«زحف المليون».. خطة إسرائيلية لـ«قتل» الدولة الفلسطينية
وسط حديث عن مستقبل غزة، يبدو وزير إسرائيلي متطرف، أكثر تركيزًا على الضفة الغربية، وكيفية الحيلولة دون قيام دولة فلسطينية بها.
إذ كشف وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريش، محاولات وجهود "سرية" من أجل تعزيز سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية وضمها رسميا من دون رجعة، بحسب ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، وشبكة "سي إن إن" الأمريكيتين.
ويستند معدو التقارير إلى تسجيل خطاب ألقاه وزير المالية الإسرائيلي في التاسع من يونيو/حزيران الجاري، وتحدث فيه عن جهود "السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية".
الهدف الذي رسمه سموتريش لهذه الخطة، هو "منع الضفة الغربية من أن تصبح جزءا من دولة فلسطينية".
وعن محتوى الخطة، قال سموتريتش في التسجيل الصوتي، إن "السبيل لمنع قيام دولة فلسطينية من شأنها أن تعرض دولة إسرائيل للخطر، هو تطوير المستوطنات اليهودية".
وأضاف "الهدف هو تغيير الحمض النووي للنظام (في الضفة الغربية) لسنوات عديدة".
وأكد مكتب سموتريتش، الجمعة، إلقاء الخطاب في فعالية حول الاستيطان اليهودي في وقت سابق هذا الشهر.
نظام جديد
ووفق التسجيل الصوتي، قال سموتريتش: "بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، أصبح هناك إجماع في المجتمع الإسرائيلي.. المسار هو تطوير المستوطنات، ونحن نركز على القيام بعمليات هيكلية واسعة النطاق، من شأنها أن تؤدي إلى قيام دولة إسرائيل بتطوير المستوطنات بطريقة منظمة".
وتابع "تم إنشاء نظام مدني منفصل للضفة الغربية، حتى مع استمرار وزارة الدفاع في السيطرة على المنطقة".
سموتريتش قال أيضا: "لقد أنشأنا نظاما مدنيا منفصلا، يوجد مكتب داخل وزارة الدفاع. يوجد وزير هناك"، موضحا: "توجد إدارة هناك، إنها مثل المكتب، وهناك رئيس تنفيذي للإدارة، يتم قبوله كرئيس تنفيذي لمكتب حكومي، ويوجد نظام كامل داخل الإدارة".
كما تحدث الوزير المتطرف عن سلطات التخطيط الواسعة للوزير والإدارة، واحتمال تطوير أنظمة النقل الجماعي والطرق في الضفة الغربية، على مدى السنوات القليلة المقبلة لتشجيع الاستيطان هناك.
وعلق على هذه التطورات، قائلا: "هذه ثورة: هكذا تجلب مليون شخص إلى (يهودا والسامرة)"، مستخدما المصطلح الذي يصف به العديد من الإسرائيليين، الضفة الغربية.
وفي الخطاب الذي استغرق نصف ساعة، قال سموتريتش إنه تمكن من "إقناع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو بإنشاء إدارة مدنية في الضفة الغربية".
ولم يعلق مكتب نتنياهو على هذه الخطة حتى الساعة.
قيد التنفيذ
صحيفة نيويورك تايمز قالت بدورها، إن بعض أجزاء خطة سموتريتش، يبدو أنها قيد العمل بشكل تدريجي على مدى الأشهر الـ18 الماضية، إذ تم نقل بعض الصلاحيات إلى السلطات المدنية الإسرائيلية.
وتسيطر إسرائيل على العديد من المناطق في الضفة الغربية منذ احتلالها في عام 1967، وقامت بتوطين أكثر من 500 ألف مدني إسرائيلي، يخضعون للقانون المدني الإسرائيلي، إلى جانب ما يقرب من 3 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية يخضعون للقانون العسكري الإسرائيلي، وفق نيويورك تايمز.
ورغم تزايد الضغوط الدولية لإعلان الدولة الفلسطينية والاعتراف بها، إلا أن تعليقات وتحركات سموتريش تشير إلى أن إسرائيل تعمل بهدوء على إحكام سيطرتها على الضفة الغربية وتجعل من الصعب عليها الانفصال عن السيطرة الإسرائيلية، بحسب الصحيفة ذاتها.
كما أن محاولات إسرائيل السيطرة على الضفة الغربية، تتزامن مع جدل دائر في تل أبيب حول مستقبل غزة، وسط مطالبات من ممثلي اليمين المتطرف في الحكومة، بالسيطرة على القطاع بعد الحرب الجارية حاليا.