بعد 31 عاما على إعلان الاستقلال.. حلم الفلسطينيين بـ"دولة" يتضاءل

وجود حكومة يمينية في إسرائيل لا تريد قيام دولة فلسطينية إضافة إلى تفشي الاستيطان فضلا عن انحياز الإدارة الأمريكية قلص آمال الفلسطينيين
منذ إعلان الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، الاستقلال في عام 1988، يحيي تاريخ الخامس عشر من نوفمبر/تشرين الثاني الأمل في نفوس الفلسطينيين بقيام دولتهم.
ففي مثل هذا اليوم قبل 31 عاما، وخلال جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر، قال عرفات إن "المجلس الوطني يعلن، باسم الله، وباسم الشعب، قيام دولة فلسطين فوق أرضنا، وعاصمتها القدس الشريف".
وشكل هذا الإعلان فرصة قادت لاحقا لتوقيع إعلان المبادئ بين منظمة التحرير الفلسطينية ودولة إسرائيل في البيت الأبيض في عام 1993.
ولكن الآمال التي بعثت حينها بقرب قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 إلى جانب دولة إسرائيل، ما لبثت أن خبت شيئا فشيئا.
فالمفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية التي انطلقت بعد توقيع اتفاق إعلان المبادئ لم تحقق على مدى أكثر من 25 عاما هدفها بالتوصل إلى اتفاق نهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ومال الشارع الإسرائيلي أكثر فأكثر نحو اليمين على حساب أحزاب اليسار المؤيدة للسلام في وقت توسع فيه الاستيطان على الأراضي الفلسطينية.
الاستيطان ازداد عشرات الأضعاف
واستنادا إلى معطيات حركة "السلام الآن" الإسرائيلية فإنه في حين بلغ عدد المستوطنين في الضفة الغربية 66 ألفا عند إعلان الاستقلال الفلسطيني في عام 1988 فإن أعدادهم ارتفعت إلى 116 ألفا عند التوقيع على اتفاق المبادئ في عام 1993.
لتصل في نهاية العام الماضي 2018 إلى أكثر من 427 ألف مستوطن يعيشون في 132 مستوطنة و121 بؤرة عشوائية.
ولا تشمل هذه الأرقام أكثر من 215 ألف مستوطن يعيشون في 13 مستوطنة في القدس الشرقية المحتلة.
وجود حكومة يمينية في إسرائيل لا تريد قيام دولة فلسطينية إضافة إلى تفشي الاستيطان فضلا عن وجود إدارة أمريكية منحازة لإسرائيل قلص من الدعم الشعبي الفلسطيني لحل الدولتين الذي كان حتى ما قبل عدة سنوات أملا.
الأمل ضئيل
ووفق نتائج استطلاع للرأي أجراها المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية (غير حكومي) في الضفة الغربية وقطاع غزة، في شهر سبتمبر/أيلول الماضي فإن "نسبة 37% ترى أن أغلبية الجمهور الفلسطيني تؤيد حل الدولتين".
فيما تقول "نسبة 56% إن الأغلبية تعارضه، وتعتقد نسبة 63% أن حل الدولتين لم يعد عملياً بسبب التوسع الاستيطاني لكن نسبة من 34% تعتقد أنه لا يزال عملياً".
وتابع المركز الفلسطيني: "ترى نسبة من 78% أن فرص قيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل خلال السنوات الخمس المقبلة ضئيلة أو ضئيلة جداً وتعتبر نسبة 22% أن الفرص متوسطة أو عالية".
ترسيخ تجسيد الاستقلال
ولكن حلم الدولة لا زال يراود الفلسطينيين، إذ طالب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، المجتمع الدولي وهيئاته الأممية بترسيخ تجسيد استقلال فلسطين وسيادتها على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية بخطوات عملية، وإنجاز حقوق شعبنا في تقرير المصير والحرية الذي طال انتظارها لأكثر من سبعين عاماً باعتبارها مسؤولية دولية.
كما دعا، في بيان، اليوم، إلى "التدخل العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي اليومي والممنهج على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدّراته وحياته ومستقبله، ومحاسبة دولة الاحتلال على جرائمها ضد المدنيين وفتح تحقيق دولي فيها خاصة في المحكمة الجنائية الدولية".
وأشار عريقات إلى "أهمية هذا اليوم التاريخي في حياة الشعب الفلسطيني ومضيّه قدماً وبثبات نحو ترسيخه على الأرض".
الحلول المنقوصة
بدوره، أكد المجلس الوطني الفلسطيني أن "الشعب لن يقبل بالمشاريع التي تنتقص من حقوقنا الوطنية المشروعة ممثلةً بالحرية والعودة والدولة المستقلة بعاصمتها مدينة القدس".
وجدد المجلس، في بيان، التأكيد على أن "كل الخطط التي يراد منها تصفية القضية الفلسطينية لن يكتب لها النجاح وسيكون مصيرها الفشل الذريع، وهذا ينتظر ما بات يعرف بخطة صفقة القرن، التي تتضمن أفكاراً وحلولاً على مقاس الاحتلال على حساب الحقوق الفلسطينية، على نحو يتعارض تماما مع الشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة".
وأرجأت الإدارة الأمريكية إعلان خطّتها حول القضية الفلسطينية إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية وتشكيل الحكومة التي تشهد تعثرا كبيرا.
وأعلن الفلسطينيون رفضهم الخطة الأمريكية بعد أن قالوا إنها تقوم على أساس القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والسعي إلى شطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين، والإبقاء على المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعدم تبني حل الدولتين.