لوحات عالمية لفان جوخ وإدفارد مونش وجوستاف كليمت تتحول إلى أعمال مطرزة بأنامل شابة فلسطينية.
حين تبدع تطلق العنان لخيالك ليقدم ما تريده في أبهى صورة، هذا ما فعلته الشابة الفلسطينية "يارة أيوب" طالبة البصريات التي أعادت تقديم لوحات عالمية بإبرتها وخيطها.
تقول يارة لـ"بوابة العين" إنها عشقت التميز، ورأت أنها في حاجة إلى عمل فني غير تقليدي، فقادتها التجربة إلى إعادة رسم لوحات عالمية بالإبرة والخيط، مزجت خلالها ما بين الرسم والتطريز، لتكون الثمرة لوحات غاية في الجمال والبهاء.
التجربة تلهم الطموح
وعلى الرغم من أن يارة تدرس في السنة الرابعة بكلية البصريات بغزة، إلا أنها وجدت متسعا من الوقت لتمارس هوايتها المحببة.
داخل غرفتها التي حفلت باللوحات تحدثت بشغف عن تجربتها الأولى لاستغلال وقت فراغها؛ في رسم لوحتها المطرّزة الأولى"ليلة النجوم" للفنان العالمي "فينست فان جوخ"، التي تبرز مشهداً للنجوم اللامعة في عتمة الليل على قرية بين الجبال.
شعرت يارة بأنها أخيرا اكتشفت موهبتها، فتحدثت وهي مفعمة بالأمل: "التحفيز الكبير من الأهل والأصدقاء شجعني للبدء في تطريز ثان، وهي لوحة إدفارد مونش "الصرخة"، التي تمثل شخصاً في حال من الذهول يقف على قمة جبل تدنو منه الأنهار.
وجاءت لوحتها الثالثة The Three Ages of Woman للفنان جوستاف كليمت أكثر إبهاراً بعد المزج الكبير بين ألوان الخيوط، بما يبرز مدى الجهد المبذول في إعدادها.
توضح يارة أن الأدوات التي تستعملها في إعداد لوحاتها بسيطة وغير مكلفة، وموجودة في جميع محالّ الخياطة، وعلى الرغم من بساطتها إلا أنها تحتاج إلى شخص دقيق، ومحب للتفاصيل وله القدرة على التحكم في الإبرة والخيط لتقديم لوحة جميلة ومبهرة، خاصة إذا أراد أن يتعلم بشكل ذاتي.
الإبداع عشق لا حدود له
تحتاج يارة إلى قرابة الشهر لإنتاج لوحة فنية متقنة بمعدل 4-6 ساعات عمل يوميا، وهذا ما جعلها في البداية ترفض فكرة بيع اللوحات؛ لأنها تعد ما تحيكه من لوحات جزءاً منها، إلا أن تشجيع الأهل والمديح على مواقع التواصل الاجتماعي دفعاها للتفكير باستثمار موهبتها بتحقيق عائد مادي، وهو ما تفكر فيه بعد الانتهاء من دراستها الجامعية.
تأمل يارة أن تتفوق في دراستها العملية، إضافة إلى تطوير قدرتها في المجال الفني لتتمكن من نشر لوحاتها عربيا ودوليا؛ ليرى العالم أنه من وسط عتمة الحصار والألم هناك طاقة للإبداع والتميز.