صورة قبيل مقتلها.. استعدادات شيرين أبو عاقلة "للمهمة الأخيرة"
كانت بالموعد كالعادة، دقت ساعة العمل وكانت وجهتها مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، وهناك أجرت استعدادات التغطية الأخيرة.
شيرين أبو عاقلة التي فارقت الحياة، الأربعاء، متأثرة بإصابة بطلق ناري في رأسها أثناء تغطيتها لاقتحام الجيش الإسرائيلي مخيم جنين، بدأت يومها بذات الحماس الذي لم تفقده على مر السنين.
كانت موجودة في كل حدث بالأراضي الفلسطينية، وكانت اليوم تستعد لنقل أحداث جديدة؛ ارتدت زيها الصحفي الكامل وحملت معداتها، في روتين ضروري يجنبها ورفاقها الاستهداف حال وقوع مواجهات.
كانت خبيرة بالأرض، وصلت إلى منطقة الجابريات في المدينة عقب ورود خبر عن اقتحام منزل فيها، وكانت من أوائل الواصلين إلى المكان، برفقة الصحفي علي السمودي.
هناك، كانت هناك ثلة من الصحفيين، واقترح السمودي التقدم للتغطية بشكل جماعي، وفق ما روت الصحفية الفلسطينية شذى حنايشة في تصريحات إعلامية.
وبالفعل تقدمت أبو عاقلة رفقة 3 صحفيين، ثم توقف الجميع لأكثر من 5 دقائق لمنح الجنود الإسرائيليين وقتا للتعرف عليهم بصفتهم الصحفية، قبل أن يواصلوا التقدم مغتنمين فرصة عدم وجود إطلاق نار أو مواجهات.
لكن قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى حيث تربض الجيبات الإسرائيلية، أصيب سمودي ووقع على الأرض ثم زحف وابتعد عن جهة إطلاق الرصاص، حينئذ أدارت شيرين ظهرها وهي تصرخ "علي أصيب" فأصيبت ووقعت على الأرض.
وقعت أبو عاقلة لكنها لم تنج كما زميلها، بل غرقت في دماء إصابة لم تمهلها كثيرا لترديها جثة هامدة، وترحل بدوي ركز الأحداث والاهتمام بمحيطها.
استعدت أبو عاقلة ليومها الأخير كما يجب، قد تكون في قرارة نفسها تدرك حجم المغامرة والخطر في مهنتها، لكن من الصعب أن تكون استشرفت نهاية أليمة بتلك السرعة وفي هذا اليوم بالذات.
وتجمع فلسطينيون، اليوم، أمام منزلها في بيت حنينا بمدينة القدس، في انتظار وصول جثمانها لوداعها الأخير.
aXA6IDE4LjIyMS4xMDIuMCA= جزيرة ام اند امز