ما مخاطر تقييد إسرائيل دخول غاز الهيليوم الطبي لغزة؟
القرار يأتي في سياق إجراءات المحتل الرامية إلى تقويض العمل الصحي واستهداف الإنسان الفلسطيني، وسلبه أبسط حقوقه المكفولة دوليا.
تحت حجة الاستخدام المزدوج، فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قيودًا جديدة على دخول غاز الهيليوم الطبي إلى قطاع غزة، وهو ما حذرت وزارة الصحة الفلسطينية من تداعياته الخطيرة.
- مشهد مأساوي.. قنبلة غاز تصيب فلسطينيا في وجهه لينفث غازا ودما
- استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال بزعم محاولته التسلل لإسرائيل
منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، كميل أبوركن، أعلن في تصريح صحفي أنه تقرر تقييد دخول غاز الهيليوم إلى القطاع تنفيذا لتعليمات وزير الجيش أفيغدور لبيرمان.
المسؤول الإسرائيلي برر القرار بأن حركة حماس والفصائل الفلسطينية تستخدم الهيليوم "لأغراض إرهابية"، وخصوصا إطلاق البالونات الحارقة باتجاه مستوطنات غلاف غزة.
وهدد المنسق بمنع إدخال هذا الغاز إلى القطاع بشكل تام إذا استمر استخدامه، مضيفا أن "المسؤولية تقع على عاتق حركة حماس".
وتسببت عشرات الطائرات الورقية والبالونات الحارقة في إشعال آلاف الدونمات الزراعية في مستوطنات غلاف غزة، ملحقة خسائر فادحة، دون قدرة إسرائيلية فعلية على الحد منها، رغم التلويح باستهداف مطلقيها، وهو ما تكرر مرتين آخرها مساء الأربعاء، وسط قطاع غزة دون وقوع إصابات.
3000 مريض يواجهون الخطر
الناطق باسم وزارة الصحة بغزة، أشرف القدرة، نفى بشكل قاطع ادعاءات الاحتلال مبديا الاستعداد لأية رقابة دولية على مخزون الغاز في المستشفيات.
وحذر القدرة في حديثه لـ"العين الإخبارية" من أن تقييد دخول غاز الهيليوم للمستشفيات سيكون له تداعيات خطيرة على حياة المرضى، خاصة من هم بحاجة لخدمات الرنين المغناطيسي، ويزيد عددهم على 3000 مريض، يتلقون علاجا شهريا.
ورأى أن هذا القرار يأتي في سياق إجراءات المحتل الرامية إلى تقويض العمل الصحي واستهداف الإنسان الفلسطيني وسلبه أبسط حقوقه المكفولة دوليا، ومنها حق الوصول للخدمات الصحية.
وأشار إلى أن هذه المزاعم تأتي بعد الإدانة الدولية لاستهداف الاحتلال الطواقم الطبية التي نجم عنها استشهاد المسعفة روزان النجار وموسى أبوحسنين وإصابة أكثر من 200 آخرين، إلى جانب استهداف 43 سيارة إسعاف، وبالتالي "يبحث عن ذرائع لخلط الأوراق لقتل المزيد من المرضى وحرمانهم من العلاج".
استعداد للرقابة
وقال إن وزارة الصحة تنتهج سياسة الأبواب المفتوحة أمام جميع الجهات الدولية المختصة، داعيا منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر لتفنيد هذه المزاعم.
مصادر فلسطينية مطلعة نفت لـ"العين الإخبارية" بشكل قاطع استخدام غاز الهيليوم في إطلاق البالونات، مبينة أن الأمر يتعلق بمواد بدائية من الطبيعة ذات تكلفة شبه منعدمة، في حين أن تكلفة الغاز الطبي عالية جدا، فضلا عن عدم توفرها في السوق المحلية.
انتهاك متكرر بلا دليل
الباحث الحقوقي ياسر عبدالغفور، أكد لـ"العين الإخبارية" أن الاحتلال يمنع عشرات الأصناف من الدخول إلى غزة أو يقيد وصولها، بحجة الاستخدام المزدوج، مشددً على أن هذه الادعاءات لم يثبت صحتها، بدليل أن المواد التي منعت سابقا مثلا مواد البناء والأخشاب، لم تؤثر على عمل المقاومة.
وأضاف أن الاحتلال يتذرع بحجج واهية ليمارس العقوبات على الفلسطينيين ويزيد من معاناتهم، مشيرا إلى أن خطوة تقييد دخول الغاز خطيرة بشكل استثنائي كونها تمس حق المرضى في العلاج، وهو ما يمثل انتهاكا للحق في الصحة الذي كفلته المواثيق الدولية.
aXA6IDE4LjExNi4xMi43IA== جزيرة ام اند امز