اليوم التالي بغزة.. مسؤول فلسطيني يكشف لـ«العين الإخبارية» تفاصيل اجتماع الفصائل بالقاهرة

بينما تترقب الأنظار انتهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، تلوح في الأفق مرحلة جديدة من التحركات السياسية تقودها القاهرة لبلورة «اليوم التالي» في القطاع.
وبرزت تحركات فلسطينية داخلية لإعادة ترتيب المشهد، في ظل إدراك متزايد بأن ما بعد الحرب لن يشبه ما قبلها.
وفي هذا السياق، كشف مسؤول فلسطيني لـ«العين الإخبارية» عن اجتماع مرتقب للفصائل الفلسطينية في العاصمة المصرية، لمناقشة مستقبل غزة.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية، واصل أبويوسف، إن من المرتقب أن تستضيف مصر، عقب انتهاء الحرب، اجتماعًا للفصائل الفلسطينية لمناقشة «ترتيبات اليوم التالي في غزة، والذي لن يكون سوى يوم فلسطيني»، على حد تعبيره.
- 3 أعوام على حرب غزة.. كيف انتشر الدمار كالنار في الهشيم؟
- ترامب يكشف تفاصيل الانسحاب الإسرائيلي الأول من غزة
وأشار أبويوسف، في حديث خاص لـ«العين الإخبارية»، إلى أن الاجتماع المرتقب في القاهرة سيضم جميع الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، مؤكدًا أن «القاهرة هي الأكثر قبولًا داخل الساحة الفلسطينية لتنظيم حوار وطني شامل وبحث مستقبل غزة، وهو أمر يحظى بترحيب واسع».
قضايا شائكة على الطاولة
ولم يستبعد المسؤول الفلسطيني أن يتناول الاجتماع المرتقب عددًا من القضايا الجوهرية، أبرزها: مستقبل غزة، ومتطلبات التعافي بعد الدمار الواسع الذي خلّفه القصف الإسرائيلي، وسبل إنقاذ أبناء الشعب الفلسطيني عبر تسريع إدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية العاجلة، وفك الحصار، وبدء عملية إعادة الإعمار، وهي مهام تتطلب توحيد الصفوف وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني.
وأضاف أن اللقاء يأتي امتدادًا لاجتماعات سابقة استضافتها القاهرة، جرى خلالها التشاور مع الأشقاء المصريين حول تشكيل لجنة إدارية لإدارة القطاع ضمن إطار الحكومة الفلسطينية ومنظمة التحرير، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.
وفي هذا السياق، ثمّن الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية الموقفين المصري والأردني الرافضين لمخططات التهجير، قائلاً إن «القاهرة وعمّان أفشلتا تلك المخططات بوضوح، بدليل استبعاد الإدارة الأمريكية لمسألة التهجير من خطتها بشكل كامل».
كما رحّب أبو يوسف برد حركة حماس على خطة ترامب، معتبرًا أن «الرد قطع الطريق أمام إسرائيل وسحب ذرائعها لاستمرار العدوان»، ورأى أن «موقف حماس يمكن البناء عليه لتهيئة الأجواء وترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني».
من جانبه، قال الدكتور سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن «القاهرة ستسعى إلى لمّ شمل الفصائل الفلسطينية لتخفيف حدة الانقسامات بعد فترة عصيبة من التباينات الداخلية».
وأضاف أن «قادة دول عربية وإسلامية وافقوا مؤخرًا على خطة الرئيس الأمريكي التي تتضمن إنشاء هيئة إشراف دولية لقطاع غزة (جيتا) خلال المرحلة الانتقالية، لن تكون الفصائل الفلسطينية جزءًا منها، ولن يكون لحركة حماس أي دور فيها».
ومساء الإثنين الماضي، عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته لإنهاء الحرب المتواصلة منذ عامين في قطاع غزة، متحدثًا عن إنشاء هيئة إشراف دولية تُعرف باسم «مجلس السلام»، تضم شخصيات وقادة عالميين من بينهم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
وأوضح ترامب أن «مجلس السلام» سيكون مسؤولًا عن تشكيل حكومة في غزة بمشاركة فلسطينيين وغيرهم، مشيرًا إلى أن الهدف هو إشراف دولي مباشر على إدارة القطاع وإعادة بناء مؤسساته بعد الحرب.
وتندرج هذه الخطة ضمن المبادرة التي طرحها ترامب خلال اجتماعه مع قادة دول عربية وإسلامية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وتشمل أيضًا وقفًا فوريًا للعمليات العسكرية، وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين خلال 48 ساعة.
ووفقًا لوثيقة الخطة، التي تحمل اسم «الهيئة الدولية الانتقالية لقطاع غزة (جيتا)» والمكونة من 21 صفحة، فإن الهيئة ستدار من قبل مجلس دولي متعدد الأطراف.
عوائق «ترتيب البيت»
لكن غطاس استبعد أن يسفر اجتماع الفصائل المرتقب عن نتائج ملموسة بشأن إنهاء الانقسام، موضحًا أن «السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية تشددان على أن أي اجتماعات مقبلة يجب أن تتم وفق معايير محددة، أهمها الاعتراف بمنظمة التحرير ممثلًا شرعيًا ووحيدًا، والالتزام بقراراتها والاتفاقات الدولية المعترف بها، وهي أمور ما تزال ترفضها حركة حماس».
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان السبت، أن القاهرة «ستستضيف وفدين من إسرائيل وحركة حماس يوم السادس من أكتوبر الجاري، لبحث توفير الظروف الميدانية وتفاصيل عملية تبادل الأسرى الإسرائيليين والفلسطينيين طبقًا لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أملاً في وضع حد للحرب في غزة ووقف معاناة الشعب الفلسطيني التي استمرت لعامين متصلين».
وأكدت الوزارة أن هذه المشاورات تأتي «في إطار الجهود المبذولة للبناء على الزخم الإقليمي والدولي الذي تحقق عقب طرح خطة الرئيس الأمريكي لوقف الحرب في قطاع غزة».
كما كشف قيادي في حركة حماس لوكالة «فرانس برس» اليوم أن مصر «ستبدأ قريبًا التحضيرات والدعوة لاستضافة ورعاية حوار فلسطيني شامل حول الوحدة الوطنية ومستقبل غزة، بما في ذلك إدارة القطاع من خلال لجنة أو هيئة مستقلة من الكفاءات لإدارة المرحلة المؤقتة إلى حين توحيد السلطة في جميع الأراضي الفلسطينية».
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjEg جزيرة ام اند امز