في رمضان.. تاجر فلسطيني يلغي ديون عشرات المزارعين
في شهر رمضان، اختار تاجر فلسطيني أن يفرج كربات عشرات المزارعين المدينين له بإعفائهم من كامل ديونهم التي بلغت قيمتها 1.2 مليون دولار.
وعبر صفحته على موقع "فيسبوك" جاء الإعلان الأول عن مبادرة رجل الأعمال الفلسطيني محمد ضهير (40 عامًا)، وهو تاجر صيصان وأعلاف وأدوية، معلنا أنه تنازل عن ديونه البالغة 4 ملايين شيكل (الدولار 3.3 شيكل) وهي مبالغ مستحقة على عدد كبير من مربي الدواجن والمزارعين، وجاء العفو بمناسبة شهر رمضان المبارك.
وقال: “أنا مسامحهم بكامل قواي العقلية من كل ما هو متراكم عليهم، ولا أريد منهم سواء الدعاء لي بالخير”.
وفي حديثه لـ"العين الإخبارية" عبر ضهير عن سعادته وارتياحه لهذه المبادرة التي جاءت لتلامس الأوضاع الصعبة التي يمر بها مربو الدواجن نتيجة الخسائر المتراكمة التي تعرضوا لها.
وأكد أنه قرر العفو عن هذه الديون في شهر رمضان المبارك لوجه الله تعالى عن مجموعة مزارعين أعزاء لا يستطيعون سداد ديونهم نتيجة للحصار الشديد والأوضاع المأساوية التي يعيشها قطاع غزة.
وتزود شركة الدواجن التي يملكها ضهير الذي يقطن في رفح جنوب قطاع غزة، عشرات المزارعين بالصيصان والأعلاف والأدوية، على أن يسددوا لها قيمة ذلك بعد بيع الدجاج من مزارعهم.
وتراكمت مبالغ كبيرة على هؤلاء نتيجة خسائر هائلة تعرضوا لها لأسباب متعددة أغلبها نتيجة الموت وانخفاض الأسعار في ظل الوضع الاقتصادي المتردي بقطاع غزة.
وأشار ضهير إلى أن الديون التي سامح بها عبر عقود تنازل رسمية وليس مجرد كلام، تراكمت خلال 3 سنوات على 115 مزارعا بسبب تدهور الوضع الاقتصاد وما سببه من تدني أسعار الدواجن في غزة.
وبيّن أن نظام المزارع القديمة (تربية على الأرض والافتقار لعوامل الصحة والوقاية) تؤدي لنفوق الصيصان، مشيرا إلى غياب الدعم الدولي أو المحلي للمزارعين أو التعويض الحكومي عن خسائرهم المتراكمة.
وقال: "لذلك كله ولأن معظم هؤلاء باتوا مسجونين او مطاردين للتجار ولان وضعهم الاقتصادي انهار تماما ولم يعودوا يملكوا أي مبلغ من المال قررت إسقاط الديون عن المزارعين وسلمتهم أمس الخميس مخالصات رسمية".
وأضاف "أسقطت ديني لأنني كنت مزارعا مثلهم، وكنت أعيش معاناة الخسارة الباهظة ولا أجد من يقف إلى جانبي لذلك أخذت قراري بالوقوف إلى جانبهم بهذا الشكل".
وتابع "عندما رأيت فرحتهم بعد تنازلي عن الديون كانت فرحتي أكبر بفرحتهم وانفراج هذا الهم الثقيل عنهم".
وأشار إلى أن عددا من هؤلاء مسجونون حاليا نتيجة قضايا من تجار آخرين، وحث الجميع أن يبادروا لهكذا مبادرات تقديرا لوضع المزارعين من ناحية وكسبا للأجر في الشهر الفضيل من ناحية ثانية.
ولقيت مبادرة التاجر ضهير ترحيبا واسعا في أوساط المدينيين وإشادة كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي.
aXA6IDMuMTM5LjIzNi45MyA= جزيرة ام اند امز