الرئيس الفلسطيني يحمّل واشنطن مسؤولية ما يجري في غزة
حمّل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الجمعة، الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية ما يجري في غزة.
وقال عباس (87 عاما) في مقابلة مع وكالة "رويترز" بمكتبه في رام الله، إن "الولايات المتحدة الأمريكية تدعم إسرائيل بشكل كامل وتتحمل المسؤولية عما يجري في قطاع غزة وهي القوة الوحيدة القادرة على أن تأمر إسرائيل لوقف هذه الحرب".
وتابع أن واشنطن "لا تفعل ذلك (إجبار إسرائيل على وقف الحرب)". ووصف واشنطن بأنها "شريكة لإسرائيل".
ومضى قائلا "منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي (حيث شنت حماس هجوما مباغتا على إسرائيل) أجريت اتصالات ولقاءات مع أكثر من رئيس دولة ورئيس وزراء وكبار المسؤولين من أمريكا والدول الغربية من أجل وقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة ومنع تهجير الموطنين".
واستطرد "أنا ضد تهجير مواطن واحد سواء من قطاع غزة أو الضفة".
طالب الرئيس الفلسطيني بوقف فوري للحرب على غزة وعقد مؤتمر دولي للسلام للتوصل لحل سياسي دائم يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.
قال عباس إن الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين بشكل عام وصل إلى مرحلة تنذر بالخطر وتتطلب مؤتمرا دوليا وضمانات من القوى العالمية.
وإلى جانب الحرب التي تخوضها إسرائيل مع حماس في غزة، قال إن القوات الإسرائيلية كثفت هجماتها في كل مكان بالضفة الغربية المحتلة منذ العام الماضي مع تصعيد المستوطنين للعنف ضد البلدات الفلسطينية.
وأكد عباس موقفه الثابت لصالح التفاوض بدلا من المقاومة المسلحة لإنهاء الاحتلال الذي طال أمده.
وقال: "أنا مع المقاومة السلمية الشعبية.. وأنا مع المفاوضات، وأن يكون هناك مؤتمر دولي للسلام برعاية دولية والذي يجب أن يقود إلى حل بحماية دولية يقود إلى دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشريف".
وكان عباس يتحدث في الوقت الذي كثفت فيه إسرائيل هجماتها على غزة. وفي شهرين من الحرب، قتلت إسرائيل أكثر من 17 ألف شخص، وأصابت 46 ألفا آخرين، وأجبرت نحو 1.9 مليون شخص على النزوح، أكثر من نصفهم يلجؤون الآن إلى مناطق في وسط غزة أو بالقرب من الحدود المصرية.
وقال مسؤول أمريكي كبير، إن فكرة عقد مؤتمر دولي نوقشت بين مختلف الشركاء، لكن المقترح لا يزال في مرحلة مبكرة للغاية.
وتابع المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن "هذا هو أحد الخيارات العديدة المطروحة على الطاولة التي سندرسها نحن وآخرون بعقل متفتح، لكن لم يتم اتخاذ قرار بشأن ذلك".
وشنت إسرائيل حملتها للقضاء على حركة حماس التي تحكم قطاع غزة بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة، وفقا لإحصائيات إسرائيلية.
وأوضح عباس أنه على أساس اتفاق دولي ملزم، سيعمل على إحياء السلطة الفلسطينية وتنفيذ الإصلاحات التي طال انتظارها وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
ولفت إلى أن السلطة الفلسطينية التزمت بجميع اتفاقيات السلام الموقعة مع إسرائيل منذ اتفاقات أوسلو عام 1993 والتفاهمات التي تلت ذلك، لكن إسرائيل تراجعت عن تعهداتها بإنهاء الاحتلال.
وأشار عباس إلى أن "الولايات المتحدة الأمريكية تخبرنا أنها تدعم حل الدولتين، وأنها ترفض أن تحتل إسرائيل قطاع غزة أو تقتطع أي جزء من أراضيه أو تكون لها سيطرة أمنية على قطاع غزة".
وأردف قائلا "أمريكا لا تجبر إسرائيل على تنفيذ ما تقوله".
وأضاف أن السلطة الفلسطينية لا تزال حاضرة في غزة كمؤسسة، ولا تزال تدفع رواتب ونفقات شهرية تقدر بنحو 140 مليون دولار للموظفين والمتقاعدين والأسر المحتاجة. وأضاف أن السلطة الفلسطينية لا يزال لديها ثلاثة وزراء موجودون في غزة.
وقال عباس "نحن بحاجة إلى إعادة تأهيل السلطة وبحاجة إلى دعم دولي كبير" للعودة إلى القطاع.
وتابع "غزة اليوم ليست غزة التي تعرفونها. غزة مدمرة، المستشفيات مدمرة والمدارس مدمرة والبنية التحتية مدمرة لم يبق شيء. غزة بحاجة إلى إمكانيات تمويل لإعادة الإعمار".
aXA6IDMuMTUuMTIuOTUg جزيرة ام اند امز