الحكومة الفلسطينية: على حماس تسليم قطاع غزة دفعة واحدة
تدخل مصري حال دون اتخاذ القيادة الفلسطينية قرارات بشأن غزة بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء رامي الحمد الله
طالبت الحكومة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، حركة "حماس" بتسليم قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية دفعة واحدة، مؤكدة استعدادها للقيام بمسؤولياتها في القطاع بشكل كامل.
وجاء طلب الحكومة بعد ساعات من إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن على حماس تسليم المسؤولية كاملة في قطاع غزة إلى السلطة أو تتسلمها هي.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ"العين الإخبارية" إن القيادة الفلسطينية كانت ستتخذ سلسلة قرارات بشأن قطاع غزة، مساء أمس، لولا تدخل مصري.
ورجحت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طلب من الرئيس عباس في اتصال هاتفي ، أمس، عدم التسرع باتخاذ قرارات والتريث لإفساح المزيد من الوقت للحراك المصري.
وتوقعت المصادر أن يكثف الجانب المصري حراكه للحصول على إجابة من "حماس" على السؤال الذي طرحه الرئيس الفلسطيني وهو " هل تقبلون بتسليم المسؤولية كاملة في غزة أم لا؟".
وكانت ملامح مصالحة فلسطينية قد بدأت قبل 6 أشهر بإعلان حركة "حماس" حل حكومتها في غزة واتفاقها مع حركة "فتح" برعاية مصرية على جدول زمني لإتمام المصالحة.
ولكن آمال المصالحة ما لبثت أن تبددت بعد تبادل الحركتين الاتهامات بشأن المسؤولية عن إفشالها.
ويتواجد وفد أمني مصري في قطاع غزة منذ 3 أسابيع في محاولة لتفادي تفجر الأوضاع بين الحركتين.
ولكن استهداف موكب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله في قطاع غزة زاد الأمور تعقيدا.
وقال مسؤول كبير في حركة "فتح" لـ"العين الإخبارية": "لن نقبل بقاء الوضع على ما هو عليه وعلى حماس أن تقول بشكل واضح إنها تسلم قطاع غزة للسلطة الفلسطينية بشكل كامل وبكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى".
وفي هذا الصدد، قال مجلس الوزراء الفلسطيني في ختام اجتماعه اليوم في رام الله برئاسة الحمد الله: "طالب المجلس حركة حماس بتسليم قطاع غزة دفعة واحدة، وأكد استعداد الحكومة لتسلم مسؤولياتها كافة كاستحقاق وطني ومتطلب أساسي لنجدة غزة من المخاطر التي تحدق بها، وتفويت الفرصة على إسرائيل للاستمرار في الانقسام، وفصل قطاع غزة عن هذا الوطن".
وشدد المجلس على أنه "طوال سنوات الانقسام لم ينقطع يوماً عمل الحكومة فيها، بما في ذلك حشد الدعم الدولي لانتشال القطاع من الدمار والموت والعدوان"، مؤكداً أن "غزة هي حامية القضية والهوية الوطنية، ولا يمكن أن تكون دولة فلسطين إلّا والقدس عاصمتها، وغزة قلبها النابض بالحياة والأمل".
وتساءل المجلس: "إذا كان الحديث عن سلاح واحد وشرعية واحدة غير ذي صلة، فكيف لحكومة أن تستلم غزة ولا تقوم بتحمل مسؤولية الأمن فيها؟"، في إشارة إلى استهداف موكب الحمد الله.
وأكد مجلس الوزراء الفلسطيني أن "حركة حماس تتحمل المسؤولية كاملة عن هذا الحادث الإجرامي المدان كحكومة الأمر الواقع في قطاع غزة".
وعلى الصعيد ذاته، فقد اعتبر المجلس أن "الاجتماع الذي بادرت إليه الإدارة الأمريكية بحجة بحث الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة وسبل تخفيفها، قد كشف حقيقة أن ما تسميه الإدارة الأمريكية بصفقة القرن هي مجرد خدعة لذر الرماد في العيون، وصرف الأنظار بهدف إتاحة المزيد من الوقت للحكومة الإسرائيلية لاستكمال مشاريعها الاستيطانية وتهويد القدس وضمها، وترسيخ احتلالها".
وتساءل المجلس: "كيف للإدارة الأمريكية أن تقطع المعونات عن فلسطين وعن وكالة الأونروا التي ترعى شؤون أكثر من ثلثي سكان القطاع، وتدعي أنها تهتم بإيجاد حلول للكارثة الإنسانية في غزة، وهي التي تتسبب في تفاقمها".