غزة.. تصعيد "يقصف" أحلام عروس
حكايات من الوجع تتناثر بين ركام المنازل المدمرة في غزة، وأحلام وردية تتحول إلى كوابيس في ظل استمرار التصعيد بالقطاع.
تختنق العبرات في عيني هبة حرز الله، وهي ترقب كومة ركام هي كل ما تبقى من منزلها الذي كان حتى سويعات عامرا بالحياة والذكريات، وجهاز عرسها الذي استغرقت عدة أشهر لشرائه.
هبة؛ العروس مع وقف التنفيذ، حلمت بعرس استثنائي كانت تستعد لإقامته بعد أيام من عيد الفطر، قبل أن يبتر التصعيد والقصف حلمها لتستيقظ على وقع كابوس بفصول مستمرة لليوم التاسع على التوالي.
مع خطيبها مهند النواتي تجول حول المنزل المدمر، يلفهما الصمت فيما تروي ملامحهما حكاية وجع باتت متكررة.
"هنا الأحلام والذكريات، جهازي استغرقت عدة أشهر لشرائه".. هكذا تقول هبة قبل أن تشيح بوجهها لتخفي دموعها.
"5 دقائق وعليكم الإخلاء وإبلاغ الجيران".. كان ذلك الأمر من الجيش الإسرائيلي عبر الاتصال المشؤوم على العائلة في الخامسة من فجر الثلاثاء.
تتساءل والدة هبة: "كيف يمكن أن تخلي بيتا وتوقظ أطفال ونساء في 5 دقائق ثم تبلغ الجيران وتبتعد؟، مضيفة: "خرجنا ونحن في حالة خوف لا ندري بأي شارع نسير، وبعد أن سرنا مسافة تذكرنا أننا نسينا طفلا في السادسة من عمره، فاضطر والده لإحضاره وكان يبكي عند باب البيت".
وتابعت لـ"العين الإخبارية": "خرجنا بخوف ولم نستطيع أن نأخذ شيئا، كل شيء راح بما في ذلك جهاز بنتي العروس التي كنا نتجهز لزفافها بعد أيام".
دقائق بعد ذلك حتى انهمرت الصواريخ لتدمر بناية كحيل ومحيطها، ويتحول منزل عائلة العروس إلى كومة من الأطلال.
مرارة بالغة يشعر بها والد هبة، فعقود من الذكريات والأيام الممتزجة بالحب والحزن والفرح دفنت دون أي مبرر بسبب القصف الإسرائيلي.
وقال: "كنا نستعد بعد 8 أو 10 أيام لزفاف ابنتنا بعد أن اكتملت تجهيزاتها التي استغرقت في شرائها 8 أشهر، فكل لباس وبنطال وبلوزة لها حكاية وذكرى".
وأضاف لـ"العين الإخبارية": "اليوم لا ندري كيف سنستقبل ابنتنا من هنا وكيف سنزفها عبر هذه الأطلال، وكأنه ليس من حقنا الفرح".