قيادات فلسطينية: الدعم السعودي أبرز عوامل صمود المقدسيين بوجه الاحتلال
الحكومة السعودية قدمت على مدار عشرات السنين دعما ضخما للقضية الفلسطينية، وهذا نابع من دورها الكبير في خدمة مقدسات الأمة وأهلها
أشاد مسؤولون فلسطينيون بالدعم السعودي لقضية بلادهم، الذي اعتبروه أبرز عوامل صمود المقدسيين في وجه مشاريع وسياسات الاحتلال التهويدية، رافضين أي مزايدة على موقف الرياض تجاه الشعب الفلسطيني.
- عريقات: موقف السعودية من فلسطين لا يحتاج شهادة من أحد
- 4 مليارات دولار.. السعودية أكبر مانح فردي لحكومة فلسطين
وقال عدنان الحسيني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومسؤول ملف القدس فيها، لـ"العين الإخبارية" "المملكة العربية السعودية دائما ومنذ البدايات تقدم كل الدعم للشعب الفلسطيني وملتزمة بذلك".
ورفض الحسيني الاتهامات التركية التي زعمت أن الرياض تضغط على الفلسطينيين لتقديم تنازلات في قضية القدس.
وأشار إلى أنه في آخر زيارة للرئيس الفلسطيني محمود عباس جدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تأكيد موقف المملكة وقيادتها لفلسطين وقضيتها.
مواجهة مشاريع الاحتلال
وأوضح أن السعودية دائما تقدم الدعم المالي المباشر للسلطة الفلسطينية بخلاف دول كثيرة، فضلا عما تقدمه عبر البنك الإسلامي للتنمية لقطاعات التعليم والصحة والمقدسات في القدس.
ونوّه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بأهمية الدعم الذي تقدمه المملكة للمشاريع الحيوية، والتي تسهم في دعم صمود المقدسيين في وجه مشاريع الاحتلال التهويدية وسياساته.
وأكد أن الدعم السياسي والمالي السعودي الكبير ليس غريباً على المملكة صاحبة الأيادي البيضاء في العالمين العربي والإسلامي.
وأضاف الحسيني "لا أحد يستطيع أن ينكر دورها (السعودية) المهم في دعم فلسطين والقدس.. هذا الدعم لم يتراجع يوما رغم كل محاولات إسرائيل، وحلفائها للتأثير على قدرة المقدسيين في الصمود".
وأكد أن المقدسيين أثبتوا صمودهم وهو صمود تفتخر به الأمة، لافتا إلى أن القدس تهم كل العالم العربي والإسلامي لذلك مطلوب استمرار حشد الدعم لها، لأن السلطة الفلسطينية لا تستطيع تغطية كل الاحتياجات لمواجهة الاحتلال الذي يضخ مليارات الدولارات سنويا في إطار حربه السافرة.
وشدد على أن القدس في حاجة للدعم المالي والسياسي والاقتصادي والإعلامي وجميع أشكال المساندة في مواجهة مشاريع التهويد الإسرائيلية.
وجدد التأكيد على أن القدس الشرقية جزء أصيل من أراضي عام 1967، وهي عاصمة الدولة الفلسطينية المعترف بها من 146 دولة ولا يمكن أن تغير إجراءات الاحتلال الاسرائيلي وسياساته من هويتها العربية الإسلامية.
اهتمام كبير
من جهته، قال ناصر الهدمي، رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد "همة"، إن الحكومة السعودية قدمت دعما ضخما للقضية والشعب الفلسطيني على مدار العقود الماضية انطلاقا من دورها الكبير في خدمة مقدسات الأمة وأهلها.
وأكد الهدمي لـ"العين الإخبارية" أن الاهتمام السعودي الكبير بمدينة القدس والمقدسات شهد زيادة في الآونة الأخيرة، "وهذا موقف يسجل لها في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر".
ورفض الهدمي الاتهامات التركية المجانية، مبينا أن دعم أنقرة للقدس يبحث عن مصلحة الأتراك ومحاولة إيقاظ الشعور بالإمبراطورية العثمانية في المنطقة عبر المدينة المقدسة.
لا تحتاج إلى شهادة أحد
والخميس، رفض صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الاتهامات التركية للمملكة العربية السعودية، مثمنا مواقفها تجاه القضية الفلسطينية.
وقال عريقات في تصريحات لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية "إن السعودية تدعم مواقفها تجاه فلسطين والقدس من خلال ثقلها السياسي والديني".
وردّ على المزعم التركية، قال عريقات "إن مواقف السعودية تجاه قضية فلسطين لا تحتاج إلى شهادة أحد".
أكبر مانح فردي
وعززت المملكة العربية السعودية دورها في تقديم المنح والمساعدات المالية للحكومة الفلسطينية خلال العام الجاري، لتثبت اسمها كأكبر مانح فردي وفق البيانات الرسمية.
وحسب بيانات الميزانية الصادرة عن وزارة المالية الفلسطينية، الأحد، بلغ إجمالي الدعم العالمي لموازنة الحكومة الفلسطينية، منذ مطلع 2019 حتى نهاية أغسطس/آب الماضي نحو 1.430 مليار شيكل (406 ملايين دولار).
وشكلت المنح والمساعدات المالية السعودية للميزانية الفلسطينية العامة نحو 470 مليون شيكل (133.52 مليون دولار)، بنسبة 32.8% من إجمالي المنح العالمية للحكومة الفلسطينية حتى نهاية الشهر الماضي.
وبعد وقف الولايات المتحدة الأمريكية دعمها للحكومة الفلسطينية منذ 2017، والتي كانت تخصصها لتمويل الموازنة بمتوسط سنوي 250-300 مليون دولار سنوية، أصبحت السعودية أكبر مانح فردي للسلطة الفلسطينية.
ومنذ تأسيس السلطة الفلسطينية في 1993 حتى نهاية 2018 بلغ إجمالي الدعم السعودي للفلسطينيين أزيد من 4 مليارات دولار أمريكي، حسب دراسة أعدها المجلس الفلسطيني للتنمية والإعمار - بكدار (شبه حكومي).
وخلال العام الماضي 2018، بلغ الدعم السعودية للسلطة الفلسطينية نحو 222 مليون دولار أمريكي وفق أرقام "بكدار".
ومنذ سنوات، تلتزم الحكومة السعودية بتقديم دعم شهري لفلسطين بمتوسط شهري يبلغ 20 مليون دولار، تشكل نسبته أكثر 30% من مجمل الدعم الشهري للخزينة الفلسطينية، بحسب بيانات الميزانية الحكومية.
وفي الوقت الذي تراجعت فيه المنح الخارجية الفلسطينية منذ 2013، من متوسط 1.1 مليار دولار أمريكي سنويا، حافظت السعودية على استقرار ضخ مساعداتها للجانب الفلسطيني دون توقف وفق الأرقام الرسمية الفلسطينية.
aXA6IDE4LjIyMi4xMTMuMTM1IA== جزيرة ام اند امز