عائلة فلسطينية تحارب كورونا بـ"الكاراتيه"
مدرب الكاراتيه خالد شيخ العيد يواصل تدريباته وأفراد عائلته للكاراتيه من فوق سطح منزله بمحافظة رفح جنوب قطاع غزة متحديا فيروس كورونا
مع استمرار حالة الإغلاقات في قطاع غزة لتفادي انتشار فيروس كورونا، لم يسلم مدرب الكاراتيه خالد شيخ العيد بالأمر الواقع، بل فرض واقعاً جديداً ليواصل تدريباته وأفراد عائلته لفن القتال الكاراتيه من فوق سطح منزله بمحافظة رفح جنوب قطاع غزة.
وواصل العيد تدريب أسرته في الهواء الطلق، مرسلاً رسائل التحدي، والإقبال على الحياة، وعدم الرضوخ للعزلة والحجر المنزلي دون طائل.
يقول المدرب الدولي خالد شيخ العيد، 52 سنة، وهو أستاذ مادة الإحياء في إحدى مدارس محافظة رفح جنوب قطاع غزة: "اخترت سطح منزلي لمواصلة التدريبات اليومية مع أفراد أسرتي الخمسة بعد إغلاق مركز التدريب الرسمي بسبب فيروس كورونا، لكي لا نفقد حيوية التدريبات، ولتقوية جهاز المناعة، ومواصلة برنامج التدريب المعتاد".
وأضاف خلال حديثه لـ"العين الإخبارية" أنهم بدأوا فور الإعلان عن إغلاق المراكز والمنشآت والمؤسسات المحلية، بفرش سطح المنزل بالفلين المقوى، وارتداء الكمامات والقفازات الواقية، ونتبع إرشادات التعقيم والتطهير كما هو منصوص عليه من قبل وزارة الصحة".
وتابع شيخ العيد: "رغم أن المركز كان يقوم بتدريب 80 شابا وصبية في فترات مختلفة، وإغلاقه شكل حالة من الانزعاج، ولكننا نتفهم الظروف الكونية للحد من عدوى كورونا، وهذا إن سبب لنا خسارة مادية فبفضل التدريبات فوق السطح حافظنا على لياقتنا واكتسبنا المزيد من فنون القتال".
ولدى شيخ العيد أسرة مكونة من 8 أفراد جميعهم يتدربون، ذكوراً وإناثا، والبنات حصلن على أحزمة في الكاراتيه.
كسر الملل
وشارك خالد شيخ العيد في العديد من البطولات العربية والمحلية، وشغل منصب رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الفلسطيني للكاراتيه في قطاع غزة، وقام بتحكيم مئات البطولات في قطاع غزة، وشهد تخريج العشرات من الأبطال الذين حصلوا على أحزمة في الكاراتيه.
وقال شيخ العيد: "رغم تفشي وباء كورونا، فإننا نغذي أرواحنا بقوة أجسادنا، ونبعث إلى الناس أجمعين أن يتغلبوا على الحجر بممارسة الرياضة، ولو في ركن متواضع لكسر الملل وكسب المناعة المطلوبة لمواجهة هذا الوباء".
وعن الدعم الحكومي والمؤسساتي لتدريب هذا الفن يؤكد شيخ العيد عدم توفير أي نوع من الدعم إلا ما قل من خلال الاتحاد الفلسطيني للكاراتيه وتخدم فئة الناشئة فقط.
الطفولة الناعمة
هديل خالد شيخ العيد 21 سنة الحائزة على الحزام البرتقالي، تقول: "لم نضيع البوصلة بل فور الإعلان عن إغلاق مركز التدريب قررنا أن نواصل تدريباتنا في الهواء الطلق، وأشجع بنات جيلي أن يمارسن الرياضة، وعدم النوم ومشاهدة التلفاز، واللعب بالمحمول، فالرياضة تعطي طاقة وقدرة على التحدي، ومواصلة الحياة الطبيعية، وأمنيتي أن أصبح مثل أبي مدربة دولية لفن الكاراتيه".
أما وائل خالد شيخ العيد، 19سنة، الحائز على الحزام الأسود، فيقول لـ"العين الإخبارية" إن رسالته للشباب أن يجتهدوا في ممارسة الرياضة أي نوع منها، ولا يستسلموا لحالة الانتظار والبحث عن ذرائع لإهمال الحياة بمعانيها النبيلة، فالحياة تمنح مرة واحدة للإنسان، فلتكن فرصة نافعة.
بالقفازات والكمامات عائلة بأكملها تنتشر تحت السماء في الهواء الطلق، وأمامها رب أسرتها يطلق عبارات خاصة بفن القتال ليتحركوا أماماً ويعودوا خلفاً على نسق واحدٍ وأذرعهم تعطي الأمل بأن العالم القوي لا تهزمه أوبئة عابرة.
مع صيحات التدريب كان الناطق باسم الحكومة الفلسطينية يقرأ إيجازه اليومي عن وباء كوفيد 19، ويؤكد أن عدد الإصابات في الأراضي الفلسطينية وصل إلى 323 حالة، ويطالب بضرورة الالتزام في المنازل، لضمان السلامة وكبح جماح الفيروس المستعر.