة الاحتلال التعامل مع السؤال الأساسي حول إذا ما كانت الحرب الشاملة لهزيمة نظام حماس في مصلحتها الخاصة أم لا، وهذا ما أظهرته كثير من المؤشرات، خلال العام الماضي.
مسيرات العودة.. شهداء بالعشرات
ودعت فصائل فلسطينية في غزة إلى الإضراب الشامل، السبت المقبل، في ذكرى مرور عام على مسيرات العودة الذي يوافق كذلك مناسبة "يوم الأرض" مع التأكيد على سلمية المليونية.