هل فلسطين ليست دولة؟
أعاد طلب حصول فلسطين على "عضوية كاملة" في الأمم المتحدة، جدلا – جديدا قديما – قبيل قرار مجلس الأمن بشأن سؤال: هل فلسطين دولة؟.
والإجابة ليست بسيطة، فتمتع فلسطين بصفة الدولة القادرة على نيل عضوية الأمم المتحدة، أمر محل نزاع حاليا بين خبراء السياسية والدبلوماسيين ومواقف الدول.
وتسود توقعات أن يصوت مجلس الأمن الدولي، غدا الجمعة، على مشروع قرار بشأن هذا الطلب، لكنه سيصطدم بحق النقض الأمريكي (الفيتو)، إذ ترى واشنطن أن الأمر يجب أن يتم عبر المفاوضات.
ما هي الدولة؟
ويقول تقرير سابق لشبكة دويتشه فيله الألمانية، إن هناك نظريتين حول مفهوم الدولة، النظرية التصريحية والأخرى التأسيسية.
ويقول المؤيدون للنظرية التصريحية إن الدولة يمكن اعتبارها كذلك، إذا استوفت التعريف المعلن في اتفاقية مونتيفيديو لعام 1933، التي تنص على أنه لكي يتم اعتبار الدولة دولة، يجب أن يكون للإقليم سكان بشكل دائم، وإقليم محدد، ولديها حكومتها والقدرة على الدخول في علاقات مع الدول الأخرى.
وتوضح الاتفاقية أن الوجود السياسي للدولة مستقل عن اعتراف الدول الأخرى، أي أنها تكون دولة حتى لو لم تعترف بها الدول الأخرى، طالما توافرت المتطلبات السابقة.
وهذا الأمر يؤدي إلى النظرية الثانية للدولة، أي النظرية التأسيسية، وعلى عكس اتفاقية مونتيفيديو، تنص على أنه لا يمكن اعتبار الدولة دولة، إلا إذا اعترف بها بقية دول العالم على هذا النحو.
فهل فلسطين بوضعها تناسب تعريف الدولة؟
وهذا ينقلنا إلى سؤال آخر: هل فلسطين بوضعها الحالي تناسب تعريف الدولة؟، وهنا تختلف آراء العلماء حول ما إذا كانت تتناسب مع التعريف القانوني للدولة.
فوفق اتفاقية مونتيفيديو، فإن فلسطين دولة، لكن من يجادلون ضد هذا الرأي يقولون إن أفضل أمل للفلسطينيين في المطالبة بالدولة يكون من خلال الاعتراف الدولي.
ومن شأن حصول فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، الاعتراف بها كدولة مستقلة، تتساوى في ذلك مع إسرائيل، وأي دولة أخرى.
ما الدول المعترفة بفلسطين دولة؟
تعترف غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، البالغ عددها 193 دولة بفلسطين كدولة، التي تتمتع حاليا بصفة مراقب في الجمعية العامة منذ 2012.
وللحصول على عضوية الأمم المتحدة، يتطلب الأمر أن يحظى طلب أي دولة بموافقة 9 على الأقل من أعضاء مجلس الأمن الدولي الـ15، وإذا استخدم أي من الأعضاء الخمسة دائمي العضوية حق النقض، فلن تتمكن الدولة من الانضمام.
والدول دائمة العضوية هي الصين وفرنسا والاتحاد الروسي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، ولا تعترف واشنطن وباريس ولندن بفلسطين كدولة، علما أن الاعتراف الخطوة التي تمنح الدولة مكتسبات قانونية وسياسية، محلية ودولية.
الخطوة القادمة
في هذا السياق، يقول الدكتور أيمن سلامة خبير القانون الدولي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن الفلسطينيين تقدموا بطلب رسمي عام 2011 للحصول على العضوية الكاملة، ولكن منذ هذا التوقيت لم يناقش مجلس الأمن الدولي هذا الأمر، ويصدر توصيته بالقبول أو الرفض.
وأضاف أنه منذ عام 2012 فإن فلسطين عضو في الأمم المتحدة، ولكن بصفة "مراقب"، بعد أن رقت المنظمة الدولية المركز القانوني لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى دولة مراقب، رغم الضغوط الأمريكية المختلفة وقتها.
ويرى خبير القانون الدولي أنه لن تصدر توصية من مجلس الأمن بعضوية فلسطين، لأن الأمر يتطلب عدم صدور "فيتو" ضد القرار، وهو ما لن يحدث، في ظل وجود واشنطن على الأقل.
ومنذ توقيع اتفاقات أوسلو بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية في أوائل التسعينيات، لم يُحرز تقدم يذكر باتجاه إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
ويجمع عدد كبير من الدول على أن حل الدولتين، عبر إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، المخرج الأمثل لإنهاء جانب كبير من الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.