مسيرة العودة.. حنين وأمل من وحي الحشود الفلسطينية
الهيئة التنسيقية لمسيرة العودة الكبرى أعلنت انتهاء اليوم الأول من فعاليات المسيرة، داعية للمزيد من الانتفاض في وجه الاحتلال.
فاضت الدموع في عيني الحاج الفلسطيني الثمانيني عبدالرحمن البردويل، وهو يشير للحشود التي تدفقت إلى مخيم العودة الذي أقيم شرق غزة ويقول: "بإذن الله ستكون بداية العودة".
وبصوت واهن وعزيمة قوية قال البردويل لـ"العين الإخبارية": "حرصت على أن أشارك لأكون قريباً من أرضنا التي احتلتها إسرائيل، وأبشركم شتان بين الأمس واليوم، ففي السابق هربنا، تحت بطش العصابات الإسرائيلية، ولكن اليوم الناس تدفقت كسيل بشري مهيب".
ورغم التهديدات الإسرائيلية، شارك مئات آلاف الفلسطينيين في مسيرة العودة الكبرى، وقصدوا 5 مخيمات أقيمت في نقاط التماس مع الاحتلال شرق القطاع.
راجعون
وجلس البردويل مع عدد آخر من الوجهاء في خيمة خصصت للوجهاء، فيما كان عشرات الآلاف يتجمعون في المخيم، وقال وهو يشير إلى مجموعة من الفتية والشبان الذين كانوا يندفعون إلى مسافة أقرب من السياج الحدودي: "في هؤلاء الأمل والمستقبل، إذا كان الاحتلال نجح في تهجيرنا، فلن ينجح مع هذا الجيل الذي لعله يستعيد حقوقنا المسلوبة.
وأمام خيمتها، شرق مخيم البريج، رفعت الحاجة أم محمد لافتة كتب عليها "راجعين إلى بلدنا كرتيا"، وقالت لـ"العين الإخبارية" إنها طلبت من أبنائها إحضارها للمشاركة، لتعيش أمل العودة الذي ورثته لأبنائها وأحفادها. وابتسمت بمحبة "الحق ما بضيع طالما وراه مطالب".
حب فلسطين
وتميزت المشاركة بالتنوع والحيوية بين الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، وحضرت التخصصات المختلفة.
وقال عماد إسليم، الناطق باسم مخيم العدة في خزاعة، إن المشاركة تنوعت بين فئات المجتمع، والجميع كان تحت راية العلم الفلسطيني.
وأضاف لـ"العين الإخبارية": "تنوعت فئات المجتمع المشاركة في مخيم العودة بمحافظة خان يونس، إلا أنَّ العامل المُشترك بينهم هو "حُب فلسطين" وحنينهم للعودة إلى أراضيهم المحتلة، حيث اختلفت التخصصات والوظائف واتفقت المفاهيم والوسائل".
وأقيمت عدة مباريات كرة قدم في الملاعب التي أقيمت خصيصاً في مخيمات العودة خاصة في ساعات الصباح، قبل أن تتطور الأمور بعد صلاة الجمعة إلى مواجهات ضارية مع الاحتلال.
رسالة دموية
وانتهى اليوم الأول من المسيرة، بحصيلة دامية، ووصف بأنه الأكثر دموية منذ عام 2014، وحصد 16 شهيداً وأكثر من 1416 جريحاً، بينهم 179 طفلاً و37 امرأة.
ورأى أحمد أبوأرتيمة، الناطق باسم المسيرة، أن الاحتلال حاول من خلال رسالته الدموية التي أرسلها، اليوم، بث الخوف والترهيب في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني، لثنيهم عن المواصلة في طريق يعلم خطورته الاستراتيجية عليه.
وأضاف "ردنا على ذلك هو أن حراكنا السلمي سيتواصل وميادين العودة الخمسة ستبقى حية حتى الخامس عشر من مايو/أيار".
مستمرون
وأعلنت الهيئة التنسيقية العليا لمسيرة العودة الكبرى، مساء الجمعة، انتهاء اليوم الأول من فعاليات مسيرة العودة الكبرى، داعية أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل عام 1948 والشتات للمزيد من الانتفاض والمواجهة في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
وقال رئيس اللجنة خالد البطش في مؤتمرٍ صحفي عقد، شرق غزة، مساء الجمعة، إن هذا اليوم هو البداية وسنواصل الاعتصام والتظاهر وندعو جماهير شعبنا لذلك وصولاً ليوم الزحف العظيم.
وأوضح أن اليوم السبت سيكون يوم الشهداء لمؤازرة ذوي الشهداء ودعم صمودهم، ولزيارة الجرحى، ودعا البطش الجماهير للمشاركة في المسيرات والعودة إلى ساحات الاعتصام والتخييم في الأماكن المحددة.
aXA6IDMuMTQ1LjEwMi4xOCA=
جزيرة ام اند امز