انتخابات الكونجرس..أمل الفلسطينيين في إنصافهم من قرارات ترامب "المجحفة"
"العين الإخبارية" رصدت 6 رسائل وجهها أعضاء كونجرس للإدارة الأمريكية، احتجاجا على وقف المساعدات للفلسطينيين و(الأونروا)
تتوجه أنظار الفلسطينيين إلى الانتخابات النصفية للكونجرس الأمريكي، على أمل إنصافهم بعد سلسلة من القرارات غير المسبوقة التي اتخذتها الإدارة الأمريكية الحالية.
ويتابع المسؤولون الفلسطينيون باهتمام المؤشرات التي تنشرها وسائل الإعلام الأمريكية عن التركيبة المحتملة للكونجرس المقبل.
ومنذ وصول الإدارة الأمريكية الحالية اتخذت سلسلة من القرارات بدءا من الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة إليها، وإغلاق مكتب تمثيل منظمة التحرير في واشنطن.
كما شملت القرارات، دمج القنصلية الأمريكية في القدس بالسفارة، وقطع المساعدات عن الشعب الفلسطيني، ووقف المساعدات لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين (الأونروا)، ووقف المساعدات للمستشفيات الفلسطينية في القدس.
ناهيك عن امتناع الإدارة الأمريكية الحالية عن إدانة الاستيطان الإسرائيلي، وأوقفت استخدام تعبير "الأراضي المحتلة" في إشارة إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.
ولم تجد الإدارة نفسها، معارضة من الأغلبية الجمهورية في الكونجرس وإن كان الأعضاء الديمقراطيون اعترضوا في أكثر من مناسبة ، وبشكل علني، على بعض هذه القرارات.
وفي هذا الصدد، قال د. نبيل شعث، مستشار الرئيس الفلسطيني للعلاقات الدولية، لـ"العين الإخبارية" : " هو موضوع أمريكي داخلي بحت، ولكن نتائجه ستنعكس علينا ولذلك فنحن مهتمون جدا بهذه الانتخابات".
وأضاف شعث: "التغير المحتمل في تركيبة الكونجرس هي إشارة جيدة إلى إمكانية تغير في الموقف الأمريكي بعد سلسلة القرارات المجحفة ضد الشعب الفلسطيني".
وفي هذا السياق، كتب السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل دانيال شابيرو "إذا كسب الديمقراطيون السيطرة على حتى واحد من مجلسي الكونجرس، فإن قدرتهم على قطع أجنحة (دونالد) ترامب، من خلال جلسات الاستماع والتحقيقات ومذكرات الإحضار، ستكون هائلة".
أما إذا حافظ الجمهوريون على السيطرة الكاملة على الكونجرس، يضيف شابيرو "فإن ترامب سيواجه القليل من القيود ، إن وجدت أصلا ".
وبهذه المناسبة، رصدت "العين الإخبارية" 6 رسائل وجهها أعضاء كونجرس من الحزب الديمقراطي إلى الإدارة الأمريكية احتجاجا على وقف المساعدات للفلسطينيين و(الأونروا).
ولاحظت "العين الإخبارية" من خلال هذا الرصد، أن المشترك في هذه الرسائل هو أنها حظيت في معظم الأحيان بتأييد واسع من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب.
آخر هذه الرسائل كانت في 28 أيلول/سبتمبر 2018، حيث وجّه 112 عضواً بالكونجرس رسالة إلى وزير الخارجية مايك بومبيو، طالبوه فيها بالتراجع عن قرار الإدارة الأمريكية وقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) والمستشفيات الفلسطينية في القدس الشرقية والمساعدة الثنائية؛ لدعم الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وفي 8 شباط/فبراير 2018، وجهوا رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حثوه فيها على إعادة التفكير في قراره تقليص المساعدات المالية للوكالة الأممية التي تعمل مع اللاجئين الفلسطينيين وأحفادهم.
وفي 3 آب/أغسطس 2018، وجه 10 من أعضاء مجلس الشيوخ رسالة مشابهة إلى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ورئيس وكالة التنمية الدولية الأمريكية مارك غرين.
وفي 11 مايو/آيار 2018، وجه 13 من أعضاء مجلس الشيوخ رسالة إلى بومبيو دعوه فيها إلى إعادة المساعدة الأمريكية لوكالة (الأونروا) .
وفي 21 سبتمبر/أيلول 2018، وجه 22 من أعضاء مجلس الشيوخ رسالة إلى ترامب عارضوا فيها قراره وقف المساعدة المالية للشعب الفلسطيني.
وفي 30 يوليو/تموز 2018، وجه 70 عضو كونجرس رسالة إلى وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، بالعمل فورا من أجل الحد من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة ، مشيرين إلى أن وقف المساعدات للفلسطينيين يزيد من هذه الأزمة.
وحول هذه الرسائل، قال مسؤول فلسطيني بارز لـ"العين الإخبارية": "إذا ما عكست هذه الرسائل نفسها بمواقف في الكونجرس المقبل فإنه بلا شك سيكون لذلك تأثير للحد من السياسات الأمريكية المعادية".
وأضاف المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، لحساسية موقعه : " بطبيعة الحال لا نتوقع قرارات مثل إلغاء نقل السفارة الأمريكية إلى القدس فهذا موقف إجماع أمريكي بين الحزبين، ولكن علينا أن لا ننسى أن الديمقراطيين مع حل الدولتين في إطار التفاوض بما يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية ولم يقل أي رئيس أمريكي ديمقراطي أو حتى جمهوري قبل ترامب إنه يعارض عاصمة فلسطينية في القدس الشرقية ".
وإلى جانب المؤشرات بشأن تغيير تركيبة الكونجرس فإنه عادة ما يتشكل الأخير من الحزب المعارض لسيد البيت الأبيض.
وقالت دبلوماسية أمريكية، لـ"العين الإخبارية" إنه درجت العادة في الولايات المتحدة الأمريكية على أن تكون الأغلبية في الكونجرس لصالح الحزب المعارض للرئيس الموجود في البيت الأبيض.
وأضافت الدبلوماسية الأمريكية، التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، كونها غير مخولة بالحديث للإعلام، "لا ندري كيف سينعكس ذلك على سياسات الإدارة الأمريكية بما يخص الشأن الفلسطيني".
وكانت القيادة الفلسطينية أوقفت اتصالاتها السياسية مع الإدارة الأمريكية منذ نهاية العام الماضي إثر قرار الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس.