مسؤول فلسطيني لـ"العين الإخبارية": نأمل وساطة صينية تعيد عملية السلام
دور صيني بدأ يتفاعل في الآونة الأخيرة في قضايا الشرق الأوسط، بدأت أولى ثماره مع الاتفاق السعودي – الإيراني في مارس/آذار الماضي، إلا أنه يبدو أنه في طريقه إلى حيز أكبر.
ذلك الدور بدأت معالمه تتضح، بوساطة في القضية الفلسطينية، بحسب المستشار السياسي لوزير الخارجية الفلسطيني، الذي قال إن بلاده، تعول على دول صيني، لكسر الجمود في عملية السلام الفلسطينية -الإسرائيلية وتحريكها إلى الأمام.
وقال السفير الدكتور أحمد الديك، المستشار السياسي لوزير الخارجية الفلسطيني، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن بلاده تراهن "على دور صيني فعال، أولا في إحياء عملية السلام، وثانيًا في تطوير العلاقات على المستوى الثاني بين دولة فلسطين والصين".
المسؤول الفلسطيني، أكد أنه "لطالما عرض الجانب الصيني الوساطة، لكن إسرائيل كانت تعطل باستمرار استئناف المفاوضات بين الجانبين"، مستدركًا: "نرحب بهذا الدور الصيني".
دور بارز
"فالصين لها دورها ومكانتها ويمكنها أن تلعب دورا في إعادة إحياء عملية السلام، كما أنها تبذل جهودا في هذا الموضوع"، يقول الدبلوماسي الفلسطيني، مضيفًا: "نقدم لهذه الجهود وهذا الدور كافة التسهيلات لإنجاحها، إلا أن الجانب الإسرائيلي هو الذي يعطل ويرفض التعاطي مع جهود السلام الدولية بما فيها الصينية"، على حد قوله.
وردا على سؤال إن كان بإمكان الصين كسر الاحتكار الأمريكي في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال السفير الديك: "نحن نراهن على أن يصبح العالم متعدد الأقطاب، لا أن يعتمد على قطب واحد تتحكم فيه الولايات المتحدة الأمريكية"، مضيفًا: "نحن مع نظام دولي متعدد الأقطاب يشرف على عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
ورأى السفير الديك أن زيارة الرئيس الفلسطيني إلى الصين تأتي في ظل ظروف خطيرة للغاية تتعرض لها القضية الفلسطينية، قائلا: "تأتي الزيارة في ظل ظروف معقدة وخطيرة تتعرض لها القضية الفلسطينية خاصة في ظل هذه الحكومة اليمينية الإسرائيلية التي تتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني وتعادي السلام، وتعمق من عمليات الضم التدريجي الزاحف للضفة الغربية".
وفيما أشار إلى العلاقات الثنائية "المميزة" بين فلسطين والصين، أكد أنها "امتداد لعلاقات تاريخية صادقة بين الشعب الفلسطيني وقيادته والقيادة الصينية (..) نتطلع إلى مخرجات هذه الزيارة الهامة على مختلف الصعد وفي جميع المجالات".
زيارة رئاسية
ووصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الثلاثاء، إلى جمهورية الصين الشعبية، في زيارة دولة رسمية تستمر ثلاثة أيام، سيلتقي خلالها الرئيس الصيني شي جين بينغ لبحث تعزيز العلاقات الثنائية وتبادل الآراء بشأن آخر مستجدات القضية الفلسطينية، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان إن هذه الزيارة تأتي بمناسبة مرور 35 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين، وفي إطار حرص القيادتين الفلسطينية والصينية على تعزيز وتوطيد العلاقات الثنائية القوية في المجالات كافة.
وأضافت: يبحث الرئيس عباس خلال الزيارة ولقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ، تعزيز العلاقات الثنائية وتبادل الرؤى بشأن آخر مستجدات القضية الفلسطينية، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأشارت إلى أنه سيتخلل برنامج الزيارة، استقبال رسمي واجتماع ثنائي بين الرئيسين والوفدين المرافقين لهما، على أن يتم توقيع عدد من الاتفاقيات، بالإضافة إلى عقد لقاءات مع رئيس الوزراء ورئيس البرلمان الصيني.
علاقات ودية
ولسنوات طويلة حافظت الصين على علاقات طيبة مع الفلسطينيين والإسرائيليين، لكنها لم تطرح نفسها وسيطا لحل الصراع بين الطرفين.
غير أن نجاح الصين في التقريب ما بين السعودية وإيران قد يحفزها على محاولة التقريب أيضا بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في ظل عدم وجود آفاق للمفاوضات السياسية بين الطرفين قريبا.
لكن إسرائيل تعتبر أن الولايات المتحدة هي الوسيط الحصري في صراعها مع الفلسطينيين، ولطالما رفضت وساطات أوروبية وأممية وروسية.
ففي حديث له مع قناة "سي إن بي سي" الأمريكية، في شهر أبريل/نيسان الماضي، نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علمه بأي مبادرة صينية للتوسط لإنهاء الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، قائلا: "لست على علم بأي عرض محدد من هذا النوع".
وأضاف نتنياهو: "انظر.. نحن نحترم الصين، ونتعامل مع بكين بشكل كبير. لكننا نعلم أيضًا أن لدينا تحالفا لا غنى عنه مع صديقتنا العظمى الولايات المتحدة".
aXA6IDMuMTQ1LjEwOC40MyA= جزيرة ام اند امز